وساطة دولية بين «الحرية والتغيير» والمكون العسكري لحلحلة الأزمة السودانية

محمود سعيد
العلم السوداني - أرشيفية

قالت قوى الحرية والتغيير بحسب "العربية" إنها طرحت كذلك تسليم السلطة للشعب "عبر خارطة طريق واضحة".


اجتمعت المكونات المدنية، وعلى رأسها “الحرية والتغيير” والعسكرية، في السودان بعد تخطي سعر صرف الدولار حاجز الـ500 جنيه، ما تسبب في انعكاسات خطيرة على الأحوال المعيشية.

يمر السودان بأزمات سياسية ومظاهرات ضد الإجراءات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، أبرزها “فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وتجميد لجنة إزالة التمكين”، ما تعتبره قوى سياسية مخالفًا لاتفاقات المدنيين والعسكريين.

الاجتماع مع قوى الحرية والتغيير

شهد منزل السفير السعودي بالخرطوم، علي بن حسن جعفر، في العاصمة السودانية لقاء هو الأول من نوعه بين قوى “إعلان الحرية والتغيير” من جهة، والمكوّن العسكري من جهة ثانية منذ 8 أشهر، منذ إجراءات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021.

وطرحت قوى الحرية والتغيير، وهي قوى الائتلاف الحاكم السابق، في اللقاء الذي عُقد أيضًا بدعوةٍ من مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية، مولي فيي، ضرورة إنهاء الوضع القائم منذ 25 أكتوبر، وحضر الاجتماع الذي امتد 5 ساعات، من المكون العسكري محمد حمدان دقلو، وشمس الدين كباشي، ومن الحرية والتغيير الواثق البرير، وطه عثمان.

تسليم السلطة للشعب

قالت قوى الحرية والتغيير، بحسب العربية، إنها طرحت تسليم السلطة للشعب “عبر خارطة طريق واضحة، وفي إطار عملية سياسية أطرافها هي قوى الثورة والتغيير من جانب، والذين قاموا بالانقلاب من جانب آخر”، مضيفة أنها “لن تشارك في الحوار” الذي أطلقته، الأربعاء، الآلية الثلاثية المكونة من البعثة الأممية “يونيتامس”، والاتحاد الإفريقي، والهيئة الحكومية “إيجاد”.

وأشارت إلى أنها ستسلّم رؤية واضحة “لإنهاء الانقلاب وتسليم السلطة للشعب” لكلّ من الآلية الثلاثية والمجتمعين الإقليمي والدولي، بعد التشاور مع كل حلفائها من قوى المقاومة والثورة. ويشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات البرهان.

الموقف الأمريكي من اللقاء

في سياق متصل، قالت السفارة الأمريكية، في بيان، إن اللقاء جرى بغرض تبادل الأفكار حول “كيفية حلّ الأزمة السياسية والوصول لعملية سياسية تؤدّي إلى الانتقال الديمقراطي”، مرحبة بـ”التزام الطرفين لوضع مصلحة بلادهما أولًا والحوار مع أصحاب المصلحة الآخرين”، مبينةً أن هذا الاجتماع “ليس بديلًا للآلية الثلاثية، ولكن يتطابق مع دعم كل المجهودات لبناء الثقة بين الأطراف”.

مبررات مقاطعة الحوار

بدوره، برّر القيادي في قوى الحرية والتغيير، طه عثمان، بعد اللقاء، في مؤتمر صحفي بمقر حزب الأمة السوداني، مقاطعة تياره والحزب الشيوعي و”لجان المقاومة” للحوار الوطني، موضحًا أن قوى الحرية لا تتعنت في مواقفها، وأن اللقاء في منزل السفير السعودي كان شفافًا، وأن المكون العسكري أشار إلى وجود أزمة سياسية وأنه مستعد لحلها.

وأضاف: “لا عودة للشراكة بين المدنيين والعسكريين، والغياب عن الحوار السوداني الذي انطلق تحت رعاية الآلية الثلاثية معلق بعودة القوات المسلحة لمكانها الطبيعي في المؤسسة العسكرية وإقامة سلطة مدنية كاملة”.

الحوار الذي غابت عنه قوى الحرية والتغيير

انطلق الحوار المباشر بين الأطراف السودانية برعاية الآلية الثلاثية، وبمشاركة نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، وعضوي المجلس الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، والفريق ركن إبراهيم جابر، بجانب جناح ميثاق التوافق الوطني بقوى الحرية والجبهة الثورية المؤيدة لمسار 25 أكتوبر 2021، كمكونات إسلامية وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم سابقًا.

وغابت مجموعات ثورية وأحزاب أخرى معارضة، وعلى رأسها قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي”، وحزب الأمة القومي، ولجان المقاومة، والحزب الشيوعي، متجاهلين دعوة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان للمشاركة وتجاوز الخلافات مع تقديم كافة التسهيلات من قبل الجيش لضمان الوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة.

ربما يعجبك أيضا