منافس ترامب.. لماذا تتعثر حملة رون دي سانتيس الانتخابية؟

آية سيد
لماذا تتعثر حملة رون دي سانتيس الانتخابية؟

مستوى دعم الجمهوري رون دي سانتيس لم يتغير بعد مرور 6 أسابيع على انطلاق حملته الانتخابية رغم جهوده.


نشرت صحيفة وول ستريت الأمريكية، تقريرًا يفيد بتعثر حملة الجمهوري رون دي سانتيس لكسب ترشيح الحزب في انتخابات الرئاسة.

وأورد التقرير، أمس السبت 8 يوليو 2023، أن استطلاعات الرأي، عكس التوقعات، تُظهر أن مستوى دعم حاكم فلوريدا لم يتغير بعد مرور 6 أسابيع على انطلاق حملته الانتخابية، رغم جهوده للتودد إلى أنصار دونالد ترامب وخصومه على السواء.

نتائج الاستطلاعات

أشار التقرير إلى أن معدل دعم دي سانتيس في الاستطلاعات الوطنية ظل ثابتًا، على الرغم من جهود السفر والدعاية والتوقعات الواسعة بأنه سيكون منافسًا قويًّا للرئيس السابق، دونالد ترامب. وظهرت علامات على أنه يعاني لكسب التأييد في الولايات التي ستعقد أول اقتراع على الترشيح.

وأظهر استطلاع حديث لناخبي نيو هامبشاير أن دي سانتيس خسر 10 نقاط منذ الاستطلاع السابق في مارس الماضي، في حين أن ترامب كسب 5 نقاط.

وبينما دي سانتيس يحتل المركز الثاني بوضوح، ويقول الكثير من الناخبين الجمهوريين إنهم يحبونه، فإن المجال الواسع للمرشحين يجعل من الصعب عليه تعزيز الدعم لدى من يتطلعون إلى تجاوز الرئيس السابق.

رسائل متضاربة

يحاول دي سانتيس تسويق نفسه لدى خصوم ترامب الجمهوريين، الذين لفت التقرير إلى أن معظمهم معتدلون. وفي الوقت ذاته، يحاول نيل استحسان أنصار ترامب عن طريق تصوير نفسه على أنه أكثر تحفظًا في القضايا الرئيسة.

لماذا تتعثر حملة رون دي سانتيس الانتخابية؟

رون دي سانتيس

وفي هذا السياق، قال المدير السياسي السابق للحزب الجمهوري في ولاية أيوا، كريج روبنسون، إن حملة دي سانتيس تبعث رسائل “ذات طبيعة متضاربة”. وأشار التقرير إلى أن حملة دي سانتيس تداولت الأسبوع الماضي مقطع فيديو استفزازي يصور ترامب على أنه متساهل مع قضايا مجتمع المثليين.

وأعلن الحزب الجمهوري في ولاية أيوا، أمس السبت، أنه سيستضيف أول مجلس حزبي في البلاد يوم 15 يناير المقبل، وسيتبعها منافسات الترشيح في نيو هامبشاير، ونيفادا وكارولينا الجنوبية، قبل أن تبدأ الولايات الأخرى في بداية مارس المقبل.

اقرأ أيضًا| المنافس المحتمل لترامب.. كيف تبدو سياسة رون دي سانتيس الخارجية؟

معركة شرسة

حسب تقرير وول ستريت جورنال، يمتلك دي سانتيس عملية ممولة جيدًا، وبدأ يتلقى المزيد من الأسئلة من الناخبين ويحاول إظهار جانب شخصي، عبر انضمام زوجته كايسي وأطفاله الـ3 إليه في معظم الأحيان. إلا أن بعض المانحين بدؤوا في الإعراب عن قلقهم، وفق أشخاص مطلعين على المناقشات.

والأسبوع الماضي، جذب المتحدث باسم لجنة العمل السياسي التي تدعم حاكم فلوريدا، ستيف كورتس، العناوين الرئيسة بسبب تصريحاته بأنهم “متأخرون بشدة” في الاستطلاعات الوطنية ويواجهون “معركة شرسة”. لكن كورتس قال في تصريح لاحق إن دي سانتيس لديه مسار قوي تجاه الترشيح.

وفي حوار مع فوكس نيوز، الخميس الماضي، قلل دي سانتيس من شأن موقفه في الاستطلاعات، قائلًا: “لدي أفضل سجل في هزيمة اليسار في القضية تلو الأخرى، وسنفعل ذلك على مدار الـ6 أو الـ7 أشهر المقبلة”. وأضاف: “أنا أترشح للفوز في يناير وفبراير. أنا لا أترشح للفوز في الاستطلاعات الآن”.

المنافسة ضد ترامب

لماذا تتعثر حملة رون دي سانتيس الانتخابية؟

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

لفت منظم الاستطلاعات الجمهوري، وايت آيرس، إلى أن دي سانتيس يفتقد للفريق الذي عمل معه من قبل في انتخابات ولاية فلوريدا. وقال آيرس: “السياسة لعبة جماعية، خاصة في هذه المرحلة”.

ووفق تقرير وول ستريت جورنال، فإن مشكلات ترامب القانونية لم تضر بموقفه في الاستطلاعات. وجمع ترامب 35 مليون دولار في الربع الثاني من العام، أي ضعف الربع السابق، وتظل قدرته على جذب دائرة الضوء قوية.

وعلى الجانب الآخر، أعلنت حملة دي سانتيس، الخميس الماضي، أنه جمع 20 مليون دولار في الأسابيع الـ6 الأولى، ولم تحتسب عشرات المليارات التي جمعتها لجنة العمل السياسي. وبينما زعمت حملة ترامب في الأيام الأخيرة أن تقدمه في الاستطلاعات يعني ترشحه بلا محالة، وأن على المرشحين الآخرين التوحد خلفه، يشير التاريخ إلى أن هذا سابق لأوانه.

اقرأ أيضًا| رون دي سانتيس يدخل الصراع الجمهوري.. هل يهزم ترامب؟

جهود الحملة

بينما تجنب حاكم فلوريدا التحدث إلى وسائل الإعلام الرئيسة، في ضوء مواجهاته المتكررة مع الصحافة، تخطط حملته لإجراء مقابلات بشأن سلسلة من المقترحات السياسية التي سيطرحها في الأسابيع المقبلة، في علامة على تحول في الاستراتيجية، حسب تقرير وول ستريت جورنال.

وتعتمد الحملة كذلك على أن تصبح السيرة الذاتية لدي سانتيس معروفة أكثر من خلال الدعاية وسرده الخاص. وفي سياق متصل، لفت التقرير إلى أن أكثر من 5 آلاف مواطن من أيوا التزموا بالمجلس الحزبي لدي سانتيس، من خلال جهود لجنة العمل السياسي الداعمة له لجمع توقيعات في عدد من الفعاليات.

المناظرة الأولى

اعترف مقربون من دي سانتيس أنهم لا يرون الكثير من الحركة خلال فصل الصيف، على الرغم من أنهم ينظرون إلى أول مناظرة للحزب الجمهوري في أغسطس المقبل، التي هدد ترامب بتخطيها، كنقطة تحول.

وأشار التقرير إلى أن بعض المرشحين سيصارعون من أجل تلبية شروط الاقتراع وجمع الأموال لخوض المناظرة، ما قد يدفع البعض للانسحاب من السباق، ما يجعلها منافسة ثنائية، على فرض أن دي سانتيس لن يهزمه مرشح آخر.

ربما يعجبك أيضا