مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

حماية البنية التحتية البحرية وموقف أوروبا في العالم العربي.. موجز لأهم ما تناولته مراكز الأبحاث

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث التحديات التي تواجه استراتيجية الصناعات الدفاعية الأوروبية، وأهمية حماية البنية التحتية البحرية، ودلالات خطاب حالة الاتحاد، وكيفية تحسين الأوروبيين لموقفهم في العالم العربي، ودور "الفيلق الإفريقي" في تعزيز استراتيجية روسيا في إفريقيا.


طرحت المفوضية الأوروبية أول استراتيجية للصناعات الدفاعية الأوروبية، اليوم الثلاثاء 5 مارس 2024.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض التحديات التي تواجه هذه الاستراتيجية، وأهمية حماية البنية التحتية البحرية، ودلالات خطاب حالة الاتحاد، وكيفية تحسين الأوروبيين لموقفهم في العالم العربي، ودور “الفيلق الإفريقي” في تعزيز استراتيجية روسيا في إفريقيا.

استراتيجية الصناعات الدفاعية الأوروبية

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

أشار الباحث بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ومساعد الأمين العام للناتو سابقًا، كاميل جراند، إلى أنه كي تحقق الاستراتيجية الجديدة نقلة نوعية، تحتاج المفوضية الأوروبية إلى معالجة عدة تحديات.

أولًا، مبلغ الـ1.5 مليار يورو المخصص لبرنامج الاستثمار الدفاعي الأوروبي بين 2025 و2027 يمثل جزءًا ضئيلًا من الإنفاق الأوروبي، ما سيصعب تشكيل السوق. ولا يمكن تخصيص أموال إضافية كبيرة إلا بموجب الإطار المالي متعدد السنوات للاتحاد الأوروبي الذي سيصدر في 2028.وثانيًا، تحتاج المفوضية إلى توضيح آلية عمل الأدوات المالية المختلفة.

وثالثًا، يحتاج هذا الجهد إلى أن يكون متوافقًا مع أولويات التخطيط الدفاعي، التي تُحدَد على المستوى الوطني أو في الناتو، ما سيتطلب تعاون أوثق بين الحلف والاتحاد الأوروبي. ورابعًا، الدول الأعضاءمترددة في إضفاء طابع أوروبي على السياسات الدفاعية وقد تقاوم ما ستعتبره انتزاعًا للسلطة من الطرف المفوضية.

وأخيرًا، نظرًا للأموال المخصصة في البداية والإطار الزمني المعتاد قبل التنفيذ، لن تعالج استراتيجية الصناعات الدفاعية الأوروبية وبرنامج الاستثمار الدفاعي الأوروبي المتطلبات الفورية لأوكرانيا أو نقص القدرات على المدى القصير.

حماية البنية التحتية البحرية

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

بعد تضرر كابلات الإنترنت التي تمر تحت البحر الأحمر بسبب مرساة سفينة “روبيمار” البريطانية التي قصفها الحوثيون في فبراير الماضي، حذر الباحثون بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، شون موناجان، ومايكل دارا، وإسكيل جاكوبسن، وأوتو سفندسن، أن البنية التحتية البحرية تصبح نقطة ضعف الاقتصاد العالمي.

هذا لأن حجم وطبيعة هذه البنية التحتية يجعل من الصعب حمايتها، كما أنها تمثل هدفًا سهلًا لمن يعملون في المنطقة الرمادية للهجمات التي يمكن إنكارها ولا ترتقي إلى مستوى الحرب.

ورغم عدم وجود حلول سهلة لتأمين البنية التحتية البحرية، يمكن أن تعمل الحكومات والشركات الدولية في مجالين مهمين، وهما دعم المرونة وتعزيز الوعي بالمجال البحري. ويمكن تعزيز كلا المجالين عبر تحسين التنسيق بين القطاعين العام والخاص، خاصة في ضوء المخاطر الأمنية والمالية الناتجة عن البنية التحتية البحرية الضعيفة.

خطاب حالة الاتحاد

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

نشر المجلس الأطلسي آراء خبرائه بشأن خطاب حالة الاتحاد، الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الخميس 7 مارس 2024.

ورأى نائب رئيس مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن، ماثيو كروينج، أن بايدن كان محقًا في التشديد على أهمية دعم أوكرانيا لصد العدوان الروسي، لكنه لم يكن محقًا في التقليل من أهمية الصراع مع الصين لأنه صراع على النظام العالمي بين العالم الحر وديكتاتورية شيوعية.

وأشار مدير برامج الشرق الأوسط، ويليام وشسلر، إلى أن الإعلان عن إنشاء ميناء مؤقت لتوصيل المساعدات إلى غزة، من ضمن إجراءات أخرى في الأسابيع الأخيرة، يوضح أن إدارة بايدن تزيد الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لاتخاذ إجراءات لمعالجة الأزمة الإنسانية في القطاع.

فيما وصفت نائبة الرئيس التنفيذي للمجلس، جينا بن يهودا، خطاب حالة الاتحاد، الذي ركز على محورية الحرب الروسية الأوكرانية كمعركة عالمية وأمريكية، وتطرق إلى تغير المناخ والصين وإسرائيل والفلسطينيينوحماس والحوثيين، بأنه “خطاب حماسي” للقيادة العالمية الأمريكية، وتذكير بأن الحرية والديمقراطية قيم أمريكية.

