10 أحداث قد تزعزع استقرار الاقتصاد العالمي في 2024

هل يستمر استقرار الاقتصاد العالمي في 2024؟

آية سيد
10 أحداث قد تزعزع استقرار الاقتصاد العالمي في 2024

10 أحداث كبرى قد تهدد الاقتصاد العالمي وتعرقل الازدهار في 2024.


في بداية 2023، واجه الاقتصاد العالمي تهديدات متعددة في مختلف القارات. لكن العام مرّ دون حدوث كوارث، ومع ختامه، بدا الاقتصاد مستقرًا إلى حد كبير.

إلا أن الاستقرار لا يدوم، وحسب تقرير للكاتب ماثيو لين بصحيفة “التليجراف” البريطانية، اليوم الأحد 31 ديسمبر 2023، توجد 10 أحداث كبرى قد تهدد الاقتصاد العالمي وتعرقل الازدهار في 2024.

عودة ترامب

حقق دونالد ترامب بعض الإنجازات المهمة خلال فترته الرئاسية السابقة، منها خفض معدل ضريبة الشركات غير التنافسية، والحد من الروتين الحكومي وتدشين مناطق استثمارية، والبدء في محاولة حماية الاقتصاد من الصين.

5 انتخابات تشكل مستقبل أوروبا في 2024

دونالد ترامب

لكن المشكلة، وفق لين، هي أن الولاية الثانية لترامب ستكون مُختلفة، لأن وعده الاقتصادي الرئيس هو فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على كل الواردات، وهي سياسة ستُغرق العالم في كساد على غرار الثلاثينات، وكذلك قد يقلص دعم أوكرانيا بدرجة كبيرة، وقد تؤدي سياساته أيضًا إلى ركود عالمي.

والمشكلة الأكثر إثارة للقلق هي عدم فوز ترامب، الذي لا يكترث للدستور، وحينها قد يشكل مؤيدوه الغاضبون أكبر تهديد على الجمهورية الأمريكية منذ تأسيسها، وإذا فاز جو بايدن سيدخل البيت الأبيض وهو يواجه عدة تهديدات قانونية، وينفق المزيد على برنامج الدعم الأخضر الذي يشوه الأسواق العالمية.

فوز روسيا بالحرب

مع نهاية العام الحالي، يتعثر الجيش الأوكراني في حرب استنزاف مع عدو أكبر بكثير، والولايات المتحدة وأوروبا تفقدان الاهتمام، لكن الحروب تنتهي فجأة وبطريقة فوضوية.

وحسب الكاتب البريطاني، لم يعد بوسعنا استبعاد إمكانية الانتصار الروسي، خاصة إذا نجحت روسيا في شن هجوم ضد الخطوط الأوكرانية الضعيفة في الربيع.

وهذه ستكون صدمة مُماثلة لما حدث في فبراير 2022، وحينها سترتفع أسعار السلع الأساسية، خاصة القمح، في ظل سيطرة الكرملين على الإمدادات العالمية، والأسوأ من ذلك، سيفرض ذلك تهديدًا مباشرًا بنشوب صراع أوسع، قد يشمل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

إغلاق الممرات البحرية

كان قرار كبرى شركات الشحن العالمية بتحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح بمثابة تذكير بمدى اعتماد العالم على مضيق باب المندب. لكن الهجمات التي يطلقها الحوثيون جعلت الطريق الحيوي محفوف بالمخاطر.

10 أحداث قد تزعزع استقرار الاقتصاد العالمي في 2024

سفينة شحن تابعة لميرسك

وإذا خرج عن الخدمة، سيضيف مئات الملايين إلى تكلفة اللوجيستيات، ما يخلق عجزًا في الإمداد، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الوقت الذي اعتقدنا أن التضخم أصبح تحت السيطرة.

ولفت لين إلى أن المشكلة الحقيقية هي أن هذه الهجمات تسلط الضوء على هشاشة بعض طرق الشحن، ما يُعرّض التجارة العالمية لخطر الإغلاق، الذي سيؤدي بدوره إلى نقص الإمدادات، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي في غضون أسابيع، ويؤدي إلى كساد عالمي شامل.

تسليح الصين لصفر انبعاثات

رغم أننا اعتدنا على التحذيرات بشأن التهديد الذي يشكله تغير المناخ على الاقتصاد العالمي، أشار الكاتب البريطاني إلى ظهور تهديد من نوع آخر، وهو خطر استخدام الصين لصافي صفر انبعاثات كسلاح.

هذا لأنه تحت حكم الرئيس، شي جين بينج، تهييء الصين نفسها لتصبح المزود الأساسي للبنية التحتية للطاقة الخالية من الكربون، وتنتج الصين 80% من ألواح الطاقة الشمسية، ونصف مواد إنتاج البطاريات، وقد تستطيع الصين إبقاء العالم رهينة لها عبر سيطرتها على تكنولوجيا صفر انبعاثات.

وصحيح أن الرئيس بايدن، والاتحاد الأوروبي، يحاولون مواجهة ذلك عن طريق بناء القدرة في الطاقة الخضراء، لكن ربما فات الأوان.

حصار تايوان

تتصاعد التوترات بين الصين وتايوان منذ سنوات، وقد تؤدي الانتخابات، المُقررة في يناير 2024، التي تشهد سباقًا متقاربًا بين الحزب الديمقراطي التقدمي الموالي لواشنطن، وحزب الكومينتانج الأكثر ميلًا لبكين، إلى وصول التوترات لذروتها.

