يستعرض مرصد مراكز الأبحاث آراء الخبراء بشأن سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتداعيات اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال على سياسة واشنطن في المنطقة، وموقف الاتحاد الأوروبي من أزمات الشرق الأوسط، وكيف تربح أمريكا حرب الفضاء.
بعد مرور عامين على الحرب الروسية الأوكرانية، يتعثر القتال على الجبهة وتتزايد الدعوات للتوصل إلى تسوية تفاوضية.
وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض آراء الخبراء بشأن سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتداعيات اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال على سياسة واشنطن في المنطقة، وموقف الاتحاد الأوروبي من أزمات الشرق الأوسط، وكيف تربح أمريكا حرب الفضاء.
إنهاء حرب أوكرانيا
مرصد مراكز الأبحاث| إنهاء حرب أوكرانيا.. واتفاقية أرض الصومال.. وسباق الفضاء
استعرض مجلس العلاقات الخارجية آراء عدة خبراء بشأن سبل إنهاء الحرب. ورأى الزميلان بمعهد العلاقات الدولية الإيطالي، نونا مخيليدزي، وريكاردو ألكارو، أن التسوية التفاوضية ستفاقم الأمور لأن روسيا لن توافق على سحب قواتها من الأراضي التي ضمتها، وأوكرانيا لن تعترف بالاستيلاء الروسي على أراضيها، ما سيؤدي إلى تجميد الصراع.
ورأى الباحث بالمعهد البولندي للشؤون الدولية، دانيال شيليجوفسكي، أن الحرب ستستمر حتى يتدخل الغرب، ولذلك الطريق الأقصر هو ضم أوكرانيا إلى الناتو. وأشار رئيس منتدى العلاقات العالمية التركي، سليم ينيل، إلى أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي هزيمة فلاديمير بوتين نفسه، السبب الأساسي ورائها.
وعلى الجانب الآخر، لفت الزميل بالمعهد الجنوب إفريقي للشؤون الدولية، جوستافو دي كارفالو، إلى أن الدول الإفريقية لديها فرصة فريدة للوساطة في هذا الصراع، نظرًا لخبرتها الموسعة، وعلاقاتها الراسخة مع الدول الغربية وروسيا، وتمتعها بدعم الجنوب العالمي.
ورأى رئيس مركز الخليج للأبحاث، عبد العزيز صقر، أن دول مجلس التعاون الخليجي يمكنها أن تلعب دورًا في خفض التصعيد، عبر توفير منبر للمباحثات بشأن الجهود الممكنة لحل الصراع.
لماذا قصفت إيران جيرانها؟
مرصد مراكز الأبحاث| إنهاء حرب أوكرانيا.. واتفاقية أرض الصومال.. وسباق الفضاء
في منتصف يناير الماضي، شنت إيران ضربات صاروخية مفاجئة على جيرانها المباشرين، العراق وسوريا وباكستان، على مدار يومين. وفي تحليل نشره معهد الشرق الأوسط، أشار مؤسس ومدير مركز الشرق الأوسط والنظام العالمي، علي فتح الله نجاد، إلى أن تلك الضربات تكشف أمرين مهمين.
أولًا، تكشف الضربات كيف أن تصرفات إيران، خاصة في سياق حرب غزة، تدفعها مخاوف النظام بشأن صورته واستقراره في أعين المؤيدين المحليين والإقليميين، المحبطين من الفجوة الواسعة بين خطاب طهران الحماسي عن “المقاومة” وفشلها الظاهري في مواجهة إسرائيل وأمريكا مباشرةً.
وثانيًّا، الضربات الصاروخية، التي قتلت مدنيين أجانب، تحدت تصوير النظام الإيراني لنفسه كدولة تحفظ الاستقرار وتنعم بالسلام مع جيرانها. وحتى بالنسبة لجيرانها “الودودين”، أصبحت إيران تجسد فاعلًا غير موثوق، إن لم يكن خطيرًا، فهي مستعدة لزعزعة استقرار منطقة غارقة في الحرب والفوضى إذا اقتضت مصالح نظامها ذلك.
اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال
مرصد مراكز الأبحاث| إنهاء حرب أوكرانيا.. واتفاقية أرض الصومال.. وسباق الفضاء
في بداية العام الحالي، وقعت منطقة أرض الصومال الانفصالية مذكرة تفاهم مع إثيوبيا، تحصل أديس أبابا بموجبها على إمكانية الوصول إلى ميناء بربرة مقابل الاعتراف بالدولة الانفصالية، ما أغضب الصومال وأثار ردود فعل عالمية واسعة.
وفي تحليل بالمجلس الأطلسي، قال المحلل المختص بشؤون القرن الإفريقي والشرق الأوسط، ماكسويل ويب، إن خطر تصعيد التوترات في المنطقة يزداد، وإذا لم تُدار بطريقة جيدة، قد ينتشر الصراع إلى القرن الإفريقي ثم البحر الأحمر، لافتًا إلى أن مصالح الكثير من الدول، خاصة الولايات المتحدة، على المحك.
ووسط التوترات المشتعلة بين الولايات المتحدة والحوثيين في البحر الأحمر، قد تبحث واشنطن عن طرق لتوسيع وجودها العسكري في المنطقة. وعبر ميناء بربرة، والحرص على المشاركة الدولية، قد تساعد أرض الصومال الولايات المتحدة في الحصول على موطئ قدم لحماية الطرق البحرية الحيوية، لكن يجب الحصول على موافقة الصومال أولًا.
