ندوة رؤية: محكمة العدل الدولية والقضية الفلسطينية (1)

العدل الدولية.. محكمة تختص بالدول وضعت سلوك إسرائيل تحت المراقبة الدولية

يوسف بنده

ركزت إسرائيل في السنوات الأخيرة على تعزيز العلاقات مع دول إفريقيا، ما صدمها بعد دعوى جنوب إفريقيا ضدها أمام المحكمة الدولية، بأن جهودها قد باءت بالفشل.


مر ما يزيد عن شهرين على الدعوى القضائية التي قدّمتها جنوب إفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدوليّة في لاهاي- هولندا في 29 ديسمبر 2023.

وعقدت شبكة رؤية الإخبارية، ندوة لمناقشة مآلات هذه المحاكمة قانونيًا وسياسيًا، باستضافة الدكتورة ريهام عبدالخالق، مدرس قانون المرافعات بجامعة المنصورة، والدكتور أحمد شمس الدين، خبير الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس.

محكمة العدل مختصة بمحاكمة الدول

قالت الدكتورة ريهام، ردًا على تساؤل: “لماذا لم تتم المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية؟”، بأن محكمة العدل الدولية مختصة بمحاكمة الدول وليس الأفراد.

وأضافت أن جنوب إفريقيا تقدمت بالدعوى وليست منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني، لأن جنوب إفريقيا عضو في “اتفاقيّة منع جريمة الإبادة الجماعيّة”، وبالتالي يحق لها محاكمة إسرائيل التي هي الأخرى عضو أيضًا في هذه الاتفاقية.

جلسات استماع محكمة العدل الدولية

أجاب الدكتور أحمد شمس الدين، ردًا على سؤال حول مدى أهمية جلسات الاستماع التي عقدتها محكمة العدل الدولية للنظر في آثار الاحتلال، بالنسبة للقضية الفلسطينية، بأنها فضحت إسرائيل أمام الرأي العام الدولي، وأنها وضعتها في حالة ما يشبه المراقبة الدولية لتصرفاتها داخل قطاع غزة.

وأضاف أن جلسات الاستماع شجعت بعض الدول لتقديم استجوابات لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، كما أنها ساعدت على وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، بعدما أصبح سلوك إسرائيل مراقبًا دوليًا.

أولية وقف إطلاق النار

ردًا على سؤال حول “لماذا أولوية وقف إطلاق النار ضمن فرض التدابير المؤقتة؟”، أجابت الأكاديمية القانونية، الدكتورة ريهام، بأن التدابير الأخرى تحتاج إلى وقت وإثباتات، وبالتالي فقد أضاعت فرصة وقف أفعال الإبادة الجماعية إلى أن يتم إصدار حكم ينهي الخصومة، ولذلك ما زالت إسرائيل تعتدي على غزة وتعمل على التهرب من الإدانة الجنائية.

وأوضحت عبدالخالق، أن المحكمة من أجل فحص موضوع المنازعة والوصول إلى حكم، فهي تحتاج إلى الاستماع إلى شهود، وكذلك أن تشكل لجانًا من أجل تقصي الحقائق، وأيضًا يمكنها أن تلزم الحكومة الإسرائيلية بتقديم كل الأدلة والمستندات التي في حوزتها أو تحت سيطرتها، ولذلك طالبت جنوب إفريقيا من ضمن التدابير المؤقتة، أن تتحفظ المحكمة على كل الأدلة التي تملكها أو تتحفظ عليها أو تسيطر عليها حكومة الكيان الصهيوني.

صدمة إسرائيلية

علق الأكاديمي في الشئون الإسرائيلية، شمس الدين، بأن الداخل الإسرائيلي قد تفاجأ بالدعوة التي قدمتها جنوب إفريقيا تجاه دولته أمام محكمة العدل الدولية.

وأضاف أن إسرائيل كانت في السنوات الأخيرة كانت تركز على تعزيز العلاقات مع دول إفريقيا، وهو ما صدم السلطة والشارع الإسرائيلي، بأن جهودهم في إفريقيا قد باءت بالفشل، فقد طرحت جنوب إفريقيا نفسها لاعب جديد في القضية الفلسطينية.

وأشار دكتور أحمد شمس الدين إلى أن جلسات المحاكمة لها انعكاس كبير على الجانب الاقتصادي بالنسبة لإسرائيل، فقد تراجع التصنيف الائتماني لأول مرة في تاريخها، بسبب طول أمد الحرب، وهو ما سيدفعها في النهاية ناحية الهدنة لمعالجة الوضع السياسي والاقتصادي في الداخل.

ربما يعجبك أيضا