86 عامًا من الريادة والإنجازات.. مصر تحتفل بـعيد الإعلاميين

حسام السبكي

كتب – حسام السبكي

تحل غدًا، الذكرى السادسة والثمانون، لإطلاق الإذاعة المصرية، التي استشرفت أولى برامجها في الحادي والثلاثين من مايو عام 1934، والتي كانت محطة فارقة في العمل الإعلامي المصري والعربي على حدٍ سواء، ونافذة مصرية أخرى إلى جانب الصحافة المقروءة على العالم، مهدت فيما بعد، وفي عامها الخمسين، إلى تدشين يومٍ مميز للإعلام الوطني، عُرف بـ”عيد الإعلاميين”، وهو ما تحتفل به مصر، غدًا الأحد، لتجمع به بين عيدي الإذاعة والإعلام المصريين.

عيد الإعلاميين

كما أسلفنا في المقدمة، فعلى صوت كوكب الشرق أم كلثوم، وهي تنشد بكلماتٍ حماسية: “يا صوت بلدنا.. يا صوت جهادنا.. اعلى ودوي يا صوت بلدنا”، انطلقت الإذاعة المصرية، في 31 مايو عام 1934، لتؤدي دورها الرائع في دعم ومساندة الدولة المصرية، وحتى اليوم.

وتكريمًا للرواد والمتميزين، وإيمانًا بدور الإعلام الوطني الكبير في تشكيل وعي ووجدان المصريين وتنوير العقول، قرر القائمون على العمل الإعلامي على أرض المحروسة، أن يكون الاحتفال باليوبيل الذهبي للإذاعة المصرية، مميزًا ومختلفًا، حيث دشنت مصر في 31 مايو 1984 ليكون عيدًا للإعلاميين، ليُحتفى به في ذات اليوم من كل عام.

وعبر تاريخه الطويل والعريق، لعب الإعلام المصري دورا كبيرا ومفصليا في الكثير من الأحداث، حيث يسلط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع ويحرص على حسن الأداء فيها ومعالجتها وفقا للمعايير المهنية، إنصافا للحقيقة من جهة، وخدمة لمشاغل الناس واهتماماتهم من جهة أخرى، لذلك نجده دائما المتصدر في التصدي لمختلف الأزمات التي تواجه المجتمع.

وقد لعبت الإذاعة المصرية ومن بعدها التليفزيون دورا كبيرا ليس فقط في مجال التعليم والتوعية والتثقيف والترفيه، بل تعداه إلى جانب السياسي والقومي في دعم حركات التحرر بالوطن العربي وأفريقيا.

وها هو الإعلام المصري، يكمل اليوم مسيرته، في مواجهة فيروس كورونا “عدو البشرية الأول”، من خلال نقل المعلومة الموثقة والموثوقة، والمستندة إلى مصادرها الأصلية، سواءً عن عدد الاصابات والمتوفين والمتعافين أو عن الإرشادات الصحية الكفيلة بمواجهة انتشار الفيروس وسبل التعامل معه.. إضافة إلى صد الشائعات التي يتم نشرها سواء بقصد أو بدون قصد.

احتفال مميز

اختارت الإذاعة المصرية، في احتفالها بعامها الـ86، أن يكون مميزًا، حيث من المقرر أن يتضمن الاحتفال، التركيز على دور الإذاعة منذ نشأتها في عام 1934، وأهميتها كوسيلة تواصل مع المواطنين لاتزال لها بريقها وخصوصيتها في توصيل المعلومات والتواصل، إلى جانب بث عدة مقاطع من أعمال تراثية إذاعية لها تأثير واضح في نفوس المستمعين.

كما تستضيف المحطات كبار الإذاعيين ممن لايزالون على قيد الحياة للحديث عن تطور العمل الإذاعي على مدار السنوات الطويلة لعمر الميكرفون الحكومي ومنهم الإذاعي فهمي عمر وأمينة صبري وصالح مهران ومحمد مرعي وغيرهم من كبار الإذاعيين.

من جانبها، قامت الصحفية سها سعيد في كتابها “نجوم ماسبيرو يتحدثون” بجزئيه الأول والثاني بمناسبة عيد الإعلاميين الـ 86، بتوثيق مشوار رواد الإذاعة والتليفزيون من أمثال الإذاعي كامل البيطار، والإذاعية د. هاجر سعد الدين في رسالة حقيقية للإعلاميين الشباب.

