ناقوس الخطر يدق في لبنان.. «ناصيف حتي» آخر الوزراء الهاربين من الأزمة!

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أعلنت الرئاسة اللبنانية، اليوم الإثنين، أن رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس الوزراء، حسان دياب، وقعا مرسوما بتعيين شربل وهبة وزيرا للخارجية والمغتربين، ليحل مكان سلفه المستقيل، ناصيف حتي.

ميشال عون وحسان دياب، وافقا على استقالة “حتي” الذي غادر المنصب احتجاجا على أداء الحكومة، بعدما قال إن لبنان يتجه لأن يكون “دولة فاشلة”، وذلك في إشارة منه للانهيار الاقتصادي والسياسي الذي تعاني منه الدولة اللبنانية.

حيث تعاني الدولة اللبنانية من الأزمة هي الأشد في تاريخها الحديث، وحتى أشد من الحرب الأهلية، حيث تتحكم في الدولة اللبنانية مليشيات حسن نصر الله اللبنانية الموالية لإيران، وهو الأمر الذي جر على لبنان حصارا دوليا وإن كان بشكل غير معلن، كما تم توقيع عقوبات دولية ضربت الاقتصاد اللبناني في مقتل، وجاء قانون قيصر الأمريكي ليستهدف نظام الأسد والمتعاونين معه في لبنان، وقد وصلت نسبة الفقر في لبنان إلى مستويات قياسية.

الرئيس سعد الحريري تفطن أمام المظاهرات الضخمة والوضع الاقتصادي المتردي أن الحل هو في الاستقالة.

أسباب الاستقالة

وزير الخارجية المستقيل ناصيف حتي قال -في بيان رسمي- إن من أهم أسباب استقالته، تعذر أداء مهامه في هذه الظروف التاريخية والمصيرية التي يمر بها لبنان والذي ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة، على حد وصفه.

وأضاف الوزير المستقيل ناصيف: “نظرا لغياب رؤية للبنان الذي أؤمن به وطنا حرا مستقلا فاعلا ومشعا في بيئته العربية وفي العالم، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به، قررت الإستقالة من مهامي كوزير للخارجية”.

كما طالب في بيان استقالته بــ”إعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء المواطن والوطن الأولوية على كافة الاعتبارات والتباينات والانقسامات والخصوصيات”.

وسائل إعلام لبنانية تحدثت قبل أيام أن “حتي” تم استبعاده من الاجتماعات التي أجريت مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان الذي زار بيروت مؤخرا، ونفى “حتي” بالقول “تم تناقل بعض التأويلات والتحليلات، وكذلك بعض التفسيرات التبسيطية السطحية عبر بعض وسائل الإعلام التي لا تلزم سوى أصحابها، وكلها أمور لم أتوقف عندها طيلة حياتي المهنية”.

الاستعانة بحليف لعون

عون وحسن دياب ونصر الله جاءوا بأحد المحسوبين على التيار الوطني الحر (الماروني) فشربل وهبة من مواليد العاقورة في 15 يوليو 1953، وحمل إجازة في القانون اللبناني من كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية عام 1979، وإجازة في الحقوق من معهد الحكمة العالي لدراسات الحقوق عام 1979، بالإضافة إلى دبلوم في الرياضيات من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية عام 1974، وعندما تقاعد السفير وهبة من وزارة الخارجية والمغتربين، اختاره الرئيس عون كمستشاره للشؤون الدبلوماسية منذ أكتوبر 2017.

وبحسب السيرة الذاتية التي وزعتها رئاسة الجمهورية، تمتع وهبه بمسيرة دبلوماسية حافلة امتدت على مدار 42 عاما أمضاها في وزارة الخارجية والمغتربين اختتمها كأمين عام لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة، كما عمل قبلها في منصب مدير الشؤون السياسية والقنصلية في الوزارة بين عاميْ 2012 و2017، وكان سفيرًا للبنان لدى فنزويلا بين عامي 2007 و2012، وقنصل عام للبنان في لوس انجلوس الأمريكية من عام 2002 الى عام 2007، وقنصل عام لبنان في مونتريال بين عامي 1995 و2000، وتنقل قبل ذلك في عدة مناصب دبلوماسية في سفارات لبنان في كل من القاهرة، لاهاي، برلين، وفي قنصلية لبنان العامة في تورونتو.

وحصل على وسام فرنسيسكو دو ميراندا من الدرجة الأولى من جمهورية فنزويلا البوليفارية.

الامين العام للخارجية بالوكالة

والسفير شربل وهبة تولى بمرحلة من المراحل خلال تولي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وزارة الخارجية، مهام الامين العام للخارجية بالوكالة، وعندما انتهت خدمته في السلك الديبلوماسي بسبب بلوغه السن القانونية، انتقل للعمل في القصر الجمهوري كمستشار لرئيس  ميشال عون للشؤون الديبلوماسية.

مستقبل الحكومة اللبنانية

الحكومة اللبنانية دخلت النفق المظلم، وحتما فهي لن تصمد أمام العاصفة الإقليمية والدولية، التي تمثلت في عقوبات خانقة، جعلت الرئيس اللبناني يخرج مرارا وتكرارا ليتهم أطرافا لم يسمها، بحصار لبنان، والأكيد أن عمر هذه الحكومة لن يطول، خصوصا بعد فشلها في التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

ربما يعجبك أيضا