“نازك” صوت ساحر وخجول.. لماذا أبكت الأطرش وأغضبت فوزي؟

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

نازك، أو “هبة محمد الحسيني”، فنانة لبنانية من أصل ليبي، ذات صوت ساحر، ولدت في 15 أكتوبر عام 1928. استقرت عائلتها في لبنان منذ زمن.

وفي لبنان اكتشفها الموسيقار حليم الرومي وألحقها بالعمل في الكورس بإذاعة الشرق الأدنى وحققت نجاحًا كبيرًا بالإذاعة اللبنانية إلا أن أحلامها كانت أكبر من ذلك.

في عام 1953 جاءتها فرصة على “طبق من ذهب” عندما طلب منها المخرج المصري محمود ذو الفقار أن تطير إلى القاهرة لتشارك في فيلم من إنتاجه وإخراجه اسمه “بنت الجيران” إلا أن الفرصة لم تكتمل حيث لم تتمكن نازك من المشاركة بالفيلم لأسباب غير معروفة، ومع ذلك دعمها ذو الفقار وقدمها للإذاعة المصرية.

بكى الموسيقار فريد الأطرش عند سماع صوتها ربما لأنه يشبه صوت أخته الراحلة “أسمهان” واستئذنته في إعادة غناء أغاني أسمهان فوافق فورًا وبلا تردد، ومنحها لحنًا جميلًا وهو “متقولش كنا وكان” ساهم كثيرًا في شهرتها.

ويظل فيلم “كل دقة في قلبي” محطتها الهامة بل وربما الوحيدة في مشوارها السينمائي مع الموسيقار والفنان الكبير محمد فوزي، الذي أعجب جدًا بصوتها حتى جعل أغنيتها عنوانًا للفيلم لكي يزيد من شهرتها، ولكن ضاق فوزي ذرعًا بحيائها الشديد وفرط خجلها، حيث قامت نازك بدور مدرسة تعشق زميلها، وهو دور محمد فوزي في الفيلم، وفي أحد المشاهد تعترف له بحبها، ولكنها لم تستطع ذلك أثناءالتصوير، حتى كاد فوزي يُجن وحلف لها مرارًا أنه تمثيل لا أكثر ولا أقل، وبعد محاولات مضنية نطقت الكلمة، ومن أغاني الفيلم التي اشتهرت أيضًا أغنية “أحنقلب فى الدنيا” للأم.

أدى بها الخجل الشديد إلى ابتعادها عن السينما نهائيًا واكتفت بالإذاعة والحفلات، حتى قررت العودة إلى لبنان، وفي لبنان لم يقدروها حق قدرها حيث لم تكن قد حققت هناك شهرة تذكر كما أنها سافرت قبل عرض فيلمها في القاهرة فلم تعلم كم النجاح الذي حققته هناك، وباتت الإذاعة المصرية تردد أغنياتها بينما اللبنانية تواجهها بالجحود، فظل إحساسها بالفشل والظلم يطاردانها رغم تعاملها مع كبار الملحنين في مصر مثل: محمد القصبجي، رياض السنباطي، محمود الشريف، ما سبب لها تعبًا نفسيًا، تحول بعد فترة إلى انهيار عصبي دخلت على إثره المستشفى، وأطلق عليها لقب “سجينة الفن” وبعد خروجها ابتعدت عن الفن تمامًا وتحجبت وتفرغت للعبادة والصلاة وتحولت إلى الغناء الديني والأدعية حتى رحلت عن دنيانا في 6 أغسطس عام 1983.

ربما يعجبك أيضا