خطة حكومية هولندية لمواجهة الوباء القادم.. هل تعلمنا «درس كورونا» الصعب؟

سحر رمزي

يتوقع مجلس الوزراء الهولندي أن هناك جائحة قادمة، لكن من غير المعروف متى ومدى تأثيرها.


وافق مجلس الوزراء الهولندي برئاسة مارك روته على الخطوط العريضة لخطة وضعها وزير الصحة، أرنست كويبرز، استعدادًا لمواجهة ما أطلق عليه الوباء المقبل، وأرسلها للعرض على مجلس النواب.

لكن العديد من الخطوات الملموسة لهذه الخطة لا تزال مفقودة حسب ما ذكرت صحيفة “AD” في تقرير نشرته الخميس 14 إبريل 2022، التي أوضحت أن خطة كويبرز تركز على ضرورة إنتاج الأدوية واللقاحات ومعدات الحماية الطبية بالقرب من هولندا في المستقبل.

من أجل مواجهة سريعة وحاسمة مع الفيروس القادم

أحد جوانب خطة وزير الصحة لرفع ما يسمى بالتأهب للوباء إلى مستوى أعلى على نحو دائم، على المبدأ الأساسي هو أن هولندا ستكون قادرة على الاستجابة والمواجهة “بحسم وسرعة” لتفشي فيروس جديد في المستقبل، بحيث تكون الرعاية قابلة للتوسيع بسرعة ومرونة خلال جائحة فيروس كورونا المستجد.

وحسب وزير الصحة كان هناك، من بين أمور أخرى، أماكن قليلة جدًا لرعاية المرضى المصابين بأمراض خطيرة في العناية المركزة، وفي السنوات القادمة يجب حل الأزمة وزيادة غرف العناية المركزة، لذلك رصد مبلغ سنوي قدره 300 مليون يورو لتنفيذ الخطة الإجمالية، على أن يرتفع ذلك المبلغ سنويًّا.

مشاكل كبيرة واجهت البلاد خلال جائحة كورونا

يتوقع مجلس الوزراء الهولندي أن هناك جائحة قادمة، لكن من غير المعروف متى ومدى تأثيرها. وتشير الصحيفة إلى أنه خلال جائحة كوفيد-19 التي بدأت منذ أكثر من عامين، ظهرت مشاكل كبيرة في هولندا. على سبيل المثال، في البداية وجد عدد قليل جدًا من أغطية الفم وغيرها من معدات الحماية لموظفي الرعاية الصحية، من بين أشياء آخرى.

في الوقت نفسه، غمرت المستشفيات مرضى كورونا المصابين بأمراض خطيرة، وأصيب العديد من كبار السن في دور رعاية المسنين. ولم تكن اختبارات اللقاحات والكورونا متوفرة في البداية. وواجهنا نقصًأ كبيرًا في جميع هذه العناصر في جميع أنحاء العالم، ما جعل من الصعب للغاية شرائها في الخارج.

هل تتعلم هولندا من الدرس الصعب؟

خطة وزارة الصحة جاءت بعد اجتماع برلماني عقد الاثنين الماضي كشفت فيه الأحزاب السياسية عن مخاوفها بشأن النظام الصحي بهولندا، مشددين على أن درس كورونا كان الأصعب على البلاد، في ظل النقص الكبير في أسرة وحدات العناية المركزة، والكمامات والأدوية في المستشفيات والمخازن.

ولكن الكاتبة نيلز كلاسن تقول في مقال نشرته صحيفة AD يوم الاثنين 11 إبريل، إنه ليس من السهل إعداد الرعاية الصحية الهولندية للوباء المقبل، رغم أن الجميع يريد ذلك بالطبع، موضحة أن زيادة سعة العناية المركزة أمرًا صعبًا بسبب نقص الموظفين، كذلك فإن إنتاج أغطية الفم أو الأدوية في هولندا لا يزال قيد الدراسة.

 

خلال الاجتماع البرلماني الهولندي، أطلق حزب “من أجل الحرية” اليمني المتطرف مبادرة تهدف إلى قوى سوق أقل وإدارة أكثر مركزية، لكن كلاسن تشدد على صعوبة تفادي أهم دروس كورونا وهو الاعتماد أقل على الدول الأجنبية وقدرة أكبر على التعاون الدولي.

وطالب وزير الصحة بضرورة النظر للايجابيات والسلبيات في كل ما تعرضت له هولندا وقت أزمة كورونا، وقال إن الحل يأتي تدريجيًّا دون تشكيل معاناة على العاملين أو على كاهل الدولة، لذلك يفضل الوزير اختيار نموذج مرن، عبر زيادة سعة العناية المركزة مؤقتًا بمساعدة جنود الاحتياط أو طلاب الطب أو مرضى العيادات الخارجية الآخرين.

ربما يعجبك أيضا