وثائق مسربة.. كيف تخطط إيران لاسترداد «ثمن دعم الأسد» في سوريا؟

يوسف بنده

تكشف الوثائق المسربة عن أن طهران لم تقدم دعمها لدمشق دون مقابل، وأنها تسعى لاستعادة ما أنفقته خلال مرحلة الإعمار.


كشفت وثيقة إيرانية مسربة عن أن ديون سوريا غير العسكرية والأمنية لإيران بلغت نحو 12 مليار دولار حتى عام 2020.

وتحدثت رسالة سرية منسوبة إلى نائب الرئيس الإيراني وموجهة إلى المرشد، علي خامنئي، عن آليات استرجاع هذه الأموال من سوريا على مراحل، وفق الوثائق التي نشرتها مجموعة قراصنة “ثورة حتى إسقاط النظام” المقربة من منظمة مجاهدي خلق المعارضة.

535

زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا

زيف الدعاية الإيرانية

يواجه النظام الإيراني انتقادات داخلية، بسبب الدعم المالي والمادي الذي يقدمه لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، رغم ما تعانيه طهران من أزمة اقتصادية حادة، بسبب ارتفاع معدلات التضخم من جراء العقوبات الغربية.

وزار الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، سوريا، يوم الأربعاء 3 مايو الماضي، على رأس وفد اقتصادي كبير، ما عكس انتقال طهران من مرحلة الدعم، إلى مرحلة جني الثمار الاقتصادية من أجل تعويض ما تكبدته خزانتها. وتأتي المطالب الإيرانية بدفع دمشق التعويضات، لتكشف عن زيف الدعاية بأن طهران تقدم الدعم لحلفائها دون انتظار مقابل.

اقرأ أيضًا: زيارة الرئيس الإيراني لسوريا.. هل الأهداف اقتصادية؟

وثائق مسربة

احدى وثائق جماعة القرصنة المعارضة للنظام الإيراني المسربة على تلجرام

اقرأ أيضًا: لماذا تخشى إيران على مكانها في إعادة إعمار سوريا؟

وثائق مسربة

حسب تقرير لموقع تجارت نيوز، في 2 مايو ، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، إن مستحقات بلاده تقدر بـ30 مليار دولار، وإنه يخشى عدم وفاء سوريا بتسديدها، بعدما حققت استقرارًا نسبيًّا.

وأعلنت مجموعة قراصنة “ثورة حتى إسقاط النظام” (قیام تا سرنگونی) عبر حسابها بمنصة تلجرام، أول من أمس الثلاثاء، أنها اخترقت نظام مؤسسة الرئاسة الإيرانية على الإنترنت، وتمكنت من الوصول إلى معلومات في 120 خادمًا. وحسب تسريب سابق للمجموعة، في 7 مايو، فإن الميزانية التي أنفقتها إيران في سوريا تزيد على التقديرات السابقة وتتجاوز 50 مليار دولار.

اقرأ أيضًا: الرئيس الإيراني إلى دمشق.. ما الرسالة؟

1317617161

مناجم الفوسفات في سوريا

بحث استرجاع الديون

حسب تقرير موقع أورينت نيوز، السوري المعارض، تطرقت الوثائق المسربة إلى آليات استرجاع هذه الديون، ومنها توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي طويل الأمد، والمشاركة بإعادة الإعمار في سوريا، وتسهيل التعاون التجاري، وخفض التعرفة الجمركية، وكل ما يسهم بتدعيم الوجود الاقتصادي لإيران في سوريا.

وأشارت الرسالة إلى تسهيلات النقل الجوي بين إيران وسوريا، عبر زيادة عدد رحلات شركة الخطوط الجوية الإيرانية إلى سوريا، ونقل البضائع من ميناء بندر عباس إلى اللاذقية، إضافة للتعاون في القطاع السككي والمصرفي، على أن توقّع هذه الاتفاقات خلال زيارة رئيس الوزراء السوري إلى إيران، لعقد اجتماع للجنة الاقتصادية السورية المشتركة لاحقًا.

اقرأ أيضًا: روسيا تستضيف «رباعية آستانة».. هل تنجح في التطبيع بين سوريا وتركيا؟

إيران تحتكر التعدين والاتصالات في سوريا

حسب ما جاء في الوثائق المسربة، فإن الاتفاقية الاقتصادية بين إيران والنظام السوري تنص على استرداد الديون، بعد توقيع عقود تتولى إيران بموجبها بتعدين الفوسفات بطاقة 18 مليار طن.

وتشمل الاتفاقية التنقيب على الفوسفات واستخراج النفط في 21 موقعًا بمحافظة حمص و12 موقعاً في البوكمال شرق دير الزور، إلى جانب إطلاق المشغل الخلوي الثالث بقيمة تقديرية ملياري دولار، وتخصيص عائداته لإيران لمدة 20 عامًا.

اقرأ أيضًا: وول ستريت جورنال: إيران تحد من تزويد سوريا بالنفط بأسعار رخيصة

267033049 4571897892928899 1588410527851801150 n

مليشيات إيران في المنطقة

دور المليشيات الإيرانية

في إحدى الوثائق، يوصي نائب الرئيس الإيراني بضرورة التفكير في دور الميليشيات التابعة لطهران في سوريا، بما يتناسب مع الظروف الجديدة، خصوصًا أن النظام السوري لم يعد بحاجة إلى دعم عسكري، مقارنة بما قبل 2019.

وحسب ما جاء في إحدى الوثائق، سيتم إضافة الديون المتعلقة بالقضايا العسكرية والأمنية إلى القائمة، بعد إعدادها من فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، واعتمادها من قبل وزارة الدفاع الإيرانية.

اقرأ أيضًا:  ضربات متبادلة بين إيران وأمريكا في سوريا.. الهدف أوكرانيا؟

ربما يعجبك أيضا