وحسب ويب، قد يؤدي الصراع المسلح بين إثيوبيا، وأرض الصومال، والصومال إلى تعقيد اتفاقيات التعاون الأمني بين مقديشو وواشنطن في الحرب على حركة الشباب. ولذلك، يتعين أن تستخدم واشنطن النفوذ المالي والدبلوماسي لضمان أن تتصرف الحكومات الثلاث بحذر في الأسابيع المقبلة، مع السعي للحفاظ على المصالح الأمنية الأمريكية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
الاتحاد الأوروبي وأزمات الشرق الأوسط
مرصد مراكز الأبحاث| إنهاء حرب أوكرانيا.. واتفاقية أرض الصومال.. وسباق الفضاء
حسب تقرير نشره المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، قال الزميل بمعهد الشرق الأوسط التابع للجامعة الوطنية بسنغافورة، جين لوب سمعان، إن مهمة “أسبيدس” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر تعكس انشقاقًا عبر الأطلسي بشأن الشرق الأوسط.
وتشير “أسبيدس” إلى رغبة الاتحاد الأوروبي في إيجاد بديل لعملية “حارس الازدهار” الأمريكية، بسبب شعور الأوروبيين أن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل في غزة، وحملتها الجوية ضد الحوثيين في اليمن، لن يؤدوا إلى خفض التصعيد.
وحسب مدير منظمة المشروع الأوروبي للشرق الأوسط، مارتن كونيتشني، تفاقمت الانقسامات بين دول الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة غزة. فهجوم حماس أدى إلى تشديد موقف الدول المنحازة لإسرائيل بسبب الهوية والأيديولوجية، مثل ألمانيا والنمسا والمجر. فيما تسبب الدمار الهائل وحصيلة الضحايا في غزة في تعزيز الحاجة إلى وقف الحرب لدى دول مثل إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا.
ووفق الأستاذة بجامعة روسكيلدا الدنماركية، ميشيل بيس، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى وضع حدود قانونية ملموسة تجاه إسرائيل لاستعادة بعض مصداقيته المفقودة. ورأى الزميل بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، هيو لوفات، أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يدعم إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية مقابل اتخاذ خطوات ملموسة تجاه إرساء الديمقراطية والوحدة الوطنية.
كيف تربح أمريكا حرب الفضاء؟
مرصد مراكز الأبحاث| إنهاء حرب أوكرانيا.. واتفاقية أرض الصومال.. وسباق الفضاء
في ضوء التحذيرات الأمريكية بشأن نية روسيا إرسال أسلحة نووية إلى الفضاء لتدمير الأقمار الاصطناعية الأمريكية، حذر الزميل بمعهد هدسون الأمريكي، آرثر هيرمان، أن الولايات المتحدة تحتاج إلى القدرة على ردع تهديد الفضاء المتنامي من روسيا والصين، قبل أن يؤدي الضعف الأمريكي الملحوظ إلى حرب شاملة في الفضاء.
وأشار هيرمان إلى أن من يهيمن على مجال الفضاء سيهيمن على الاقتصاد العالمي المستقبلي. وكي تربح الولايات المتحدة سباق الفضاء الجديد، ستحتاج إلى بناء قدرتها الهجومية والمضادة للأقمار الاصطناعية.
وستحتاج إلى توسيع مساهمة القطاع التجاري في ترسانة قوة الفضاء الأمريكية. ويشمل هذا حشد وتحفيز الشركات مثل “سبيس إكس” و”بلو أوريجين” لجلب إنتاجيتها وابتكارها مباشرة إلى مجال خوض حروب الفضاء. ويتعين على واشنطن أيضًا استحداث جيل جديد من العاملين في مجال الفضاء من أجل الحفاظ على الريادة الأمريكية.
موقف اليابان وكوريا الجنوبية تجاه تايوان
مرصد مراكز الأبحاث| إنهاء حرب أوكرانيا.. واتفاقية أرض الصومال.. وسباق الفضاء
استعرض الزميل غير المقيم بمؤسسة بروكجنز، آدم ليف، أوجه التباين في أولويات اليابان وكوريا الجنوبية تجاه تايوان. وأشار إلى أن سيول أكثر ترددًا من طوكيو في التعامل علنًا مع تايوان على أساس ثنائي، حتى وإن كان غير رسمي، أو الإعراب عن دعمها للمجال الدولي لتايوان.
ولفت ليف إلى أن قادة كوريا الجنوبية أكثر حذرًا من اليابان في انتقاد الصين أو إغضابها علنًا في ما يتعلق بالقضايا الحساسة المرتبطة بتايوان.
وتختلف وجهات نظر سيول وطوكيو بشأن الدور المباشر وغير المباشر لتحالفاتهما مع واشنطن، والقوات الأمريكية على أراضيهما، في الجهود الملموسة للمساهمة في السلام والاستقرار في مضيق تايوان، أو الرد بسرعة وفاعلية في حالة فشل الردع.
أما الاختلاف الثالث فهو أن قادة وخبراء كوريا الجنوبية يركزون أكثر من نظرائهم اليابانيين على خطر اندلاع حرب بالتزامن في مضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1774702