دراسة أمريكية: الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر إبداعًا من البشر

تستعد شركة ChatGPT للذكاء الاصطناعي لتجاوز الإبداع البشري، ما يتحدى اعتقادنا الراسخ بأن الأصالة الفنية تقتصر على البشرية.

وتوضح تجربة مبتكرة أن ChatGPT لا يتحدى هذا الاعتقاد فحسب، بل يتفوق أيضًا في الاختبارات الموحدة التي تقيس الإمكانات الإبداعية.

تفكير تباعدي

قال موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الخميس 28 مارس 2024، إن الدراسة شملت 151 مشاركًا بشريًا تنافسوا مع ChatGPT-4 في 3 اختبارات مصممة لتقييم التفكير التباعدي، وهي مهارة كانت، حتى الآن، تعزى بشكل رئيسي إلى القدرات الفريدة للعقل البشري.

وذكر أن الدراسة، التي أعدها باحثون من جامعة أركنساس الأمريكية، ونشرتها مجلة (Scientific Reports)، عرَّفت التفكير التباعدي هو السمة المميزة للفكر الإبداعي الذي يتميز بالقدرة على ابتكار حلول فريدة متعددة لمشكلة ما دون إجابة متوقعة واحدة، فهو ينطوي على التفكير خارج الصندوق.

وأضاف أن مهام الدراسة المصممة لقياس هذا النوع من التفكير تضمنت مهمة الاستخدامات البديلة، حيث يتوصل المشاركون إلى استخدامات إبداعية للأشياء الشائعة؛ مهمة العواقب، تصور نتائج السيناريوهات الافتراضية؛ ومهمة الارتباطات المتباينة، التي تهدف إلى توليد الأسماء البعيدة لغويًا.

استخدم الباحثون اختبار التفكير التباعدي لأنه يعتبر مؤشراً على التفكير الإبداعي

أكثر إبداعًا

أوضح الموقع أن نتائج الدراسة كشفت عن أن GPT-4 أنتج إجابات لم تكن أكثر إبداعًا فحسب، بل كانت أيضًا أكثر تفصيلاً من تلك التي قدمها المشاركون البشريون، وكان GPT-4 أكثر إبداعًا وتفصيلًا من البشر في كل مهمة من مهام التفكير المتباين، حتى عند التحكم في سلاسة الاستجابات.

ويشير هذا إلى أن قدرة الذكاء الاصطناعي على التفكير بشكل متباين وإنتاج حلول إبداعية لا يمكن مقارنتها بقدرة البشر فحسب، بل تتفوق عليها في جوانب معينة. تم تقييم النتائج كميًا باستخدام مقاييس مثل تسجيل المسافة الدلالية، والتي تقيم أصالة الاستجابات بناءً على تفردها واتساع نطاق الأفكار المولدة.

 آفاق جديدة

يتكهن الباحثون بأن تفوق الذكاء الاصطناعي في الإبداع قد ينبع من افتقاره إلى الحاجة إلى الالتزام بقيود العالم الحقيقي، على عكس البشر، ومع ذلك، فإنهم يؤكدون أن هذه النتائج تسلط الضوء على التقدم السريع والقدرات غير المتوقعة لنماذج اللغة الكبيرة في تجاوز القدرات البشرية في مجالات جديدة.

ويستنتج المؤلفون أن التآزر بين الحدس البشري والعمق العاطفي والإبداع الحسابي للذكاء الاصطناعي يَعِدْ بفتح آفاق جديدة في الفنون والعلوم وما وراءها، مما يعيد تحديد مشهد الإمكانات الإبداعية في العصر الرقمي.