تاريخ عريق

على هامش احتفال مصر بعيد الإعلاميين، استعرض أسامة هيكل وزير الدولة لشؤون الإعلام، التاريخ الطويل للإذاعة المصرية، والذي بدأ مع إطلاق أول إذاعة في المنطقة العربية والشرق الأوسط حيث جاء صوت مصر ناطقاً عبر الأثير ” هنا القاهرة ” يوم 30 مايو 1934 .. وأصبحت مصر منذ هذا التاريخ هي رائدة الإعلام في المنطقة .

وكانت لمصر الريادة أيضًا، حيث كانت الدولة الأولى بالمنطقة التي تطلق نظاماً للمعلومات تحت اسم “مصلحة الاستعلامات” عام 1954، كما كانت كذلك، الدولة الأولى بالمنطقة التي تطلق وكالة أنباء وطنية، حيث أنشأت وكالة أنباء الشرق الأوسط عام 1956.

في نوفمبر 1952 أنشئت “وزارة الإرشاد القومي” كأول وزارة للإعلام في تاريخ مصر، وتم تغيير اسمها إلى “وزارة الثقافة والإرشاد القومي”، ومرة أخرى عادت لتحمل اسم “وزارة الإرشاد القومي” حتى عام 1970، حيث تم ضم قطاعي الثقافة والإعلام مرة أخرى في سياق المتغيرات التي سادت تلك الفترة.

وفي 1982 صدر قرار جمهوري أصبحت للإعلام وزارة مستقلة تحت مسمى “وزارة الدولة للإعلام”، وفي عام 1986 أصبحت وزارة كاملة لتستقر أوضاع وزارة الإعلام من النواحي الإدارية والقانونية والتشريعية.

وفي 2017.. تم إعلان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام، وذلك تفعيلا للدستور المصري وطبقاً لنصوص ومواد القانون 92 لسنة 2016.

كما شهد عام 2017 ايضا .. تأسيس نقابة الإعلاميين وهو الحلم الذي طال انتظاره وحاربت من أجله أجيال.. ويعول على النقابة الوليدة الاهتمام بحقوق الإعلاميين والارتقاء في الوقت ذاته بمستوى المهنة، من خلال الالتزام بميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهني، التي تم إقرارها.. لتكون الضامن لالتزام الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية بكل مكوناتها بالقواعد الأخلاقية المهنية.

تقدير وثناء

حرصت القيادة السياسية المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أن تكون أولى المهنئين بعيد الإعلاميين، وهو ما نقله وزير الإعلام في تصريحاته اليوم، حيث ذكر أن الرئيس السيسي يشيد بجهود الإعلام الوطني، معربًا عن أمنياته الطيبة بمزيد من التطور في الإعلام المصري، باعتباره شريكاً رئيسياً في عملية التنمية التي تشهدها مصر، وباعتباره مرآة تعكس للشعب الجهد الذي يبذله الرئيس والحكومة، وكذلك تعكس نبض الشعب للرئيس والحكومة.

وكان السيسي قد أشاد في وقتٍ سابق بدور الإعلام، في تغطية أزمة كورونا، حيث ذكر خلال لقائه بعدد من سيدات مصر بمناسبة يوم المرأة المصرية، مارس الماضي، أن الإعلام قام بدور عظيم جدا في توضيح الصورة وصد الشائعات التي يتم نشرها سواء بقصد أو بدون قصد لكي نعطي الصورة الحقيقية للمواطن المصري.

وفي وقتٍ سابق، وجه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، الشكر والتقدير للإعلام المصري على ما يبذله من جهود حثيثة في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن الإعلام تحمل المسؤولية بصورة كبيرة جدا.

وأشاد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بجهود الإعلام في أزمة كورونا، وقال: “بدون التكثيف الإعلامي لنشر الوعي حاليا لما نفذ عدد كبير من المواطنين الإجراءات الاحترازية للدولة”.

من جانبه، هنأ حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الإعلاميين بمناسبة عيدهم السادس والثمانين.

وأكد زين أن الهيئة الوطنية للإعلام بتكاتف أبنائها قادرة على مواصلة دورها في تقديم المساندة الإعلامية لكافة مؤسسات الدولة المصرية في مسيرة التنمية والبناء والاستقرار، وفي حربها ضد الإرهاب الأسود.

وأشار إلى المسؤلية الكبيرة الملقاة على عاتق أبناء الهيئة الوطنية للإعلام في تقديم نموذج إعلامي تنموي توعوي يحترم عقل المشاهد ويزيد الوعي وينير العقول ويعلي من قيم مجتمعنا، إعلاما يتمتع بالشفافية والمصداقية وحرية الرأي والتعبير المسؤولة.

ربما يعجبك أيضا