هل تفعلها “الساحرة المستديرة” وتعيد العلاقات بين إيران والسعودية؟

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

كانت السعودية قد أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران عام 2016 بعد أن اقتحم محتجون مقر السفارة السعودية في طهران وأضرموا النيران فيها، وجاء ذلك في أعقاب إعدام رجل الدين السعودي باقر النمر.

ومنذ أيام تدور نقاشات حول إمكانية تحسين العلاقات بين إيران والسعودية. وعبر وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، عن استعداده لزيارة الرياض في إطار خفض التوتر بين البلدين.

وينظر الإيرانيون إلى زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إلى السعودية، على أنها محرك مهم في دائرة الوساطة بين الرياض وطهران.

ومازالت الرياض لا تثق في المساعي الإيرانية للحوار، ومازالت تنتظر تحركات واقعية من إيران تتعلق بملف اليمن أولا، ثم في سوريا والعراق. وكذلك اتخاذ خطوات تتعلق بالتمويل والتسليح بالجماعات الموالية لإيران في المنطقة.

وأكد وزير الشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، في حواره مع صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، الأربعاء 23 أكتوبر، أن لا سبيل يمكن أن يجدي نفعًا مع النظام العدواني في إيران سوى الضغوط القصوى، مضيفًا أن “سياسة المهادنة مع طهران أثبتت فشلها”. وأن “الضغوط التي تمارس على إيران هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يضطرها إلى الجلوس على طاولة التفاوض، والتخلي عن سلوكها العدواني في المنطقة والعالم”. وأن “على إيران أن تعلم أن سلوكها العدواني في المنطقة لن يمر دون ثمن، وعلى طهران أن تختار الآن بين مواصلة المعاناة تحت ضغط العقوبات، أو تعديل الاتفاق بما يضمن عدم حصولها على أسلحة نووية”.

ويبدو أن الوزير السعودي أكد على عدم الثقة في طهران، من خلال إيضاحه لطبيعة التركيبة الحاكمة في إيران، وأن قرار التهدئة والحوار لا يجب أن يقتصر على مؤسسة الرئاسة؛ حيث قال إن هناك فصائل وأجنحة داخل إيران مثل الحرس الثوري، يبحثون عن المواجهة العسكرية، وهو ما يعني ضرورة العمل على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لما لذلك من خطورة على الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط. وأن جزءًا كبيرًا من مشكلة إيران أنها تتعامل بمنطق ثوري، ما يدفعها إلى انتهاج سلوك انفعالي طوال الوقت.

الساحرة المستديرة

حسب “وكالة ارنا الإيرانية الرسمية”، هناك مفاوضات جارية من أجل إقامة مباراة كرة قدم ودية بين منتخبي البلدين، في التاسع عشر من نوفمبر المقبل، لتكون الأولى بين السعودية وإيران بعد سبعة أعوام من أخر لقاء جرى بين الفريقين على أرض الكويت. وذلك رغم الصراع السياسي القائم بين البلدين.

وبرغم أن كلا الاتحادين لم يؤكد الأمر حتى الآن، إلا أن هذا اللقاء لو تم؛ فسيكون “حدثا تاريخيا” من شأنه تحسين العلاقات السياسية بينهما والقضاء على الاضطرابات السابقة.

وزير خارجية جديد للسعودية

وتعتبر تحليلات إيرانية، أن تعيين الأمير فيصل بن فرحان، في منصب وزير الخارجية السعودية، هو تعيين ذو دلالات عدة؛ منها استهداف إيران؛ حيث يمتلك الوزير فرحان علاقات جيدة بالغرب. وكذلك له خبرة 15 عاما في شؤون التسليح حيث كان عضوا مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية. وهو ما فسرته القراءات الإيرانية، بأنه يستهدف التنافس مع إيران.

ويعتبر وزير الخارجية الجديد من أكثر المسؤولين إدلاء بتصريحات قوية ضد إيران، إذ نقل عنه الإعلام السعودي في سبتمبر الماضي قوله إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على طهران، تعقيبا على استهداف اثنتين من منشآت النفط بأرامكو السعودية.

وأدلى سابقا لإذاعة “دوتشلاند فونك” الألمانية بتصريحات جاء فيها “أيًّا كانت الجهة التي انطلق منها الهجوم فإن إيران تقف بالتأكيد وراء ذلك، إذ قامت بتصنيعها (الصواريخ) ولا يمكن إطلاقها دون مساعدة إيرانية”.

كما حذّر طهران من التمادي في عدوانها ضد بلاده، قائلا إن “الهجوم الأخير يعتبر هجوما على الاقتصاد العالمي.. يجب على إيران تحمل المسؤولية وإدراك أنه لا يمكن لها أن تتمادى في عدوانها”.

وقد أكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، علاء الدين بروجردي، أن الهدف من إعلان إيران استعدادها للحوار مع السعودية، هو خفض التوتر في المنطقة. وأن الأمريكان يلعبون دورا في زيادة هذا التوتر.

وتشير وسائل إعلام إيرانية إلى وجود محادثات سرية بين الرياض وجماعة أنصار الله اليمنية المتهمة بالتبعية لإيران؛ ما يعني أن السعودية ربما تستعد لإنهاء الأزمة في اليمن. وهو ما يمهد للحوار بين طهران والرياض.

ربما يعجبك أيضا