هل يصبح اخضرار المحيطات ظاهرة مميتة للأحياء البحرية؟

وجد باحثون أن محيطات الأرض يزداد لونها اخضرارًا، ما يعكس تأثير تغير المناخ في مجموعات العوالق النباتية، بسبب ارتفاع درجة حرارة العالم.

وتستخدم الميكروبات المائية الدقيقة، بما في ذلك الطحالب الشبيهة بالنباتات، الكلوروفيل الأخضر في المساعدة على امتصاص الضوء من الشمس، خلال عملية التمثيل الضوئي، وكلما زاد عددها، أصبح موطنها أكثر خضرة.

محيطات أكثر اخضرارًا

أوضح موقع ساينس أليرت العلمي أن باحثين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجدوا، باستخدام تحليل لصور الأقمار الصناعية على مدار 20 عامًا، أن المحيطات تزداد اخضرارًا، ما يعكس تأثير تغير المناخ في العوالق النباتية مع ارتفاع درجة حرارة العالم.

وأضاف، في تقرير نشره اليوم الخميس 13 يوليو 2023، أنه من المحتمل أن يكون لارتفاع تركيزات العوالق النباتية العديد من التأثيرات غير المباشرة في النظم البيئية للمحيطات، مشيرُا إلى أن الزيادة المفاجئة لهذه العوالق يخلق مناطق ميتة ناقصة التأكسج لا يمكن للأحياء البحرية الهروب منها.

تحولات في النظم البيئية

ذكر الموقع أن أحد الأسئلة المفتوحة بشأن هذه التغييرات طويلة المدى، هو مقدار البيانات الكافية لاكتشافها، وتشير التقديرات السابقة إلى أن ملاحظات 30 عامًا ستكون مطلوبة لاكتشاف التحولات في النظم البيئية للمحيطات، وتأثير هذه العوالق فيها.

وأضاف أن فريق الباحثين بَيَّن أن ما يقرب من 20 عامًا من البيانات المستمدة من القمر الصناعي موديس أكوا كافية، ما يعني إمكانية مراقبة تغيّر المناخ وفهمه والتفاعل معه بسرعة أكبر، ما وفر مدة زمنية قدرها 10 سنوات من البحث والدراسة.

اللون الأرجواني الداكن يعني تحولًا أكثر أهمية في اللون

استجابة النظم الإيكولوجية

أشار الدراسة إلى أن هذا التحول يرجع إلى انعكاس الاستشعار عن بعد، الذي يشير إلى لقطات من لون المحيط بناءً على الضوء المنعكس. وتعد معالجة هذه اللقطات أسهل من محاولة قياس أعداد العوالق النباتية باستخدام وسائل أخرى، مثل تقديرات الكلوروفيل.

وأفاد الموقع بأن هذه الدراسة لا تعني أن العوالق النباتية السبب الوحيد الذي يجعل المحيط أكثر خضرة، وفق ما قاله الباحثون، لكن تحليلهم يتطابق بنحو وثيق مع نموذج متقدم يتنبأ بكيفية استجابة النظم الإيكولوجية للمحيطات لتغير المناخ.

مخاطر زيادة العوالق

أوضحت الدراسة أن انعكاس الاستشعار عن بعد، والبيئة السطحية للمحيطات، تغيرت كثيرًا على جزء كبير من المحيط في السنوات الـ20 الماضية، وكان اخضرار المحيط ملحوظًا حول خط الاستواء، مشيرة إلى أن العوالق النباتية عندما تمتص ثاني أكسيد الكربون، ممثلة بذلك بالوعة كربون قيمة، ما يجعل الارتباط أكثر تعقيدًا.

وحذرت الدراسة من أن من المحتمل أن تؤدي زيادة العوالق إلى تغييرات كبيرة على نطاق واسع في الموارد، مثل المحميات المائية ومصايد الأسماك، وتشير النتائج إلى أن تأثيرات تغير المناخ عميقة في النظم البيئية للميكروبات البحرية السطحية، لكن لم تكتشف بعد.

اقرأ أيضًا| درجة حرارة سطح المحيطات في العالم وصلت لمستوى قياسي

اقرأ أيضًا| دراسة جديدة: الأعاصير تحبس الحرارة في عمق المحيطات

اقرأ أيضًا| لماذا يجب التوصل إلى اتفاقية جديدة لحماية مناطق أعالي البحار؟