نقطة تحول في الصراع.. الولايات المتحدة تصنف «فاجنر» منظمة إرهابية دولية

عمر رأفت
مجموعة "فاجنر" الروسية

أشارت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقديرات تفيد أن التوترات بين الجيش الروسي ومجموعة فاجنر تتزايد، بسبب اعتماد بوتين المتزايد على تلك المجموعة، لتنفيذ عمليات في أوكرانيا، فإلى أي مدى تؤول الأمور؟


صدام جديد بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بعد قرار وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على مجموعة “فاجنر” الروسية.

وتعد “فاجنر” ركيزة مهمة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا. وصرح البيت الأبيض، أول من أمس الجمعة 20 يناير 2023، بأن وزارة الخزانة الأمريكية ستصنف “فاجنر” الروسية “منظمة إجرامية دولية” وستفرض عقوبات ضدها.

«مرتزقة» يمثلون تهديدات خطيرة

حسب ما أبرزت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، في تصريحات صحفية قبل إعلان وزارة الخزانة: “هذه الإجراءات هي بمثابة اعتراف بالتهديد الكبير والخطير الذي تمثله فاجنر”.

وكشفت أمريكا أيضًا عن مجموعة من الصور، رفعت عنها السرية، في الفترة الأخيرة، لعربات السكك الحديدية الروسية، التي كانت قد سافرت من روسيا إلى كوريا الشمالية، وعادت في نوفمبر الماضي، في حين تعتقد واشنطن أن هذا الأمر كان من أجل تسليم شحنة صواريخ “روسية”، لاستخدامها من “فاجنر” في أوكرانيا.

انتهاكات واضحة

قال كيربي إنه في حين تعتقد الولايات المتحدة في عدم قدرة تلك المعدات التي جرى نقلها على تغيير الأوضاع في أوكرانيا، تتوقع واشنطن أن تستمر عمليات تسليم أنظمة الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا.

وتتلقى روسيا معدات، بما في ذلك طائرات بدون طيار، من إيران، فتضاءلت إمداداتها العسكرية على مدار حربها في أوكرانيا، التي اندلعت فجر الخميس 24 فبرار الماضي 2022.

وقال كيربي إن عمليات نقل الأسلحة من كوريا الشمالية تعد انتهاكًا مباشرًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن واشنطن شاركت معلوماتها الاستخباراتية مع لجنة الخبراء التابعة للجنة عقوبات كوريا الشمالية التابعة لمجلس الأمن.

«فاجنر» وتجنيد الصرب

أفاد تقرير أبرزته شبكة “راديو أوروبا الحر” تقديم محام صربي والعديد من الجماعات الروسية والأوكرانية المناهضة للحرب، التي تتخذ من صربيا مقرًّا لها، سلسلة من الشكاوى الجنائية في إحدى المحاكم بالبلاد، تتعلق بالأنشطة على الأراضي الصربية للمجموعة المرتبطة بالكرملين.

والشكاوى الجنائية التي جرى تقديمها، الخميس 19 يناير 2023، كانت ضد مدير وكالة المعلومات الأمنية الصربية (BIA)، ألكسندر فولين، والسفير الروسي في صربيا، ألكسندر بوتسان خارتشينكو، والمركز الإنساني الصربي الروسي في نيس، وأعضاء التنظيم اليميني “نارودني باترول”.

وجرى تقديم الشكاوى من المحامي المقيم في بلجراد، سيدومير ستويكوفيتش، بالتعاون مع ممثلين عن الجماعات المناهضة للحرب، التي تراقب الروس والبيلاروسيين والأوكرانيين والصرب.

مَن المستهدَف بالشكاوى الجنائية؟

بموجب القانون الصربي، من غير القانوني للصرب المشاركة في النزاعات في الخارج، وقال ستويكوفيتش إن الشكاوى الجنائية تستهدف أولئك الذين يسعون لتجنيد الصرب للقتال إلى جانب روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وقال ستويكوفيتش، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “المنظمات والأشخاص المذكورون سلفًا يتعاونون مع الروس وتحديدًا فاجنر، في تجنيد الصرب للقتال في أوكرانيا”. وأضاف أن خارتشينكو استخدم منصبه الدبلوماسي لتسهيل تجنيد المواطنين الصرب للتدريب والقتال مع الجانب الروسي في أوكرانيا.

صدام الجيش الروسي و«فاجنر»

أشارت الولايات المتحدة إلى تقديرات تفيد أن التوترات بين الجيش الروسي وفاجنر تتزايد، بسبب اعتماد بوتين المتزايد على تلك المجموعة، لتنفيذ عمليات في أوكرانيا. وأشارت التقارير إلى أنه يوجد نحو 50 ألف مقاتل من مجموعة فاجنر منتشرون حاليًّا في أوكرانيا، وفقًا لكيربي، بما في ذلك 10 آلاف متعاقد و40 ألف مدان.

وقال كيربي: “أصبحت فاجنر منافسًا شرسًا للجيش الروسي والوزارات الروسية الأخرى”، ولدى الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تشير إلى أن وزارة الدفاع الروسية “لديها تحفظات” بشأن تجنيد فاجنر من السجون الروسية.

رد «ساخر» ومطالبات بالدعم

ردًّا على وزارة الدفاع الروسية، قال، رئيس مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوزين، إن الوزارة أخطأت في تقديراتها بشأن المجهودات التي تنفذها المجموعة، مطالبًا بمزيد من الدعم، لتنفيذ العمليات في أوكرانيا، وسط شكاوى عامة من المرتزقة من نفاد المعدات، وتقارير تفيد أن بريجوزين يريد السيطرة على مناجم الملح قرب مدينة باخموت بدونباس الأوكرانية.

وفي ما سخر بريجوجين، من نية الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف مجموعته منظمة إرهابية، نشر رسالة عبر تليجرام، أول من أمس الجمعة 20 يناير 2023، يسأل البيت الأبيض عن التهمة الموجهة إلى مجموعته، واصفًا الأمريكيين بأنهم “زملاء في هذه الحالة”.

وقال ردًّا على تصريحات كيربي: “عزيزي السيد كيربي، هل يمكنك توضيح الجريمة التي ارتكبتها فاجنر؟ وأخيرًا أصبحت فاجنر والأمريكيون بمثابة الزملاء، ومن الآن فصاعدًا، يمكن تسمية علاقتنا التعاونية بتفكيك الجرائم العشائرية”.

«فاجنر» مزعجة داخل أوكرانيا وخارجها

تعقيبًا على ذلك، قال الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات، مختار غباشي، إن فرض تلك العقوبات الأمريكية على فاجنر بمثابة اعتراف أمريكي بأنها منظمة “إجرامية”، وتمارس انتهاكات ضد حقوق الإنسان، ووصف غباشي، في تصريحات خاصة لـ”رؤية”، “فاجنر” بأنها أصبحت “مزعجة” للجميع.

وأشار إلى أن رد “فاجنر” يمكن أن يكون عن طريق تنفيذ عمليات جديدة في أوكرانيا أو اغتيال شخصيات سياسية أوكرانية، فالولايات المتحدة تعيش فترة “حرجة” كقوة عظمى، وهي مرحلة توصف بـ”الترهل الإمبراطوري”، وتوجد توقعات بصدامات خلال الفترة المقبلة بين واشنطن وموسكو.

ربما يعجبك أيضا