“يورو فتوى”.. بوابة الفتنة والتطرف الإخواني عبر الهاتف!

حسام السبكي

حسام السبكي

على مدار اليوم والساعة، لا يكل ولا يمل، أصحاب الأفكار الهدامة، التي تحمل طابع الدين تارة، وطابع الشؤون الإنسانية والاجتماعية تارة أخرى، عن محاولة الوصول إلى قلوب وعقول الحيارى والمساكين، الذين أتعبتهم الحياة، وأرقهتهم بمشاكلها، وأغرقتهم بمصاعبها، فبات اللجوء لمثل تلك المنصات والمنافذ، سبيلًا لا مناص منه.

الحديث الآن، هو عن تطبيق ديني، أطلق عليه اسم “يورو فتوى”، عرف طريقه إلى أجهزة الهواتف، على اختلاف أنظمتها “أندرويد” و”IOS“، ووجد ضالته في الشباب والفتيات، مستغلًا حالة الجائحة التي أصابت حتى اللحظة أكثر من 40 مليون نسمة، وأزهقت معها أرواح ما يربو على مليون حالة عالميًا، في ظل عجز الكثير من الوسائل الطبية، والعقاقير، حتى الآن، عن الوصول إلى فك شفرة الفيروس الغامض!.

يورو فتوى

من داخل القارة الأوروبية العجوز، وقبل نحو 18 شهرًا، أُنشاء تطبيق “يورو فتوى” أو (Euro Fatwa)، من قبل ما يُعرف بـ”المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث”، وهو مؤسسة خاصة في دبلن أنشأها الإخواني يوسف القرضاوي.

وخلال فترة الإغلاق، التي شهدتها معظم دول العالم، في ربيع العام الجاري، جراء فيروس كورونا المستجد، احتل التطبيق مراتب متقدمة، بعد أن فشلت المنصات في الاستجابة لتحذيرات حكومية من إمكانية أن يكون التطبيق “بوابة للتطرف”.

وأثار تنزيله آلاف المرات خلال الحجر الصحي في جميع أنحاء القارة الأوروبية، تحذيرات من خبراء من أن المتطرفين سيستغلون فترة انتشار الوباء للتركيز على الشباب لاستمالتهم.

وتظهر الأرقام من “Apptweak” لتحليل البيانات، أن التنزيلات بلغت ذروتها في ألمانيا وفرنسا وهولندا خلال الأسابيع الأولى من عمليات الإغلاق في الربيع.

وجاء التطبيق في المرتبة 34 في قائمة أكثر التطبيقات تحميلا في فنلندا بسبتمبر الماضي، وفي الأسبوع الماضي فقط احتل المرتبة 45 في أيرلندا، كما احتل التطبيق المرتبة 55 في ألمانيا، في أكتوبر الماضي، وفي يونيو احتل المرتبة 59 بالسويد، التي كانت تتعامل مع قضايا تطرف في الأشهر الأخيرة.

وحاليًا، تواجه شركتا “جوجل” و”أبل” موجة غضب في عدد من الدول الأوروبية، مع مساع للضغط عليهما لإزالة تطبيق ابتكره تنظيم “الإخوان” الإرهابي يحرض على التطرف، احتل مراتب متقدمة في قائمة أكثر 100 تطبيق تم تحميله عبر متجريهما.

وعلى الرغم من دعوات السياسيين في جميع أنحاء أوروبا لإزالته من متاجر “أبل” و”جوجل”، فإنه لا يزال متوفرا في العديد من البلدان.

تحركات عاجلة.. وتحذيرات مشددة

خلال الآونة الأخيرة، أبدى مسؤولون في أنحاء مختلفة من أوروبا، تخوفهم، وتحذيرهم في الوقت ذاته، من التهديد الذي يمثله هذا التطبيق، والمنظمات التي تروج له.

في هذا السياق، قال المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور، وهو وكالة أمن محلية في البلاد، في وقت سابق من هذا العام، إن التطبيق هو “لبنة في عملية بناء التطرف”.

وقال السياسي البريطاني إيان بيزلي، الذي دعا المملكة المتحدة مرارا إلى حظر تنظيم “الإخوان”، إنه “غاضب جدا” من فشل شركات الإنترنت في إزالة التطبيق.

وأضاف، في تصريحاتٍ صحفية: “تظهر هذه الإحصائيات مدى دهاء الجماعات المرتبطة بالإخوان. إنهم يستغلون نقاط الضعف في وسائل التواصل الاجتماعي“.

وتابع قائلا: “من الواضح أن هناك إخفاقا تاما من جانب الحكومات في اتخاذ الإجراءات اللازمة. إذا كان عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي لا يريدون التصرف، فمن مسؤولية الحكومات التصرف من خلال تنظيم وفرض غرامات ضخمة على هذه المنصات”.

واعتبر بيزلي أنه يجب على حكومة المملكة المتحدة “عقد مؤتمر مع الدول التي يتصدر فيها التطبيق القائمة، وتحديد طريقة مشتركة لفضح هذه الجماعات المتطرفة وتقويضها”.

من جانبها، انتقدت حكومة المملكة المتحدة أولئك الذين يجعلون التطبيق متاحا للتحميل، قائلة إنها ستتخذ “إجراءات صارمة” ضد شركات التواصل الاجتماعي التي تساعد في الترويج للكراهية.

وبالرغم من ذلك، فإنه لا توجد دولة لديها الصلاحيات لحظر التطبيق، وإنما فقط لفرض عقوبات على الشركات التي يتوفر منها “يورو فتوى“.

وقال رئيس منظمة “مسلمون ضد معاداة السامية”، غانم نسيبة: “هذا يظهر بوضوح أن عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي لا يأخذون خطر التطرف ومعاداة السامية على محمل الجد. فقط عندما يتعرضون للضغط العام يتصرف هؤلاء العمالقة”.

يذكر أن القرضاوي، الذي يعيش في قطر حيث احتل التطبيق المرتبة 64 هذا العام، محظور من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بسبب آرائه المتطرفة.

جوجل وأبل

جوجل وأبل
جوجل وأبل

وفي أول رد، من عملاقي التكنولوجيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، علقت شركة غوغل على القضية في تصريحات إعلامية، بالتأكيد على أنها “تأمر بإجراء تحقيقات عند لفت انتباهها إلى القضايا“.

وأشارت إلى أنه: “بينما لا يمكننا التعليق على التطبيقات الفردية، سنتخذ إجراء سريعا ضد أي تطبيقات تنتهك سياساتنا بمجرد علمنا بها، بما في ذلك تلك التي تحتوي على كلام يحض على الكراهية“.

من جانبها، قالت شركة “أبل” إن التطبيق “لم ينتهك إرشاداتها”، مضيفة: “لقد بذلنا جهدا كبيرا في تنظيم متجر التطبيقات لتقديم أفضل تجربة للجميع.

واختتمت بالقول: “تتطلب إرشاداتنا ألا تحتوي التطبيقات على محتوى مزعج أو مسيء، مما يضمن أن متجر التطبيقات هو سوق آمن للجميع. لقد راجعنا التطبيق ولم نجد انتهاكا لإرشاداتنا”.

ربما يعجبك أيضا