هل ينجح الزعيم الصيني في تحقيق أهدافه من مكافحة الفساد؟

أدت حملة لمكافحة الفساد في الصين إلى التحقيق مع العديد من كبار القادة، السابقين والحاليين، في سلاح الصواريخ في الجيش.

وذكرت صحيفة جنوب الصين الصباحية أن هيئة مكافحة الكسب غير المشروع، التابعة للجنة العسكرية المركزية، مع مكتب التدقيق التابع لها، تحقق مع قائد السلاح الحالي، لي يوتشاو، والقائدين تشانج تشن تشونج، وليو جوانجبين.

حملة تطهير ضد الفساد

حسب تقرير للصحيفة، أمس الجمعة 28 يوليو 2023، لم تعلن أي جهة رسمية في الصين رسميًّا عن هذا التحقيق. ويعد لي يوتشاو من أكبر القادة الذين كشف عنهم التحقيق الأخير، وهو القائد الثالث فقط للسلاح الذي تأسس خلال عملية إصلاح شاملة للجيش الصيني في عام 2015.

اقرأ أيضًا: الصين تطلب من فرنسا العمل على استقرار التعاون مع الاتحاد الأوروبي

وكان لي يوتشاو، الذي ترقى إلى اللجنة المركزية للحزب المكونة من 205 أعضاء في أكتوبر، أحد الوجوه البارزة في الصين، فقد لعب دورًا بارزًا في موكب العيد الوطني عام 2009 للاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، واستعراض عام 2015 للاحتفال بالذكرى الـ70 للانتصار في الحرب العالمية الثانية.

وقالت الصحيفة الصينية إن التحقيق بدأ في أواخر مارس وبداية شهر إبريل، عندما تقاعد وزير الدفاع السابق وي فنجي، وفقًا لمصدر تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع.

الجيش الصيني

تعهد شي جين بينج

كان وي فنجي القائد الأول للقوة الصاروخية، ومن ثم أصبح وزيرًا للدفاع، واعتبر الكثيرون تعيينه في 2018 علامة على دعم الرئيس الصيني، شي جين بينج، لسلاح الصواريخ.

وقال مصدر، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن قادة هذا السلاح كانوا يتمتعون بسمعة طيبة، ولكن الأمر اختلف بعد انتقالهم إلى بكين، ما أتاح لهم التعامل مع الشركات ذات الصلة بالتخصصات الدفاعية.

وعندما بدأ شي ولايته الثالثة، تعهد بأن بكين ستبني نظامًا قويًّا للردع الاستراتيجي، اعتبره الكثيرون إشارة واضحة إلى تعزيز مخزون الصين النووي. وبعد ما يقرب من 6 عقود من التطوير، توسعت القدرة النووية الصينية بقدر كبير، عبر تحديث أنظمة التوصيل الجوية والبرية والبحرية.

اقرأ أيضًا: الصين تستبعد إدراج «آنت جروب» بالبورصة على المدى القصير

ضغط بكين العسكري

قال المحلل في الشأن الدفاعي في بكين، لي جي، في تصريحات إلى صحيفة جنوب الصين الصباحية، إن المسؤولية تكمن في ضمان سلامة جميع الصواريخ النووية الاستراتيجية، وكذلك نشر جميع الرؤوس الحربية النووية في مواقع محددة بموجب تعليمات اللجنة العسكرية المركزية.

الجيش الصيني

وشدد لي جي على أنه “بالإضافة إلى دورها في الردع النووي للبلاد، فإن القوة الصاروخية هي أيضًا عنصر مهم في جهود بكين لتكثيف الضغط العسكري على تايوان”.

وفي العقد الماضي، نشر السلاح صواريخ حديثة تسمح لها باستهداف تايوان، وفقًا لتقرير صدر أخيرًا عن الباحث في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، ديكر إفيليث.

ويعد الجيش ضمن أهم أهداف الرئيس الصيني لمكافحة الفساد على نطاق واسع، والتي دخلت الآن عقدها الثاني واستهدفت مئات الآلاف من المسؤولين على جميع المستويات. وتفتخر بكين بحربها ضد الفساد، والتي أسقطت أكثر من 100 جنرال.