هل تتحول أوروبا لـ”ووهان” جديدة؟

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

فيما تتراجع أعداد المصابين بفيروس كورونا في الصين وإغلاق عدة مستشفيات مخصصة للعزل الصحي في مدينة ووهان الصينية، منبع الوباء، بجانب زيارة الرئيس شي جين بينغ إليها تكليلًا لمجهود الأطقم الطبية وباقي القطاعات في حصر تفشي الوباء داخل الصين. ويبدو أن لوباء حول بوصلته من الصين إلى الغرب منها داخل أوروبا، حيث يتخذ من المدن الأوروبية، وبخاصة إقليم لومبارديا، بؤرة جديدة للتفشي. 

بشكل كامل حولت إيطاليا كافة مدنها لحجر صحي بعدما تزايدت حالات الوفاة لديها، كما تسجل أوروبا الآن عدد حالات إصابة يوميًا أكثر من الصين نفسها في وقت ذروة اشتداد الوباء، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة وغيرها من الدول تعليق رحلاتها الجوية إلى أوروبا، ناهيك عن وقف غالبية دوريات كرة القدم. 

الأمم المتحدة: أوروبا هي “البؤرة الجديدة” 

أعلن تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية اليوم  أن أوروبا أصبحت مركزًا لفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19). 

إذ إنه يتم حالياً الإبلاغ عن المزيد من الحالات الجديدة كل يوم في أوروبا، بشكل أكبر مما كان يحدث في الصين في ذروة المرض. وقال أدهانوم إن حصيلة الوفيات بسبب الفيروس في العالم بلغت خمسة آلاف حالة، في حين تجاوز عدد الإصابات دوليا 132 ألف حالة. وأضاف أدهانوم إن إلغاء المناسبات والأحداث الرياضية سيساعد على خفض انتشار الفيروس المميت.  

إيطاليا تتحول إلى حجر صحي  

تعد دول إيطاليا هي أكثر الدول تضررًا بالفيروس بعد الصين، إذ توفي 1,016 حالة وسجلت 15,113 حالة مؤكدة منذ ظهور الفيروس في 21 فبراير، وبالرغم فرض الحجر الصحي على غالبية مدنها، إلا أن أعداد الإصابة والوفاة مازلت في تزايد.  

أعلنت  السلطات الإيطالية اليوم الجمعة تسجيل 250 وفاة جديدة لمصابين بفيروس كورونا في البلاد، وهو أكبر رقم يسجل في يوم واحد منذ بدء تفشي الفيروس. 

تجدر الإشارة إلى أن عدد المصابين الذين يتلقون العلاج في إيطاليا تجاوز عدد المصابين في الصين، حيث يتداوى الآن في كامل البر الصيني 13486، فيما تتم معالجة 14955 حالة في كامل إيطاليا. 

وكانت إيطاليا قد أعلنت أن عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد بمنطقة لومباردي في شمال البلاد، قد قفز إلى 890 حالة. وذكرت مصادر رسمية أن عدد القتلى في منطقة لومباردي بشمال إيطاليا ارتفع إلى 890، مسجلا زيادة قدرها 146 ضحية. 

إسبانيا تعلن حالة الطوارئ 

في كلمة مقتضبة الجمعة، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حال التأهب في كل أنحاء البلاد، للحد بشكل أفضل من تفشي الفيروس. وقال سانشيز إن مجلس الوزراء سيصدر في جلسة طارئة مرسوما يعلن “حال التأهب (في إسبانيا) لخمسة عشر يوما”. وأضاف “للأسف لا يمكننا أن نستبعد بلوغ عدد الإصابات بحلول الأسبوع المقبل عشرة آلاف حالة”. 

وستتخذ الحكومة سلسلة إجراءات استثنائية بهدف “تعبئة كافة موارد الدولة من أجل حماية أفضل لجميع المواطنين” بحسب سانشيز الذي أشار إلى أن “الأسابيع المقبلة ستكون صعبة”. وفي البرتغال، أعلنت الحكومة البرتغالية الجمعة حال الطوارئ التي تشمل تعبئة الدفاع المدني وقوات الأمن وتطبيق حزمة إجراءات استثنائية بهدف السيطرة على الفيروس.

تعليق الدراسة 

وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا وتفاقم الأوضاع، قررت عدد من الدول تعليق الدراسة كليًّا لاحتواء الفيروس، خاصةً بعد الإعلان عن إصابات مؤكدة واحتمالية انتشار الفيروس بين طلاب المدارس والجامعات انتشارًا كبيرًا. 

أعلنت السلطات الفرنسية تعليق الدراسة في المدارس والجامعات في إطار إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، كما نصحت ببقاء المسنين في منازلهم. وأمس، قررت إيطاليا تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية في البلاد، بما فيها المدارس والجامعات، بدءًا من أمس الخميس ولمدة 10 أيام أي حتى منتصف شهر مارس الجاري، بعد ارتفاع عدد الوفيات. علاوة على ذلك، علقت سويسرا الدراسة بعدما ارتفعت حالات الإصابة بها لأكثر من ألف شخص.

وعليه، ينبغي أن تتكاتف دول العالم جميعها في محاربة الوباء، وأن تتخطى خلافاتها وصراعتها ولو لحين من الوقت، فكثيرًا ما تعلن البيئة عن غضبها تجاه السلوك البشري، ولكن هل من سياسي يقظ يستطيع أن يقود العالم لبر الآمان، ولم يكن كورونا وحده من حذر العالم من تحذيرات البيئة، وإنما سبقته التغيرات المناخية، والتي وإن نجا العالم من وبائه المستشري سيجد أمامه أزمة أخرى بددتها البراجماتية والقومية المتطرفة المتصاعدة.

ربما يعجبك أيضا