وانتهت جولة أردوغان.. الأزمة الخليجية لم تراوح مكانها

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

في محاولة لنزع فتيل الأزمة بين قطر والدول العربية الأربع المقاطعة لها، قام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بجولة خليجية شملت دول السعودية والكويت وقطر، فيما لا تزال العقدة على حالها والأزمة الخليجية لم تراوح مكانها.

أردوغان، وقبل أن يبدأ جولته الخليجية أكد أنه ليس في صالح أحد أن تطول الأزمة بين الدول الأربع وقطر أكثر من ذلك، مشدداً في الوقت نفسه على دعمه للوساطة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.

زيارة أردوغان الخليجية جاءت بعد يومين فقط من دعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطابه الأول منذ بدء الأزمة إلى حوار حول الأزمة القائمة.

مباحثات تركية خليجية

إدراكًا لأهمية المملكة العربية السعودية وثقلها الإقليمي، استهل أردوغان جولته الخليجية بالمملكة حيث التقى الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تناول خلالها الجانبان الجهود المبذولة لسبل مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله وتطوير علاقات البلدين.

جدة هي المحطة الأولى لأردوغان حيث وصل بعدها إلى الكويت التقى خلالها أمير الكويت وتباحثا في العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر المستجدات في المنطقة حسب وكالة الأنباء الكويتية. قبل أن يطير بعدها إلى آخر محطاته الخليجية “الدوحة” التقى خلالها أمير البلاد.

تكتيم إعلامي

انتهت جولة أردوغان الخليجية وحتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي بخصوص نتائج جولته وسط تكتيم إعلامي حول المباحثات المغلقة التي أجراها بقادة الدول الثلاث.

من جانبه يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن، فواز جرجس، أن زيارة أردوغان لم توت ثمارها خاصة وأن أنقرة ليست وسيطاً “حيادياً” في الأزمة بعدما أعلن دعم بلاده للدوحة.

الأزمة إذن لم ترواح مكانها وبحسب “فواز” فإن حل الأزمة الخليجية قد يستغرق ليس أسابيعاً ولا أشهراً بل قد يمتد لسنة أو أكثر على حد قوله.

فرص باهتة

بالعودة إلى ما قبل جولة أردوغان الخليجية، استبعد محللون فرص طرح أردوجان نفسه كوسيط بعد أن جاهر بدعم قطر في أزمتها مع الدول الأربع. فتركيا حليف قوي للدوحة حيث تطورت علاقتهما خلال السنوات الأخيرة في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية، وكدليل على هذا التقارب قدمت تركيا مساعدات غذائية من خلال مئات الطائرات وسفن الشحن منذ بداية الأزمة.

العلاقات التركية القطرية توطدت أكثر بعد الأزمة الخليجية، بعد أن سارعت أنقرة بتفعيل اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين تم إبرامها منذ سنوات، قامت تركيا على إثرها بإنشاء قاعدة عسكرية في قطر وهو ما يمنحها موطأ قدم في الخليج.

وعلى الرغم من أن أنقرة منذ بداية الأزمة حاولت القيام بدور الوسيط بين أطراف الأزمة، إلا أن موقفها الذي يميل بشكل واضح لصالح قطر قلّل من هامش المناورة المتاح لديها بحسب عدد من المحللين.

ويؤكد بعض المراقبين أن أردوغان يسعى الآن في أحسن الأحوال إلى عدم التضحية بالعلاقات الاقتصادية المهمة التي تربط أنقرة بدول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية.



ربما يعجبك أيضا