من هو كوشيب “جزار” دارفور؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أخيرا وبعد سنوات من جرائمه التي ارتكبها في حق أهالي دارفور، أقدمَ “علي محمد علي” المعروف باسم علي كوشيب على تسليم نفسه طواعية في أفريقيا الوسطى التي هرب إليها في مارس الماضي، وفقا للمحكمة الجنائية الدولية.

احتجاز كوشيب وهو أحد قادة ميليشيات الجنجويد كان بناء على أمر القبض الصادر عن المحكمة في أبريل 2007، وظلت المحكمة الجنائية تلاحقه حيث اتهمته بالمشاركة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، ضمن قائمة تضم الرئيس السابق عمر البشير الذي تولى رئاسة السودان خلال الفترة من 1989 وحتى أبريل 2019 عندما أطاحت به ثورة شعبية اندلعت في ديسمبر 2018، وتضم القائمة أيضا وزير الدفاع السوداني الأسبق عبدالرحيم محمد حسين وأحمد هارون القيادي في حزب المؤتمر الوطني، إضافة إلى آخرين.

من هو؟

علي محمد علي عبدالرحمن (63 عاما) المعروف باسم علي كوشيب، هو أحد اكبر القادة القبليين في منطقة وادي صالح، وكان عضوا في قوات الدفاع الشعبي وأحد كبار قادة الجنجويد الذين دعموا الحكومة السودانية السابقة ضد الجماعات المتمردة في دارفور، إضافة إلى تزعمه لمليشيا مكونة من أكثر من 10 آلاف تورط أكثرهم في عمليات قطع الطرق والنهب وحرق القرى.

ومع استعار الحرب بين الحركات المتمردة في دارفور والحكومة السودانية قبل سنوات، لجأ البشير إلى الاستعانة بتلك الميليشيات، مستغلا خلافاتها مع سكان دارفور والبعد القبلي والإثني في الإقليم.

كوشيب وميليشياته شاركوا منذ عام 2003 بشكل فعال في تنفيذ استراتيجية الحكومة السودانية ولعب دورا كبيرا في تجنيد آلاف المقاتلين.

دولة داخل الدولة

وبفعل الأموال الطائلة التي وصلته من الحكومة السودانية والتي قدرت بعشرات الملايين من الدولارات وقيادته الآلاف من العناصر التابعين له، أصبح كوشيب الرجل الأول في دارفور.

كوشيب نفذ وخطط هجمات منظمة ضد المدنيين في بلدات كودوم وبنديسي ومكجر واروالا خلال عامي 2003 و2004 وهي العمليات التي ارتكبت فيها أعمال قتل واغتصاب ونهب، راح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل معظمهم من النساء والأطفال.

جرائم كوشيب شملت غالب مناطق دارفور، ولكن جرائمه المروعة كانت في منطقة وادي صالح التي ارتكب فيها عمليات قتل بشعة وحرق للقرى بلا شفقة ولا رحمة.

اتهامات واعتقالات

واعتبارا من يونيو 2019، كان كوشيب مطلوبا بموجب مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كان يعرف كذلك بعقيد العقدة (عقيد كولونيل) وكان نشطًا في وادي صالح، غرب دارفور.

وفي 27 فبراير/ شباط 2007، اتهم المدعي العام لويس مورينو أوكامبو كوشيب بارتكاب جرائم ضد المدنيين في دارفور خلال عامي 2003 و2004، واتهمه بالأمر بالقتل والاغتصاب والنهب.

وتم إصدار مذكرة توقيف للمحكمة الجنائية الدولية له ولأحمد هارون، المتهم معه، في 27 أبريل/ نيسان 2007. وفي أبريل/ نيسان 2008، أُطلق سراحه من الحجز السوداني.

وأعادت السلطات السودانية اعتقال كوشيب في أكتوبر/ تشرين الأول 2008. في أوائل عام 2013، كان كوشيب قائدًا لقوات الاحتياط المركزية (أبوطيرة) في رهد البردي في جنوب دارفور، وفي 7 يوليو 2013، أصيب برصاصة في كتفه من قبل مسلح مجهول، وتم نقله إلى المستشفى في الخرطوم، أما في ديسمبر 2017، اتهم كوشيب زعماء قبيلة سلامات بمحاولة القتل في رهد البردي.

ربما يعجبك أيضا