أبرزهم إسبانيا وأيرلندا.. دول أوروبية تتبنى موقفًا مختلفًا تجاه حرب غزة

بعض الدول الأوروبية لعبت دورًا في تغيير وجهات النظر بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

آية سيد
أبرزهم إسبانيا وأيرلندا.. دول أوروبية تتبنى موقفًا مختلفًا تجاه حرب غزة

سعت مجموعة من الدول الأوروبية لتبني لهجة مختلفة عندما يتعلق الأمر بصراع الشرق الأوسط.


على خلفية اتهام إسرائيل لبعض موظفي الأونروا بالتورط في هجوم حماس، حذت بريطانيا وألمانيا حذو أمريكا وقررتا تجميد تمويل المنظمة.

إلا أن إسبانيا والبرتغال اتخذتا موقفًا معاكسًا، وتعهدتا بزيادة تمويلهما للمنظمة، وحسب تحليل للكاتبة بصحيفة “الجارديان” البريطانية، أشيفا قسام، تمثل هاتان الدولتان جزءًا من مجموعة دول أوروبية سعت لتبني لهجة مختلفة عندما يتعلق الأمر بصراع الشرق الأوسط.

دور حاسم

لفت التحليل، المنشور اليوم الثلاثاء 13 فبراير 2024، إلى أن هذه الدول تشمل أيرلندا، التي دعت لمراجعة علاقات الاتحاد الأوروبي التجارية مع إسرائيل، وسلوفينيا، التي قالت إنها تتوقع أن تنفذ إسرائيل سريعًا التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية.

وفي حين أن هذه الدول أسهمت في الخلافات الداخلية التي أدت إلى الاستخفاف بالاتحاد الأوروبي بسبب سياسته غير المترابطة، يرى المحللون أنها لعبت دورًا حاسمًا، وإن كان محدودًا، في تغيير وجهات النظر بشأن الصراع.

ثقل موازن

في تصريحات نقلتها الجارديان، قالت الباحثة بمركز حقوق الإنسان بجامعة خنت البلجيكية، بريجيت هيريمانز: “إنها ثقل موازن للمشتبه بهم المعتادين، أي الدول الموالية لأمريكا، التي تميل لأن تكون أكثر موالاة لإسرائيل”.

وفي السياق ذاته، أشار مدير المشروع الأوروبي للشرق الأوسط، مارتن كونيني، إلى أن الدول الأكثر صراحةً في التعبير عن هذا الموقف هي أيرلندا، وبلجيكا، وإسبانيا، “لكن توجد دول أخرى في الاتحاد الأوروبي تقف خلفها وتشاركها نفس الموقف”، مثل سلوفينيا، والبرتغال، ومالطا، ولوكسمبورج.

خلاف «الأونروا»

دخلت هذه الدول الأوروبية دائرة الضوء في الأسابيع الماضية، في الوقت الذي تصارع الحكومات مع مزاعم إسرائيل بأن 12 موظفًا على الأقل في الأونروا تورطوا في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

الأونروا

الأونروا

وردًا على هذا، أوقفت أكثر من 12 دولة، منها الولايات المتحدة وهولندا، تمويلها للمنظمة، ما أثار تحذيرات بشأن الانهيار الكامل لمنح المساعدات لمليوني مدني، أكثر من نصفهم أطفالًا، في غزة.

لكن على النقيض، أعلنت 7 دول أوروبية على الأقل، منها لوكسمبورج والنرويج وسلوفينيا، إنها ستواصل تمويل الأونروا.

موقف تقليدي

بينما حظت هذه الدول بإشادات واسعة على الإنترنت، بسبب موقفها الموالي لفلسطين، حذر كونيني من وصفها بهذه الطريقة. وقال: “هذه الدول تمثل في الحقيقة الموقف التقليدي للاتحاد الأوروبي تجاه الصراع، وهو دعم حل الدولتين ودعم القانون الدولي”.

ولفتت الصحيفة أن موقف هذه الدول لم يفعل الكثير لتغيير نهج الدول الأوروبية الأخرى، مثل النمسا وألمانيا، لكن كونيني رأى أنه لا يوجد شك في تأثيرها. وقال: “إنها تصنع فرقًا من منطلق أنه إذا لم تكن هذه الدول موجودة، كان الموقف العام للاتحاد الأوروبي سيكون أكثر تأييدًا لإسرائيل”.

أصداء عالمية

أضاف كونيني أن مجموعة الدول هذه تثير أصداءً خارج الاتحاد الأوروبي. وقال: “شعر الكثير من الأشخاص، خاصة في الجنوب العالمي، بالفزع مما يعتبرونه دعمًا أوروبيًا غير مشروط للهجوم الإسرائيلي”.

ووفق الجارديان، أشار إلى أن “وجود تكتل من الدول الأوروبية التي تعرب بوضوح عن موقف مختلف مهم جدًا للحفاظ على بعض المصداقية لأوروبا”.

أسباب ودوافع

حسب الزميلة بمؤسسة تشاتام هاوس، أرميدا فان ريج، تمتلك هذه الدول خليطًا من الدوافع. وقالت: “بلجيكا، وأيرلندا، وإسبانيا، لطالما كانوا أكثر دعمًا للقضية الفلسطينية”، مستشهدة بالمقارنات بين مشكلات أيرلندا الشمالية وفلسطين، وإرث الاستعمار البريطاني، لتفسير الموقف الأيرلندي.

وفي حين أن الدعم المجتمعي يلعب دورًا، رأى الزميل بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، هيو لوفات، أن الميول السياسية للحكومة في السلطة في كل دولة تلعب دورًا أيضًا، مشيرًا إلى السويد، التي انضمت للدول التي أوقفت دعم الأونروا، كمثال.

وقال إن السويد “اعتادت أن تكون ضمن هذه الدول ذات التفكير المتشابه، ثم حدث تغيير في الحكومة، وجاءت حكومة يمينية، وتغير موقف السويد تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قليلًا”.

6 رسائل قاسية من إسبانيا وبلجيكا لإسرائيل

6 رسائل قاسية من إسبانيا وبلجيكا لإسرائيل

فرصة للتغيير

مع ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 28 ألف فلسطينيًا، أشارت بريطانيا والولايات المتحدة إلى استعداد محتمل لإعادة التفكير في نهجهما تجاه الصراع. وأفادت تقارير أن الإدارة الأمريكية تسعى بنشاط لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بمجرد انتهاء الحرب.

وحسب ما نقلت الجارديان، رأى لوفات أن هذه التغييرات قد تمهد الطريق لمجموعة الدول الأوروبية للمشاركة بنحو أوسع في القضية.

وقال: “يجدر الإشارة إلى أنه في ما يتعلق بمسألة الاعتراف، وحتى في ما يتعلق بإعادة خلق أفق سياسي لحق تقرير المصير للفلسطينيين، تحولت أمريكا، وإلى حد ما بريطانيا، باتجاه موقف هذه الدول ذات التفكير المتشابه. وأعتقد أن هذا يوفر فرصة لهذه الدول الأعضاء”.

ربما يعجبك أيضا