مودي في واشنطن.. هل يتشكل تحالف أمريكي هندي؟

ظلت الهند حريصة على استمرار ودعم علاقتها مع روسيا في ظل حاجتها إلى النفط والسلاح خلال السنوات الماضية.

وذكرت صحيفة الإيكونوميست البريطانية، في تقرير، الجمعة 15 يونيو 2023، أنه بالرغم من دعم الهند لروسيا، سيحظى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بترحيب حار في واشنطن الأسبوع المقبل.

مودي في واشنطن

أضافت الصحيفة البريطانية أن رئيس الوزراء الهندي سيلتقي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وسيكون مودي أحد القادة الأجانب القلائل الذين سيلقون كلمة في جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي، بجانب الاتفاق على صفقة دفاعية أمريكية للهند.

وأوضحت الإيكونوميست أن هذه الزيارة تأتي في ظل صعود الهند على المستوى العالمي، فاقتصادها هو خامس أكبر اقتصاد في العالم، وأصبحت لا غنى عنها لدعم وجود الولايات المتحدة في آسيا وردع المد الصيني.

اقرأ أيضًا: «راكز» تختتم جولة ترويجية شملت أهم المدن الهندية

ووصفت الصحيفة البريطانية الهند بأنها بلد ضخم ورأسمالي وديمقراطي ويحذر من الصين، لكنها في الوقت نفسه “شعبوية فقيرة”، وأضافت أن قصة صعود الهند مشجعة، فهي أحد الاقتصادات الأسرع نموًّا، ومن المتوقع أن يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي اليابان وألمانيا بحلول عام 2028.

مودي وبايدن

تطور الهند

أشارت إلى أنه عكس نمور شرق آسيا، صادرات الهند مدعومة بالخدمات، التي تحتل المرتبة السابعة بين أكبر موردي الهند في العالم، ولا تفكر فقط في مراكز الاتصال، ولكن في علماء البيانات في شركة جولدمان ساكس.

وأضافت أن البنية التحتية للهند تحسنت في عهد مودي وأسلافه، وقد ينتعش التصنيع مع تنوع سلاسل التوريد من الصين، وتجمع شركة أبل 7% من أجهزة أيفون في الهند، ويتمثل الفشل الرئيس للهند في الأعداد الهائلة من الشباب العاطلين عن العمل وغير المهرة.

اقرأ أيضًا: علاقة حيوية وديناميكية.. كيف تنظر الولايات المتحدة لزيارة رئيس وزراء الهند؟

وبفضل الشتات الهندي في العالم -البالغ 18 مليونًا في بلاد متعددة- أصبحت القوة الناعمة للهند تحرز تفوقًا ملحوظًا، بالإضافة إلى أن رؤساء كيانات مثل ألفابت وأي بي أم وميكروسوفت ​​من أصول هندية، و70% من الجمهور الأمريكي الأوسع ينظرون إلى الهند إيجابيًّا، مقارنة بـ15% للصين.

مودي وبايدن

زيادة قوة الهند

أشارت الصحيفة إلى اعتقاد بأن العلاقات الأمريكية الهندية تسير طبيعيًّا، وأن الجهود المبذولة منذ 25 عامًا لتطوير العلاقات لم تتأثر بالتغيرات السياسية في أي من البلدين، فالهند جزء من المجموعة الرباعية (كواد)، وهي مجموعة أمنية تضم الولايات المتحدة وأستراليا واليابان.

وأضافت أنه من أجل زيادة قوة الهند، تروج واشنطن لسلسلة من الصفقات الدفاعية، وقد يوقع بعضها في واشنطن الأسبوع المقبل، لتعزيز التعاون العسكري في مجال التكنولوجيا، وتعتقد إدارة بايدن أن هذا سيكون الحدث الأكبر في العلاقات الثنائية منذ توقيع اتفاقية تعاون نووي مدني في عام 2005.

وتواجه العلاقة بين البلدين بعض الخلافات، أولها، المناوشات الحدودية مع القوات الصينية في عام 2020، فالهند لا تثق بالدول الغربية، وترفض مطالبتها بالزعامة العالمية.

مودي وبايدن

خلافات بين الطرفين

نتيجة للخلاف السابق، لن تدخل الهند في تحالف رسمي مع الولايات المتحدة، وهي مرتبطة بروسيا التي تزودها بالسلاح، وليس من الواضح حجم الدعم الهندي لموسكو، وفي الوقت نفسه، تريد نيودلهي تعزيز دفاعاتها البرية ضد الصين.

أما الخلاف الثاني، فهو معاداة مودي للمعايير الليبرالية، فقد أصبحت الهند معادية لأكثر من 200 مليون من سكانها، وأصبحت عمليات الإعدام ضد المسيحيين والمسلمين أكثر شيوعًا.

وأشار التقرير إلى أن البعض يرى أن واشنطن تخاطر بتكرار السيناريو الذي حدث مع الصين، ولكن يمكن لهذا الحليف أن ينقلب عليها، وحال فشلت واشنطن في التحالف مع الهند، فسيظهر إخفاق الولايات المتحدة في التكيف مع عالم متعدد الأقطاب.