بعد انضمام السويد.. كيف أصبحت روسيا في مرمى نيران الناتو؟

عضوية السويد تقدم للناتو طرقًا لردع روسيا عن مهاجمة منطقة البلطيق

آية سيد
بعد انضمام السويد.. كيف أصبحت روسيا في مرمى نيران الناتو؟

بعد أن أصبحت كل الدول الواقعة على بحر البلطيق، باستثناء روسيا، أعضاءً في الحلف، باتت بعض المدن والمعدات العسكرية الروسية الرئيسة تقع على مسافة أقرب من هجمات الناتو.


انضمت السويد رسميًّا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الخميس الماضي 7 مارس 2024، بعد قرابة عامين من الانتظار.

والآن، بعد أن أصبحت كل الدول الواقعة على بحر البلطيق، باستثناء روسيا، أعضاءً في الحلف، باتت بعض المدن والمعدات العسكرية الروسية الرئيسة تقع على مسافة أقرب من هجمات الناتو، وفق ما جاء في تحليل نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، أمس الأول الجمعة 8 مارس 2024.

تحذير لروسيا

على خلفية انضمام السويد إلى الناتو، أصدر وزير الخارجية الليتواني السابق، ليناس لينكيڤيسيوس، تحذيرًا شديد اللهجة لروسيا. وكتب على منصة “إكس”، في فبراير الماضي: “إذا تجرأت روسيا على تحدي الناتو، سيجري تحييد كالينينجراد أولًا”.

ومن جهتها، تجاهلت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التهديد، بوصفه “حرب معلومات”. لكن، وفق التحليل، لا ينبغي تجاهل هذا التهديد بسرعة لأنه بعد انضمام السويد للناتو، أصبحت مدن روسية رئيسة واقعة ضمن نطاق هجمات الحلف.

نقطة ضعف الناتو

أشار التحليل إلى أن مخططي الناتو لطالما اعتبروا الجناح الشمالي الشرقي للحلف، الذي يتكون من دول البلطيق، وهي ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، نقطة ضعف. فهذه المنطقة كانت جزءًا من الإمبراطورية السوفيتية، ويعتقد المحللون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يضمر طموحات بإعادتها تحت حكم موسكو.

وفي وثائق مسربة في يناير الماضي، وضع خبراء ألمان تصورًا لسيناريو حيث تهزم روسيا أوكرانيا ثم تهاجم دول البلطيق الأعضاء في الناتو.

وتقول الوثائق إن روسيا قد تثير فوضى داخلية ثم تنقل قواتها إلى ممر سوالكي، وهو شريط بري يربط مقاطعة كالينينجراد الروسية الواقعة على بحر البلطيق ببيلاروسيا، الحليف المقرب من الكرملين. وهذه الخطوة ستقطع دول البلطيق الأعضاء في الناتو عن بقية أوروبا، ما يعرضها للمزيد من الهجمات الروسية.

إنفوجراف| 5 معلومات عن «ممر سوالكي» الاستراتيجي

معلومات عن ممر سوالكي الاستراتيجي

دور السويد في تعزيز الحلف

تقدم عضوية السويد للناتو طرقًا جديدة وقوية لردع روسيا عن مهاجمة منطقة البلطيق. وفي تصريحات لـ”بيزنس إنسايدر”، قال المحلل بمعهد القطب الشمالي، نيما خرامي، إن عضوية السويد “توسع مدى صواريخ الناتو، وتضع المواقع الاستراتيجية في كالينينجراد وسان بطرسبرج في المتناول”.

وأوضح: “هذا يضيف مستوى آخر من الردع ضد العدوان الروسي المحتمل، لأن قوات الناتو تستطيع الرد بفاعلية على التهديدات في الزمن الفعلي”.

وأوضح الباحث بجامعة الدفاع السويدية، أوسكار جونسون، أن السويد “مهمة من أجل الاستقبال الآمن لقوات وقدرات الناتو ولأنها من الصعب أن تستهدفها القوات الروسية، إلى جانب كونها قريبة بما يكفي من كالينينجراد لإطلاق القدرات الدقيقة بعيدة المدى”، مضيفًا أن السويد تقع على بُعد 280 كيلومتر من كالينينجراد.

الأهداف الروسية

حسب التحليل، سان بطرسبرج، ثاني أكبر مدينة في روسيا، هي مقر أسطول البلطيق الروسي.

أما كالينينجراد، التي استولى عليها الاتحاد السوفيتي من ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، فهي تمد قدرة روسيا على استعراض قوتها إلى منطقة البلطيق، باحتوائها على دفاعات جوية، ووحدات حرب إلكترونية للتشويش على أنظمة تحديد المواقع، وصواريخ كروز، وغيرها.

ومن المرجح أن تلعب دورًا رئيسًا في أي محاولة روسية لمهاجمة ممر سوالكي ودول البلطيق. وفي هذا الشأن، قال جونسون إن “إضعاف المعدات الروسية هناك ضروري لعمليات الناتو في المنطقة”.

انضمام السويد إلى الناتو

قدرات الجيش السويدي

كيف ترد موسكو؟

أفاد تقرير استبخاراتي ليتواني أن روسيا ترد على وجود الناتو الموسع في البلطيق عبر زيادة وجودها العسكري في المنطقة. ووجد التقرير أنه كجزء من عملية إعادة هيكلة مدتها عقد، سترفع روسيا عدد قواتها العسكرية في المنطقة وتضع صواريخ “إسكندر” النووية في بيلاروسيا.

ولطالما اتهمت موسكو الناتو بمحاولة تطويقها، واستخدم بوتين هذا الادعاء كجزء من مبرر غزوه لأوكرانيا. لكن مع انضمام السويد إلى الحلف، أشار تحليل “بيزنس إنسايدر” إلى أن بوتين وضع قواته، دون قصد، في موقف غير موات بالمرة في منطقة مهمة.

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الليتواني السابق، لينكيڤيسيوس: “اتهامات روسيا الباطلة بأن الناتو يطوقها تصبح حقيقة الآن”.

ربما يعجبك أيضا