موقف أوروبا في العالم العربي

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

حسب الزميل الزائر بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، جيمس لينش، تضررت القوة الناعمة لأوروبا في العالم العربي على خلفية اتهام الأوروبيين بازدواجية المعايير في ردهم على العدوان الإسرائيلي على غزة.وتسبب الاشمئزاز المجتمعي من رد فعل الغرب تجاه غزة في تغيير سياق علاقات أوروبا بالمجتمع المدني في العالم العربي.

ولفت لينش إلى أن إعادة بناء سُمعة أوروبا لدى الشعوب والمجتمع المدني في العالم العربي ستتطلب محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي. ويجب أن تمنح الحكومات الأوروبية دعمها القوي للآليات المتمثلة في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، رغم أن هذه تبدو احتمالية بعيدة حاليًا، خاصة بسبب الانقسامات بين الحكومات الأوروبية وداخلها.

وفي الوقت ذاته، يجب أن يراجع المانحون الأوروبيون إجراءات المشروطية ويزيلون أي إجراءات تقيد حرية التعبير بنحو غير ملائم وتشوه سمعة الشركاء الفلسطينيين. وسيحتاج الأوروبيون إلى معالجة المدى والسرعة التي سقطوا بها، للدرجة التي قد تدفع جماعات حقوق الإنسان إلى البحث عن مصادر أخرى للتمويل.

مخاطر انضمام السويد وفنلندا للناتو

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

في تحليل نشره مركز كارنيجي أوروبا، لفت مدير المعهد الدنماركي للدراسات المتقدمة بجامعة جنوب الدنمارك، ستين رينينج، إلى أن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو يضيف تضامنًا سياسيًا، وعمقًا جيوسياسيًا، وقوة عسكرية إلى الحلف الذي يواجه روسيا العدوانية.

لكن انضمامهما يحمل مخاطر.فالحليفان لديهما تقاليد سياسية مختلفة تسلط الضوء على هشاشة رؤية الناتو للمجتمع عبر الأطلسي. وهذه الرؤية تفترض مسبقًا التضامن السياسي وسياسة “الدفاع أولًا”، لكن التنوع والقيادة الضعيفة قد يعززان التفكير المناصر لـ”الحوار أولًا”، ما يعني روسيا أولًا.

وأشار رينينج إلى أن السويد قد يكون لديها دافعًا داخليًا للجوء إلى سياسة “الحوار أولًا” مع روسيا. هذا لأن السويد اعتادت أن تعمل بحرية كدولة غير منحازة لقرابة مائتي عام. ويشمل هذا الدافع أيضًا المصالح الصناعية الدفاعية القوية، التي قد تعيق التعاون مع دول الشمال الأوروبي، التي تفضل استخدام مقاتلات “إف-35” الأمريكية.

وأضاف الباحث أن انضمام السويد إلى الناتو ترك ندوبًا سياسية داخلية، لأن قطاعات من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، إلى جانب جناح اليسار، تأسف على قدرة تركيا على انتزاع تنازلات بشأن النشاط السياسي للأكراد. وبالنسبة لهذا القطاع السياسي، جاءت عضوية الناتو على حساب التضامن الدولي.

«الفيلق الإفريقي» واستراتيجية روسيا في القارة السمراء

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

مرصد مراكز الأبحاث| الصناعات الدفاعية الأوروبية.. وخطاب حالة الاتحاد.. و«الفيلق الإفريقي»

أفاد الباحث بمعهد الدراسات الأمنية الإفريقي، نيقوديموس ميندي، أن موسكو أعادت تسمية شركة فاجنر العسكرية الروسية إلى “الفيلق الإفريقي“، وجلبتها تحت سيطرة وزارة الدفاع الروسية، مشيرًا إلى أنه يمكن تفسير هذه الخطوة في ضوء منظورين متداخلين محتملين.

أولًا، عبر التحكم في “الفيلق الإفريقي”، ربما تحاول موسكو تجنب أخطاء الماضي، فاستقلالية فاجنر وقوتها أدت إلى معركة على الهيمنة بين قائدها وكبار القادة العسكريين الروس. وثانيًا، تكييف عمليات “الفيلق الإفريقي” مع سياسة روسيا الخارجية، ومصالحها الأمنية، والتزاماتها الدولية قد يكون جزءًا من استراتيجيتها العسكرية طويلة المدى في إفريقيا.

وأشار الباحث إلى أن الكرملين أظهر اهتمامًا بشغل الفراغ الذي تركته فرنسا وحلفاؤها الغربيون في دول الساحل عقب الانقلابات العسكرية الأخيرة. ويسمح “الفيلق الإفريقي” لروسيا بتوسيع نفوذها في القارة عبر الوسائل الحكومية المباشرة.

وفي ظل استمرار الاضطرابات في منطقة الساحل وانسحاب بعض الدول من مجموعة “إيكواس“، من المرجح أن تصبح روسيا حليفًا أمنيًا جذابًا. وفي حين أن الفيلق الإفريقي في قلب استراتيجية روسيا الأمنية في منطقة الساحل المضطربة، فإن هدفه بعيد الأمد هو توسيع نفوذه في جميع أنحاء إفريقيا.

ربما يعجبك أيضا