من داخل سجنه: “دميرطاش” يحذر من حكم الرجل الواحد “أردوغان”

يوسف بنده

رؤية

تشهد تركيا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، انتخابات برلمانية ورئاسية في آن واحد، وكان زعيم الشعوب الديموقراطي التابع للأكراد، صلاح الدين ديمرطاش، قد قاد المعركة الانتخابية حتى الآن بشكل غير مباشر، حيث كان يعقد مقابلات عن طريق محامييه أو يرسل أخباراً على تويتر عن طريق موظفيه.

ودميرطاش زعيم سابق لحزب الشعوب الديمقراطي ومرشح للانتخابات الرئاسية، هو مسجون منذ نوفمبر 2016 ورُفعت بحقه دعاوى قضائية عدة خصوصا لاتهامات بالقيام بانشطة إرهابية.

ووصف دميرطاش الاتهامات الموجهة له بأنه تسبب في مقتل أكثر من 50 شخصا بأنها لا أساس لها، وأن الإجراءات القضائية ضده بأنها غير عادلة، واتهم المحكمة بالإبقاء على حبسه الاحتياطي بسبب الضغط السياسي “والسبب الوحيد لاستمرار تواجدي هنا، هو أن حزب الحرية والعدالة يخاف مني”.

بدا دميرطاش مرتديا ثيابا داكنة، وهو يلقي خطابه المسجل مسبقا، الذي عرضته قناة تي آر تي الحكومية من داخل زنزانته في إقليم أدرنة الشمالي الغربي بعد أن منعته السلطات التركية من الذهاب إلى مقر القناة في العاصمة أنقرة.

وخلال الفترة التي سبقت الحملة الانتخابية تعرضت قناة تي آر تي لانتقادات لأنها وفرت تغطية كاملة لخطب أردوغان بينما تجاهلت مرشحي الأحزاب الأخرى ولا سيما دميرتاش.

تحذير من حكم الرجل الواحد

وقد حذر المرشح الرئاسي، دميرطاش، من “حكم الرجل الواحد” في تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان.

وجاء ذلك في خطاب انتخابي، ألقاه دميرطاش في محطة (تي آر تي) الحكومية من داخل سجن أدرنه وفقا لما يسمح به القانون.

وأعرب دميرطاش عن اعتقاده بأنه في حال فوز أردوغان وحزبه بالانتخابات التي ستجرى في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، فإن مصير تركيا سيكون “معلقاً بالكامل على رحمة شخص واحد”.

وحذر دميرطاش من أن تركيا ستتحول إلى “بلد مستبد وطغياني ومهدم ديمقراطيا”، مشيراً إلى أن حزبه (الشعوب الديمقراطي) يقف في المقابل مع الديمقراطية.

وندد السياسي عبر التلفزيون الحكومي من داخل زنزانته بـالنظام القمعي للحكومة التركية، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى نهاية الاسبوع المقبل.

وقال دميرطاش: “السبب الوحيد لوجودي هنا هو ان حزب العدالة والتنمية يخشاني” في اشارة إلى الحزب الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وندد الزعيم الكردي بـالنظام القمعي لأردوغان، معتبرا أن “ما نمر به هو فصل واحد فقط من نظام الرجل الواحد. الجزء المرعب من الفيلم لم يبدأ بعد”.

وقال للناخبين: إنهم سيقررون من خلال تصويتهم ما إذا كانوا سيؤيدون الحرية أم لا. وتوجه إليهم بالقول: “ليس لديّ شك في انكم ستقفون مع الحرية… سنمنع بلدنا من (السقوط من) حافة الهاوية”.

واضطر دميرطاش -وهو واحد من أبرز الساسة في تركيا- إلى إدارة حملته من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من زنزانته في مدينة أدرنة شمال غرب البلاد في حين تشبعت وسائل الإعلام التركية بتغطية للرئيس طيب إردوغان ووزرائه.

وأضاف “إنهم ينتهكون الدستور علانية بالإعلان بأنني مذنب رغم عدم وجود حكم بالإدانة ضدي ويحاولون توجيه الرأي العام من خلال تضليلهم”.

واعتبر دميرطاش، أنه سيُبرّأ قريبا من كل التهم الموجهة إليه، مشددا على أنه ليس الضحية الوحيدة لانعدام القانون. وتابع “أنتم ضحية هذا الاضطهاد في حياتكم اليومية”.

وإذا حكم عليه، قد يتعرض دميرطاش لعقوبة الحبس لأكثر من 142 عاما.

وقال بيلكن كولن -المؤيد للزعيم الكردي- “لقد تأثرت بخطابه. نحن نفتقده. آمل أن يفتح الله بابًا له وأن يكون حرا”.

من جهته قال جنكيس آكوس: “لدى المعارضة مرشح وحيد هو صلاح الدين دميرطاش”.

خوف من دميرطاش

وكثف أردوغان في الآونة الأخيرة هجومه على دميرطاش متهما إياه بالمسؤولية عن وفاة عشرات الأشخاص في تظاهرات تحولت إلى حمام دم في أكتوبر 2014.

وكان دميرطاش رد -في وقت سابق عبر تويتر- على هجمات أردوغان المتزايدة بالقول إنها “أكاذيب حقيرة”. وأضاف “حيال سفالتك، سيعطي الشعب باسمي الرد الأوضح في صناديق الاقتراع في 24 يونيو”.

واعتقل دميرطاش في إطار حملة أمنية تم إطلاقها بعد الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 والتي يشير معارضوها إلى أنها تجاوزت بكثير استهداف المخططين.

ووضع حزب الشعوب الديموقراطي شاشة عملاقة في مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية حيث تجمع المئات لمشاهدة كلمة دميرطاش.

كما قام حزب الشعوب الديمقراطي بعرض كلمته في ميدان باكيركوي في اسطنبول حيث تجمع المئات من أنصاره لمشاهدته.

وقال دميرطاش -وسط هتافات وتلويح بالأعلام- “يجب ألا يكون لديكم أي شك في أنه سيتم تبرئتي أمام القانون بأسرع ما يمكن. ما دامت السلطات القضائية تتبع سيادة القانون وليس توقعات الحكومة”.

أوباما الكوردي

والزعيم الكردي البالغ الخامسة والأربعين والذي اختاره حزبه لمواجهة أردوغان في انتخابات الرابع والعشرين من يونيو، وكثيرًا ما يطلق عليه “أوباما” الكردي، متهم بأنه عضو في حزب العمال الكردستاني المحظور الذي صنفته أنقرة وحلفاؤها الغربيون بأنهم مجموعة إرهابية.

وفي وقت سابق أفاد عدد من مسؤولي حزب الشعوب الديموقراطي أنه على الأرض، كثيرا ما تتعرض أكشاكهم وتجمعاتهم لمضايقات من مسؤولين حكوميين بينهم عناصر شرطة.

وستمثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة يوم الأحد إيذانا بالتحول إلى نظام رئاسي تنفيذي قوي، وهو ما تمت الموافقة عليه بفارق ضئيل في استفتاء العام الماضي.

وفي انتخابات سابقة فاز دميرطاش بأصوات خارج نطاق دائرته الكردية الرئيسية، ومن المرجح بشكل كبير أن يحصل على الدعم الكافي في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، مما يعزز احتمالات دخول حزبه إلى البرلمان.

ربما يعجبك أيضا