نيران ليبيا تحرق أردوغان.. نزيف الأتراك يتزايد وأحلام الغزو مرهقة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

كبد الجيش الوطني الليبي المرتزقة الأتراك خسائر كبيرة في العتاد والأفراد، الفترة الماضية، ليدفع المواطن التركي ضريبة تراجع المؤشرات الاقتصادية وانخفاض  سعر الليرة، نتيجة تورط رجب أردوغان ونظامه في حروب وسيل من المطامع الاقتصادية والثروات النفطية الليبية والسورية سعيًا وراء أوهام الخلافة العثمانية المزعومة، تحت ستار دعم الحليف الإخواني في ليبيا فايز السراج، وما يسمى بـ”حكومة الوفاق” والاتفاقيات العسكرية والتعاون الموقعة بين رجب أردوغان وفايز السراج قبل شهور في إسطنبول.

وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، وإرسال المرتزقة السوريين الموالين لها، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.

وباتت تواجد تركيا في ليبيا أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما، إما مواصلة التصعيد ومن ثم مزيد من الخسائر، أو الخروج بأقل الخسائر من خلال رفع يدها عن دعم الميلشيات.

وأعلن الجيش الوطني الليبي، في بيان له، أن الجيش استهداف منصات دفاع جوي تابعة لتركيا في مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس.

وقالت شعبة الإعلام الحربي للقيادة العامة للقوات المسلحة: إن “الأصوات ناجمة عن انفجار منصات الدفاع الجوي التابعة للغزو التركي والتي تم استهدافها من قبل القوات المسلحة العربية الليبية”.

وتوقفت حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي بشكل متكرر في العاصمة الليبية طرابلس، بعد تعرض القاعدة العسكرية فيه لقصف بشكل مستمر ودائم من قبل قوات الجيش الوطني الليبي بواسطة المدفعية الثقيلة والصواريخ.

كما أعلن الجيش الوطني الليبي، الأحد الماضي، سيطرة قواته على منطقة العزيزية الواقعة جنوب العاصمة طرابلس بشكل كامل، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع المليشيات المسلّحة التابعة لميليشيا الوفاق، وسط توقعات بتصعيد عسكري في الأيام المقبلة، بشكل يناقض مساعي الأمم المتحدة المحافظة على استمرار الهدنة ومحاولة تعزيزها وتثبيتها.

ضد الإرهاب

وذكرت شبكة سكاي نيوز الإخبارية، اليوم الأربعاء، أن وفد رفيع المستوى ضم مستشارين وسفراء دول كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا، زار القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، في مقر القيادة العامة، حيث ضم الوفد مستشارين للرئيس الفرنسي، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الإيطالي، إضافة إلى المستشار الدبلوماسي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وسفراء هذه الدول في ليبيا، وفقًا لبيان من القيادة العامة للجيش الليبي.

ناقش الوفد الزائر في هذا الاجتماع آخر التطورات السياسية والعسكرية مع القائد العام للجيش الوطني الليبي، مؤكدين على دور القيادة العامة للجيش الليبي في القضاء على الميليشيات والجماعات الإرهابية.

أوقات صعبة

قال محمود البتاكوشي، الباحث في الشأن التركي، إن رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، يعيش أيامًا صعبة، ويواجه مصيرًا غامضًا بسبب الخسائر التي تتلقاها قواته وميلشياته الإرهابية، سواءً في سوريا أو ليبيا.

وأكد محمود البتاكوشي أن وضع أردوغان أصبح مأزومًا سواءً في الداخل التركي بعد أن تراجعت شعبيته بصورة غير مسبوقة، فضلًا عن الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها جيشه وأنصاره على الجبهتين السورية والليبية.

وأضاف البتاكوشي -في تصريحات لـ”رؤية”- أن مرتزقة فصائل “لواء المعتصم” وفرقة “السلطان مراد” ولواء “صقور الشمال” و”الحمزات” وفيلق “الشام” و”سليمان شاه” ولواء “السمرقند” الذين ترسلهم أنقرة إلى ليبيا تعاني من نزيف الخسائر على يد الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

وأشار إلى أن خسائر أردوغان في ليبيا تجاوزت المليشيات؛ إذ لا يمر يومًا إلا ويسقط عدد من الجنود الأتراك، بينهم مستشارون عسكريون، من بينها مقتل 10 جنود أتراك في قصف بالمدفعية على مطار معيتيقة، الذي حوّلته أنقرة إلى قاعدة عسكرية، الأمر الذي يؤكد أن القوات التركية باتت في مرمى نيران الجيش الليبي.

خسائر تركيا

وقال الباحث في الشأن التركي: إن الخسائر التي يتعرض لها رجب أردوغان على الجبهتين السورية والليبية تهدد عرشه، خاصة أن المعارضة التركية تسعى للضغط على النظام، وتحريك الشارع ضده للتخلص من سياسة القمع وتكميم الأفواة التي دأب عليها منذ سنوات، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد.

وأكد محمود البتاكوشي، أن معضلة أردوغان الحقيقة هي تخوفه من الظهور بمظهر المهزوم حال قرر رفع يده وعدم التدخل في ليبيا وسوريا وسحب مليشياته الإرهابية، مما ينهي حلمه في استعادة الخلافة العثمانية.

كما يخشى الرئيس التركي من انقلاب الجماعات الإرهابية التي صنعها من مقاتلين أتراك مثل كتائب “السلطان مراد”، كتائب “السلطان محمد الفاتح”، لواء “الشهيد زكي تركماني”، لواء “سمرقند”، “أجناد القوقاز”، وبعض هذه الفصائل اندمج في هيئة تحرير الشام (النصرة)، أو كتائب السلطان مراد، عليه لتخليه عن عنهم، وعدم إقامة دولة إسلامية.

وتابع البتاكوشي قائلًا: إن سياسة أردوغان وتدخله السافر في ليبيا تهدد استثماراته في أفريقيا بعد أن أنفق مليارات الدولارات لتعزيز نفوذه في القارة، مشيرًا إلى أن ما بنته تركيا باتباع نظرية “صفر مشاكل” على مدار سنوات طويلة ينهار سريعًا بسبب نزق الرئيس التركي.

وأضاف: إن مخاوف قادة القارة الأفريقية لا تكمن فقط في تورط تركيا بشكل مباشر في النزاع الليبي، بل إنها تنقل المرتزقة السوريين الموالين لها، بمن فيهم القريبون من تنظيم القاعدة إلى ليبيا، لا سيما أن القارة تعاني آفة الإرهاب، كما أن الساحل الأفريقي يتأرجح بالفعل نتيجة الهجمات الإرهابية.

ربما يعجبك أيضا