الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من الحسم.. ما السيناريوهات المحتملة؟

آية سيد

يشتد القتال في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، ويعتقد المسؤولون الغربيون أن الحرب وصلت إلى مرحلة حاسمة ستحدد نتيجة الصراع.


تكثّف روسيا هجومها على إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، بينما تناشد أوكرانيا الغرب لإرسال المزيد من الأسلحة لمساعدتها في التصدي للقوات الروسية.

وبحسب مصادر مطلعة على الاستخبارات الأمريكية والغربية، يعتقد مسؤولو استخبارات وعسكريون غربيون، أن الحرب الروسية الأوكرانية وصلت إلى مرحلة حاسمة قد تحدد نتيجة هذا الصراع، بحسب سي إن إن.

لحظة محورية

أشارت سي إن إن إلى أن اللحظة المحورية قد تفرض قرارًا صعبًا على الحكومات الغربية، التي قدمت دعمًا لأوكرانيا بتكلفة متزايدة على اقتصاداتها ومخزونها الوطني من الأسلحة. ومقرر أن يترأس وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، اليوم الأربعاء، مجموعة عمل من 50 دولة تقريبًا لبحث الأزمة، ومتوقع أن تعلن واشنطن حزم إضافية من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا، وفق مسؤول دفاعي أمريكي بارز.

وعن هذه المرحلة الحاسمة من الحرب، قال مسؤول بارز في الناتو: “أعتقد أننا أوشكنا على الوصول إلى المرحلة التي سينجح فيها أحد الطرفين. إما سيصل الروس إلى سلوفيانسك وكراماتورسك، أو سيوقفهم الأوكرانيون هنا”، موضحًا أن صمود أوكرانيا أمام هذا العدد من القوات الروسية، سيكون أمرًا مهمًا.

3 نتائج محتملة

يتوقع المسؤولون الغربيون 3 سيناريوهات محتملة، وفق سي إن إن. السيناريو الأول هو استمرار روسيا في تحقيق مكاسب تدريجية في مقاطعتين رئيستين في الشرق. أما الثاني فهو احتمالية وصول المعارك إلى طريق مسدود يستمر لشهور أو ربما سنوات، ما يؤدي إلى خسائر ضخمة لكلا الجانبين وأزمة بطيئة التطور تواصل استنزاف الاقتصاد العالمي.

السيناريو الثالث يعتبره المسؤولون الأقل ترجيحًا، فهو أن تعيد روسيا تحديد أهدافها الحربية، وتعلن أنها حققت النصر وتحاول تخطيط نهاية للقتال. ويخشى المسؤولون الأمريكيون أنه إذا استطاعت روسيا تعزيز بعض مكاسبها في الشرق، فربما يستطيع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في النهاية استخدام تلك الأراضي كنقطة انطلاق للتقدم أكثر في أوكرانيا.

الحرب الروسية الأوكرانية

تصاعد الدخان من مدينة سفرودونيتسك

مدينتان رئيستان

أوضحت سي إن إن، أن القتال يتركز في الوقت الحالي أنه في الوقت الحالي، في مدينتين رئيستين على جانبي نهر سيفرسكي دونتس، وهما سفرودونيتسك وليسيتشانسك، وأن المقاتلين الأوكرانيين شبه محاصرين بالكامل في سفرودونيتسك.

ورغم أن المحللين الغربيين يعتقدون أن أوكرانيا لديها فرصة أفضل في الدفاع عن ليسيتشانسك، التي تقع على أرض مرتفعة، توجد علامات مُقلقة على أن الروس يحاولون قطع خطوط الإمداد عن المدينة عبر التقدم من الجنوب الشرقي. في هذا السياق، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، إن المدينتين “تحسمان مصير إقليم دونباس، بطرق متعددة”.

نقص الأسلحة

حث زيلينسكي الغرب على إرسال المزيد من الأسلحة لمنع تقدم الروس، منوهًا بأن المساعدات الغربية “يجب أن تأتي على نحو أسرع” إذا كان حلفاء أوكرانيا يريدون وضع حد لطموحات روسيا الإقليمية. وبحسب تغريدة لمستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، تحتاج أوكرانيا ألف مدفع هاوتزر عيار 155 مم، و300 راجمة صواريخ متعددة، و500 دبابة، وألفا عربة مدرعة، وألف طائرة مسيرة.

وتنتظر أوكرانيا البت في طلبها بعد اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل اليوم، 15 يونيو. وأشارت سي إن إن، إلى أن أوكرانيا تعاني نقصًا في الأسلحة الثقيلة والإمدادات الأساسية على حد سواء. وذكرت المصادر المطلعة أن جزءًا من المشكلة يكمن في نفاد الذخيرة السوفيتية القديمة التي تناسب المنظومات الحالية، وصعوبة تدريب المقاتلين الأوكرانيين على استخدام المنظومات الغربية.

قلق غربي من استمرار الحرب

بحسب سي إن إن، لا يرى المسؤولون الأمريكيون والغربيون أي علامة على أن التزام بوتين بمتابعة الحرب المكلفة تراجع. وقال مسؤول الناتو: “من ناحية الأهداف الاستراتيجية لبوتين في أوكرانيا، لا نرى أي علامات على أنها تغيرت، وبوتين لا يزال يعتقد أنه سينجح في النهاية وسيسيطر فعليًا أو سيكسب نوعًا من السيطرة السياسية على أوكرانيا”.

التزام الغرب قد لا يظل كما هو، فمع استمرار القتال، ترتفع التكلفة على الحكومات الغربية، وأصبحت بعض الحكومات قلقة من أن تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا قد يستنفذ المخزون الوطني الضروري لدفاعاتها. وإلى جانب هذا، بدأ ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم في التأثير في المواطنين العاديين، وتحول الانتباه الإعلامي بعيدًا عن القتال. ويخشى بعض المسؤولين أن الدعم الغربي لأوكرانيا قد يضعف.

روسيا تتقدم في الشرق

الحرب الروسية الأوكرانية

أوردت أسوشيتد برس أن القوات الروسية حققت مكاسب في إقليم دونباس، بالسيطرة على 95% من لوهانسك وتقريبًا نصف دونيتسك. وتسيطر القوات الروسية على ساحل بحر آزوف بالكامل، الذي يشمل ميناء ماريوبول الاستراتيجي، ومنطقة خيرسون التي تُعد بوابة رئيسية للقرم، وجزء كبير من منطقة زابوريجيا التي قد تساعد في التقدم أكثر داخل أوكرانيا.

وفي هذا الصدد، أعرب مسؤولون أوكرانيون وغربيون عن قلقهم من أن موسكو قد تحاول تركيز هجومها على منطقة دنيبرو الصناعية المزدحمة بالسكان، وهو تقدم قد يقسم أوكرانيا إلى نصفين ويشكل تهديدًا جديدًا لكييف.

ربما يعجبك أيضا