هل تستطيع أوروبا مواجهة الارتفاع الغير مسبوق في درجة الحرارة؟

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – حذرت أوروبا من موجة حارة  تشمل مختلف دولها، وأن هناك أرقام قياسية أوروبية تصل إلى 48 درجة  في بعض الدول، وقامت بإعلان حالة الطوارئ في مختلف دولها، وأكدت على ضرورة توخي الحذر خاصة بالنسبة  لكبار السن والأطفال.
جدير بالذكر أنه قد سبق وحذّر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مؤخرا من أن تغير المناخ يشكّل “تهديداً وجودياً لن يستثنى منه أي بلد”، ولفتوا إلى أن العالم يعاني من كوارث طبيعية مدمّرة ناجمة عن تغير المناخ.

موجة تشمل مختلف الدول الأوروبي

فرنسا

من جانبها أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، أن موجة حر غير مسبوقة بدأت بالبلاد  من اليوم الثلاثاء 25 يونيو حيث وصلت درجة الحرارة بين 35 إلى 40 درجة مئوية

وقالت هيئة الأرصاد الفرنسية: “وحدها موجة الحر التي ضربت البلاد بين 18 و28 يونيو من العام 2003 كانت أقل من هذه الدرجة. ويبدو أن الموجة المقبلة خلال الأيام القادمة ستكون أشد وغير مسبوقة”، معلنة  حالة الطوارئ في عدد من المدن الفرنسية

وتقول مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية: إن درجة الحرارة التي يشعر بها الإنسان التي تتضخم بفعل عوامل أخرى مثل الرطوبة، قد تصل إلى حدّ 48 درجة، مما يؤكد ضرورة توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة لاجتياز هذه الموجة القاسية

أسباب ارتفاع درجة الحرارة بدول أوروبا

لا شك أن هناك أسباب لارتفاع درجات الحرارة  التى تصل إلى ما بين 35 و40 درجة مئوية في معظم أرجاء فرنسا وإيطاليا، وربما تصل إلى 40 درجة في شمال إسبانيا، وذلك بتأثيرٍ من الكتلة الهوائية الساخنة القادمة من شمال أفريقيا

ونشر مكتب الأرصاد الجوية يؤكد أن الموجة  الحارة سوف تستمر حتى يوم الجمعة القادم مع احتمال أن تهبّ موجات حارّة خلال معظم أيام الأسبوع القادم، وسط دعوات بأن يصار إلى أخذ الحذر بشأن كبار السن والأطفال، وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية: إنه “على الرغم من أن موجة الحرّ ستكون قصيرة الأمد، غير أنها ستكون لافتة، بالنظر إلى زخمها وشدّتها

وفقًا لتصريحات وكالة البيئة الأوروبية، فإن العام الماضي 2018 كان من بين السنوات الثلاثة الأكثر ارتفاعاً لدرجات الحرارة في أوروبا

ذلك وقد شملت الموجة الحارة  سائر أنحاء أوروبا، والسبب كتل هوائية ساخنة آتية من المغرب وبلدان أخرى أدت  إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ في عدّة بلدان من الاتحاد

في اليونان

وحسب الأرصاد الجوية  ستكون اليونان من أكثر البلاد تأثرا بهذه الموجة، وقد تصل درجة الحرارة إلى 39 درجة نهاية الأسبوع

ألمانيا

كما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية، أن درجات الحرارة ستشهد ارتفاعا اليوم الثلاثاء لتصل إلى 37 درجة مئوية ثم 38 الأربعاء

بلجيكا

من جانبها، أعلنت هيئة الأرصاد في بلجيكا أنه من المتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى 34 أو 35 درجة خلال اليومين القادمين، وهناك تحذير من موجة حر قاسية

هولندا

نشر موقع هولندا بالعربي ما يؤكد موجة حرارة عالية تقترب من هولندا، قد تصل الى أكثر من 40 درجة، ووفقًا لموقع والمعهد الملكي للأرصاد الجوية، يبدو أن غدا  الأربعاء هو أكثر الأيام حرارة، حيث من المتوقع أن تبلغ درجات الحرارة 38 درجة محليًا في الجنوب. لكن موقع المختص بالطقس يعتقد أن درجات الحرارة قد تصل الى 41 درجة يوم الجمعة القادم

يذكر أنه أثناء صيف العام الماضي الحار والجاف 2018 كان هناك موجة حرارة: من 15 إلى 27 يوليو ومن 29 إلى 7 أغسطس

التغير المناخي يهدد العالم

حذّر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مؤخرا من أن تغير المناخ يشكّل “تهديداً وجودياً لن يستثنى منه أي بلد”، ولفتوا إلى أن العالم يعاني من كوارث طبيعية مدمّرة ناجمة عن تغير المناخ

وفي سياق متصل خلصت دراسة جديدة إلى أن الموجة الحارة غير المسبوقة التي ضربت النصف الشمالي من الكرة الأرضية الصيف الماضي لم تكن لتحدث دون تغير المناخ الناجم عن تأثير التدخلات البشرية

وأصبح العلماء على ثقة بأن الحدث الذي دام ثلاثة أشهر، والذي شهد درجات حرارة حطمت الأرقام المسجلة سابقا، وحرائق الغابات التي حدثت في أماكن مثل الدائرة القطبية الشمالية واليونان وكاليفورنيا، لم تكن لتحدث دون انبعاثات غازات الدفيئة التي يسببها الإنسان.

حرارة غير عادية

وجدت الدراسة التي نشرت يوم 12 يونيو/ حزيران الجاري والتي قام بها فريق بحثي من جامعة إكستر البريطانية، أن موجات الصيف الحارة  كما حدثت في عام 2018 يمكن أن تحدث كل عام، إذا بلغت الحرارة العالمية درجتين أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

أما إذا اقتصر الاحترار العالمي على 1.5 درجة مئوية -وهو ما تسعى الجهود الدولية لتحقيقه- فقد تحدث موجات الحرارة هذه كل سنتين أو ثلاث سنوات.

تعد الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة “مستقبل الأرض”، أول تقييم للمدى الذي يمكن أن يؤدي إليه تغير المناخ من زيادة في احتمالات حدوث موجة حر على النطاق نفسه الذي شهدناه في عام 2018 عبر نصف الكرة الشمالي بأكمله. وتكشف النتائج أن موجة الحر تلك التي حدثت الصيف الماضي كانت “غير عادية”.

وتشير نتائج الأبحاث الحديثة إلى أن الحرارة الشديدة التي سجلت في اليابان في عام 2018، والتي توفي بسببها أكثر من 1000 شخص، لم تكن لتحدث دون تغير المناخ.

وقد استمرت موجة حر نصف الكرة الشمالي الصيف الماضي لأشهر عدة، وحطمت سجلات درجات الحرارة في وقت واحد في جميع أنحاء أميركا الشمالية وأوروبا وآسياوحسب مانشر من تقارير في العديد من المواقع العالمية.

ومن بين آثارها تدهور المحاصيل في جميع أنحاء أوروبا، واشتعال حرائق الغابات من مانشستر في المملكة المتحدة إلى حديقة يوسمايت الوطنية في الولايات المتحدة، وتعرض أكثر من 34 ألف شخص إلى انقطاع التيار الكهربائي في لوس أنجلوس حيث واجهت الشبكة طلبا غير مسبوق على تكييف الهواء.

ربما يعجبك أيضا