من هنا خرج “كورونا”.. الشر يسكن قم الإيرانية

يوسف بنده

رؤية

مدينة قُم هي إحدى مدن إيران والتي تعتبر الحوزة العلمية فيها المركز العلمي الديني للشيعة بعد النجف. تقع على بعد 157 كم جنوب العاصمة طهران. يحدها من الشمال مدينة طهران، ومن الجنوب مدينة أصفهان، ومن الغرب مدينة اراك، ومن الشرق محافظة سمنان، وتوجد بالمدينة العديد من المزارات الدينية أهمها مرقد فاطمة المعصومة بنت موسى الكاظم.

والأماكن الدينية للزيارة والحوزة العلمية هي مناطق يقصدها الزوار الأجانب في المدينة، ما يجعلها منطقة سهلة للإصابة بالفيروسات وتصديرها. ولذلك حظرت دول الجوار السفر إلى إيران خشية من انتقال فيروس كورونا إلى أراضيها.

وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن 2 في المائة من المصابين بفيروس كورونا يموتون، لكن هذا يتناقض بشكل واضح مع الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الإيرانية، التي قالت حتى الآن إن 12 من أصل 43 مريضًا توفوا. فيما تسجل إيران، بعد الصين، أعلى معدل وفيات بهذا الفيروس، على الرغم من وصول المرض إلى إيران بعد كل البلدان التي ظهر فيها.

وعلى الرغم من الأخبار غير الرسمية التي صدرت قبل بضعة أسابيع حول انتشار فيروس كورونا في إيران، ووفاة عدد من المرضى، فقد أكدت السلطات الإیرانیة أخيرًا، في 19 فبرایر/شباط الحالي، أن كورونا انتشر في قم. وبعد 4 ساعات من الإعلان الرسمي الأول، قالوا إن اثنين من المرضى توفيا في مستشفى كامكار في مدينة قم بسبب فيروس کورونا.

نظرية المؤامرة

مكانة مدينة قم الروحية في السيطرة على ملايين الشيعة حول العالم. وكذلك مكانتها في منح رجال الدين مكانة الثقل بالنسبة للنظام الحاكم في إيران.

ولمكانة المدينة المقدسة في نفوس الشيعة حول العالم والموالين لنظام ولاية الفقيه في إيران، بدأ الحديث عن أزمة فيروس كورونا في إيران، برؤية نظرية المؤامرة، فقد اعتبر رجل الدين الإيراني، سيد محمد سعيدي، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، استهدف مدينة قم الدينية في إيران بفيروس كورونا، من أجل تدمير “ثقافتها وعظمتها”، ولأنها “ملجأ الشيعة في العالم”، بحسب ما أورد موقع راديو “فرادا” المتخصص في الشأن الإيراني.

حساسية قم

ووسط مطالب شعبية بضرورة فرض الحجر الصحي على مدينة قم، كشفت مصادر إعلامية إيرانية، أن حسين طائب، رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني عارض، في اجتماع مجلس الأمن القومي، طلبًا لوزارة الصحة بالحجر الصحي في قم.

ووفقًا لهذه المعلومات، فقد وصف حسين طائب مدينة قم بأنها “سمعة الإسلام”، مضيفًا أن “عزل قم سیفيد وسائل الإعلام الأميركية”.

وضع خطير

وقد وصف محمد رضا قدیر، رئيس جامعة قم للعلوم الطبية، تفشي فيروس كورونا في قم بأنه خطير، وأشار إلی “صدور أمر بفرض الرقابة علی الإحصائيات والمعلومات المتعلقة بکورونا”، قائلاً: “وزارة الصحة أمرت بعدم الكشف عن الإحصائيات”.

وقد كشف أحمد أمیر آبادي فراهاني، النائب عن قم في البرلمان الإيراني، إن نحو 50 شخصًا ماتوا في مدينة قم بسبب فیروس کورونا. وأشار هذا النائب إلى أن “كورونا قد وصل إلی قم منذ ثلاثة أسابيع وقد تم الإعلان عنه متأخرا.

كما دعا نائب قم في البرلمان إلى فرض الحجر الصحي علی المدينة، قائلاً: “يموت 10 أشخاص في قم يوميًا”.

وقد أكد نجل شاه إیران، رضا بهلوي، في بيان له، أن “انتشار کورونا في إيران، لا سيما في قم، قد وصل إلى مرحلة حرجة”. وفي الوقت الذي امتدح فیه الطاقم الطبي والأطباء والممرضين الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ أرواح مواطنيهم، حث الشعب الإيراني علی عدم الوجود في الأماكن العامة، لحماية الصحة الشخصية والعامة ومنع تفشي المرض.

هذا، وبعد أقل من أسبوع من الإعلان الرسمي عن تفشي کورونا في قم، وفقًا لرؤساء الجامعات الطبية المحلية، كان هناك مواطنون يشتبه في إصابتهم بالفيروس، أو مصابون، وكذلك وفیات، بسبب کورونا، في محافظات قم، وطهران، وجيلان، ومازندران، وخراسان رضوي، وآذربیجان الشرقیة، وكلستان، ومركزي، وهمدان، والبرز، وخوزستان، وأصفهان.

ربما يعجبك أيضا