10 أحداث قد تزعزع استقرار الاقتصاد العالمي في 2024

جنود تايوانيون

إلا أن الغزو الشامل مُستبعد نسبيًا، وفق لين. لكن إذا أرادت الصين فرض ضغط حقيقي على تايوان، فإن الحصار البحري هو الخيار الأكثر ترجيحًا. وإذا توقفت الصادرات، سيشعر الاقتصاد العالمي بالتأثير سريعًا.

وأشار الكاتب إلى أن تايوان تصنّع 60% من إنتاج الرقائق العالمي و90% من الرقائق الأكثر تطورًا، التي لا يمكن تصنيعها في أي مكان آخر.

الاختراق المدعوم بالذكاء الاصطناعي

حسب لين، تشمل المخاطر الفورية التي يشكلها الذكاء الاصطناعي زيادة ضعف الاقتصاد العالمي أمام الهجمات السيبرانية الكبرى.

ورغم أن الاختراق وهجمات التصيد الاحتيالي تخترق جدران الحماية والأنظمة الأمنية في البنوك، والشركات والمؤسسات الحكومية بنحو شبه يومي، قد يعزز الذكاء الاصطناعي ذلك، ويجعل من الأسهل بكثير جمع البيانات اللازمة لاختراق الأنظمة الأمنية.

وبالمثل، قد يساعد الذكاء الاصطناعي في انتحال الشخصيات بسهولة نسبية، أو خلق هويات مزيفة يمكنها اختراق منظومات المعلومات الحساسة. وهذا قد يؤدي إلى إغلاق الأنظمة المالية، أو إخضاع البنوك رهينة لدى عصابات المخترقين، أو إجبار الحكومات على تقديم تنازلات لقوى معادية، أو انهيار أنظمة التجارة العالمية بهدف نشر الفوضى والارتباك.

انهيار الأسهم الخاصة

لفت الكاتب البريطاني إلى أن أحد الأمور التي نعرفها عن شركات الأسهم الخاصة هي أنها تحب أن تُثقل كاهلها بالديون. وتكلفة ذلك الدين ارتفعت 5 أضعاف على الأقل خلال العامين الأخيرين. وعندما يتعين إعادة تمويلها، ستحدث الكثير من المشكلات.

وأشار إلى أننا نشهد اللمحات الأولى لذلك في شركات مثل سلسلة متاجر موريسونس، التي استحوذت عليها شركة أسهم خاصة بسعر زهيد في 2021، وشرعت في تخفيضات شديدة للتكلفة للتعامل مع قروضها. لكن هذا سيتضاعف مع مرور الوقت في بعض الشركات الأكبر.

وإذا تعثرت إحدى شركات الأسهم الخاصة الكبرى عن سداد ديونها، ستكون الخسائر ضخمة للدرجة التي تشكل خطرًا شاملًا على النظام المالي بأكمله.

ركود ألماني شديد

يواجه الاقتصاد الألماني مشكلات عميقة، وتشير معظم التوقعات إلى ركود معتدل، لكن حسب لين، في ظل طلب المحكمة الدستورية تخفيضات ضخمة في الإنفاق، قد يتدهور الأمر أكثر، وقد تتجه ألمانيا إلى تراجع هيكلي شديد.

وبصفتها رابع أكبر اقتصاد في العالم، سينعكس ذلك عالميًا، وسيؤدي إلى تراجع منطقة اليورو وانخفاض العملة، وارتفاع الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني.

انهيار سوق الأسهم في الهند

تحاول الهند اللحاق بجارتها، الصين، وأصبحت بالفعل خامس أكبر اقتصاد في العالم، وسابع أكبر سوق أسهم عالميًا، حسب القيمة السوقية الإجمالية. وأوضح لين أن رؤوس الأموال العالمية تتدفق إلى الهند، للاستفادة من نموها القوي، وكبديل للعائدات الهزيلة التي تحققها الأسهم الصينية.

لكن المشكلة بشأن الأسواق الناشئة هي أنها متقلبة بشدة. وشركات الهند الكبرى عبارة عن شبكة من العلاقات المتقاطعة والشخصية المعقدة، ومن الصعب للغرباء تقدير قيمتها الحقيقية بدقة، وأشار الكاتب إلى أنه إذا انهارت سوق الأسهم في الهند، ستمتد الخسائر إلى جميع أنحاء العالم بسرعة كبيرة.

انتصار ميلي في الأرجنتين

بدأ الرئيس الأرجنتيني التحرري المتطرف الجديد، خافيير ميلي، انطلاقة عظيمة، عبر خفض قيمة البيزو، وإغلاق عدد من الوزارات، وإصدار 300 مرسوم لإلغاء القواعد التنظيمية في أسواق الإسكان والعمل والمنتجات. وحسب لين، الخطر الحقيقي هنا ليس انهيار الأرجنتين، بل نجاح إصلاحات ميلي.

إنفوجراف| الرئيس الأرجنتيني الجديد يخفض عملة بلاده

إنفوجراف| الرئيس الأرجنتيني الجديد يخفض عملة بلاده

فإذا انتشرت نسخة ميلي التحررية، قد تُلهم الناخبين الآخرين حول العالم للتخلص من عبء البيروقراطيات التي تتسم بالضرائب المرتفعة، وانعدام الكفاءة، ما يطلق العنان لموجة من الإصلاحيين المُتطرفين، وهذه العملية ستكون مُزعزعة للاستقرار.

ربما يعجبك أيضا