لماذا تخشى إيران على مكانها في إعادة إعمار سوريا؟

يوسف بنده

أظهرت إحصاءات أن صادرات إيران غير النفطية إلى سوريا بلغت 243 مليونًا و168 ألفًا و533 دولارًا خلال العام الإيراني الماضي.


وصل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي إلى دمشق، الأربعاء الماضي 3 مايو 2023، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى.

وتأتي زيارة الرئيس الإيراني لسوريا في ظل تحولات إقليمية، منها المصالحة السعودية الإيرانية والتقارب بين أنقرة ودمشق، ما يعني أن طهران تسعى لجني ثمار دعمها لدمشق عسكريًّا وأمنيًّا على مدار الفترات الماضية.

170346931 720x470 1 e1683539289358

الرئيس الإيراني في دمشق

تدني التبادل التجاري

وقعت إيران وسوريا 15 وثيقة للتعاون الثنائي، خلال اجتماع مشترك في دمشق الأربعاء الماضي، برعاية وحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيره السوري بشار الأسد.

لكن حسب موقع إيكو إيران، كشفت إحصاءات رسمية أمس الأول السبت، عن أن حصة طهران من اقتصاد سوريا لا تتجاوز 3%، وأن إيران ليست ضمن الدول الـ6 الأولى في قائمة شركاء دمشق التجاريين. وأظهرت الإحصاءات أن صادرات إيران غير النفطية إلى سوريا بلغت 243 مليونًا و168 ألفًا و533 دولارًا خلال العام الإيراني الماضي (انتهى 20 مارس).

ويرجع الأمر إلى عدة أسباب، منها الحرب ووجود القوات الأجنبية وتوقف النقل البري في بعض الممرات إلى سوريا وتفشي جائحة كورونا، إلى جانب مشكلة التحويلات المالية بين البلدين، وتوقف العمل في الخط البري الذي يربط إيران بسوريا ولبنان عبر العراق.

اقرأ أيضًا| زيارة الرئيس الإيراني لسوريا.. هل الأهداف اقتصادية؟

344394256 1189813621732986 3767995350549827736 n 1

الرئيس الإيراني في دمشق

مرحلة إعادة الإعمار

تراهن طهران على مرحلة إعادة الإعمار من أجل توسيع مصالحها الاقتصادية في سوريا، فحسب ما أوردت وكالة إرنا أمس الأحد، أعلن رئيس هيئة الطيران المدني، محمد محمدي بخش، زيادة عدد الرحلات الجوية بين إيران وسوريا ابتداءً من 5 يونيو 2023، لنقل 50 ألف مسافر سنويًّا بالأسطول الجوي لأهداف السياحة الدينية، إلى جانب رحلات أسبوعية لرجال الأعمال والنقل التجاري.

وستواجه الشركات الإيرانية منافسة قوية من الشركات الروسية والصينية والتركية والغربية في مرحلة إعادة الإعمار. وتستهدف إيران في الوقت الحالي الاستثمار في الأهداف الاستراتيجية بالنسبة لها داخل سوريا، وهي في مجال الربط السككي بين البلدين، وكذلك الموانئ البحرية وقطاع السياحة الدينية بين البلدين.

اقرأ أيضًا| الرئيس الإيراني إلى دمشق.. ما الرسالة؟

1317617161

مناجم الفوسفات في سوريا

بحثًا عن مستحقات إيران

يبدو أن هدف زيارة رئيسي لدمشق هو حصول إيران على مستحقاتها، فحسب تقرير لموقع تجارت نيوز، نشره في 2 مايو الحالي، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، إن مستحقات بلاده تقدر بـ30 مليار دولار، وإنه يخشى عدم وفاء سوريا بتسديدها، بعدما حققت استقرارًا نسبيًّا.

ووفق ما نقل موقع إيران انترنشنال في 3 مايو، أظهرت وثائق أن إيران تحصل على اليورانيوم من سوريا لتزويد معاملها النووية به من أجل تخصيبه. وطلبت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية من الحكومة السماح للوكالة باستيراد 800 ألف طن من الفوسفات من المناجم السورية، من دون دفع حصة الحكومة.

اقرأ أيضًا| هل تراهن إيران على اتفاق المصالحة مع السعودية لإنقاذ اقتصادها؟

ربما يعجبك أيضا