هل تنجح استراتيجية إسرائيل العسكرية للقضاء على حماس؟

جنرال أمريكي متقاعد: "الوقت لا يلعب لصالح إسرائيل"

آية سيد
الجيش الإسرائيلي

أشار الخبير في شؤون الجيش الإسرائيلي، ياجيل ليفي، إلى أن اقتحام مستشفى الشفاء كان "استعراضًا للقوة وليس جزءًا من استراتيجية واضحة".


بدأت إسرائيل عملياتها البرية في قطاع غزة بهدف القضاء على حركة حماس وتحرير ما يقرب من 240 أسيرًا محتجزين هناك.

وكانت مدينة غزة في قلب استراتيجية إسرائيل العسكرية لتحقيق أهدافها، واعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن ضرب المدينة سيضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق بشأن تحرير الأسرى. لكن حتى الآن، ليس من الواضح إذا كانت هذه الاستراتيجية ناجحة، حسب ما جاء في تحليل لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

مستشفى الشفاء

وفق التحليل، المنشور أمس السبت 18 نوفمبر 2023، تزعم إسرائيل أن حماس وضعت منشآت عسكرية تحت الأرض بالقرب من المنازل، والمدارس، والمستشفيات في غزة. وأصبح مستشفى الشفاء جزءً أساسيًا من الاستراتيجية الإسرائيلية، لأن الجيش الإسرائيلي ادعى أن حماس تستخدم متاهة واسعة من الأنفاق تحت المستشفى كقاعدة.

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن نظرائهم الإسرائيليين يخبرونهم بأن يتوقعوا أسابيع أخرى من عمليات التطهير في شمال القطاع، قبل أن تُحضّر إسرائيل لعملية مماثلة في الجنوب، وتوسع هجومها. ووفق الصحيفة، هذا يثير الكثير من التساؤلات بشأن العملية الإسرائيلية.

هل تنجح استراتيجية إسرائيل العسكرية للقضاء على حماس؟

شهداء فلسطينيون نتيجة القصف الإسرائيلي لمستشفى الشفاء

ورغم أن إسرائيل تُحمّل مسؤولية استشهاد 12 ألف فلسطيني لقرار حماس بإخفاء التحصينات ومراكز القيادة العسكرية في الأحياء السكنية والمستشفيات، مثل الشفاء، قال مسؤولون أمريكيون إن قرار إسرائيل السريع بشن عمليات برية في القطاع لم يمنح القادة الإسرائيليون وقتًا كافيًا للتخطيط لتخفيف المخاطر على المدنيين.

استهداف المستشفى

أصبح مستشفى الشفاء بؤرة توتر، لأن الجيش الإسرائيلي لم يقدم حتى الآن أدلة علنية على شبكة الأنفاق الموسعة ومراكز القيادة تحت المستشفى، وتتعرض إسرائيل لضغط دولي متزايد لإظهار أن المستشفى كان هدفًا عسكريًا حيويًا، وفق تحليل نيويورك تايمز.

وفي هذا الشأن، قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، جيورا إيلاند، إن استهداف مستشفى الشفاء “لم يكن نتيجة لاستراتيجية، وإنما مناورة تكتيكية مهمة” في محاولة إسرائيل للتحكم في الرواية بشأن حماس.

وفي حين أن قادة حماس ربما كانوا تحت المستشفى في بداية الحرب، انتقل معظمهم إلى الجنوب، حسب إيلاند، الذي أضاف أن إسرائيل ستضطر إلى إجلاء المدنيين واستهداف كتائب حماس هناك في الأسابيع والأشهر القادمة. لكنه توقع أن يكون الأمر معقدًا بسبب نفاد صبر المجتمع الدولي على إسرائيل.

غياب الاستراتيجية

في السياق ذاته، أشار الخبير في شؤون الجيش الإسرائيلي، ياجيل ليفي، إلى أن اقتحام مستشفى الشفاء كان “استعراضًا للقوة وليس جزءً من استراتيجية واضحة”، مضيفًا أن إسرائيل ربما عرّضت حياة الأسرى للخطر بفعل ذلك.

هل تنجح استراتيجية إسرائيل العسكرية للقضاء على حماس؟

مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بتحرير الأسرى لدى حماس

ووفق نيويورك تايمز، قال ليفي: “الجيش لم يضع في الاعتبار مستقبل أو سلامة الأسرى في اقتحامه للمستشفى”، لافتًا إلى أن العثور على جثتين بالقرب من مستشفى الشفاء يُعد علامة واضحة على “أننا نخسر الأسرى من خلال تأجيل تبادل السجناء”.

تحقيق أهداف بسيطة

في سياق متصل، قال القائد السابق للقيادة الوسطى الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، إن الجيش الإسرائيلي حقق بعض أهدافه، مثل كبح إطلاق حماس للصواريخ على إسرائيل وتخفيف المخاطر على القوات الإسرائيلية.

لكن حسب ماكنزي، ليس من الواضح عدد قادة حماس البارزين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي. وحتى الآن، لم يؤدي قرار إسرائيل، بتحويل أجزاء من غزة إلى حطام وقتل أكثر من ألف مقاتل من حماس، إلى التوصل لاتفاق لتحرير الأسرى.

تصاعد الضغوط

أضاف الجنرال ماكنزي أن “الوقت لا يلعب لصالح إسرائيل على الصعيدين الدولي والمحلي”. وأوضحت نيويورك تايمز أنه كلما طال أمد الحرب، زاد الضغط على اقتصاد إسرائيل، في ظل سحب 360 ألف جندي احتياط من وظائفهم المدنية للمشاركة في القتال.

وقال مسؤولون ومحللون إن هذا يضع ضغطًا على الجيش الإسرائيلي لإلحاق أكبر قدر من الضرر بحماس في أسرع وقت ممكن. وفي هذا الإطار، قال المتخصص في شؤون دفاع الشرق الأوسط بشركة جاينز للدفاع والاستخبارات بلندن، جيرمي بيني: “ربما لن يحتاجوا إلى نهاية للعبة لأنها ستُفرض عليهم”.

وأضاف بيني، في تصريحه لنيويورك تايمز، أنهم “سيجعلوا الأمر يبدو وكأنهم نفذوا أفضل عملية عسكرية في الوقت المتاح”.

ربما يعجبك أيضا