وفقًا لدراسة جديدة، فإن المعلومات لا تشق طريقها إلى أدمغة الإنسان بنفس الطريقة التي تشق بها إلى أدمغة الحيوانات الأخرى، ما يكشف عن أشياء مهمة عن طريقة تطور الجنس البشري.
واستخدم باحثون سويسريون تقنيات تحليل البيانات المتقدمة بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لتحليل نشاط الدماغ لدى البشر والفئران والقرود.
مسارات متوازية
قال موقع Science Alert إن باحثين من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (EPFL) في سويسرا، بمقارنة “خرائط حركة المرور” الدماغية، وجدوا أن الدماغ البشري يستخدم مسارات متوازية متعددة لنقل المعلومات من منطقة إلى أخرى، في حين تستخدم أدمغة الفئران والقرود قنوات واحدة فقط.
يمكن للدماغ البشري استخدام قنوات متعددة
وأضاف، في تقرير نشره اليوم السبت 30 ديسمبر 2023، أن الدراسة الجديدة تستخدم البيانات متعددة الوسائط في نموذج واحد يجمع بين فرعين من الرياضيات، هما نظرية الرسم البياني، التي تصف خرائط الطريق متعددة المشابك، ونظرية المعلومات، التي تحدد نقل المعلومات، أو حركة المرور، عبر الطرق.
وباستخدام تشبيه آخر، فإن حركة المعلومات التي تتحرك حول الدماغ تشبه حركة المرور التي تسير على طريق به محطات متعددة على طول الطريق، ويبدو أن أدمغة البشر مبرمجة لاستخدام طرق متعددة في وقت واحد لإيصال قافلة الإشارات إلى وجهتها.
أنماط أكثر تعقيدًا
قال الموقع إن الباحثين اكتشفوا أن هذه المسارات المتوازية فريدة من نوعها مثل بصمات الأصابع، إذ إن دراسة الطريقة المحددة التي تتدفق بها المعلومات حول الدماغ يمكن أن تميز الأجهزة العصبية الفردية، ومع افتراض وجود مثل هذه المعالجة المتوازية في أدمغة الإنسان، فإنها لم تُلاحظ على مستوى الدماغ بأكمله.
وأشارت الدراسة، التي نشرتها مجلة Nature Communications، إلى أن أدمغة البشر أتاحت أنماطًا أكثر تعقيدًا من الاتصال، ما يضيف مستوى معينًا من المرونة إلى الدماغ البشري، فإذا أغلقت إحدى القنوات أو تلفت، فمن الممكن إعادة توجيه المعلومات عبر قناة أخرى بدلاً من ذلك.
وذكر الموقع أن هذه الدراسة يمكن أن تساعدنا في تحديد كيفية إصلاح الأضرار الناجمة عن إصابات الدماغ، أو كيف يمكننا الوقاية من تطور حالات مثل الخرف، فتدفقات المعلومات المتوازية هذه تسمح بتمثيلات متعددة للواقع، والقدرة على أداء وظائف مجردة خاصة بالبشر.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1717616