خط سكك حديد يضع إيران على مسار حركة التجارة بين دول «بريكس»

يوسف بنده

نشطت حركة الترانزيت عبر إيران مؤخرًا، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ما عزز من أهميتها في حركة التجارة بين دول مجموعة "بريكس".


قدمت إيران طلبًا رسميًّا الأسبوع الماضي للانضمام إلى دول “بريكس”، في وقت تعززت مكانة المجموعة عالميًّا، خصوصًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وتضم “بريكس” الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وكان الهدف منها تأسيس نظام موازٍ للنظام المالي العالمي حاليًّا، خصوصًا أن روسيا والصين من الدول الفاعلة في تغيير موازين القوى في العالم.

«بريكس بلس».. ما آفاق توسيع المجموعة؟

دول “بريكس” لا يشملها تحالف سياسي ولا حدود جغرافية مشتركة، وتتحرك وفق رغبتها بالتأثير في التجارة العالمية، ما أوجد خطة لإضافة دول جديدة بما يسمى “بريكس بلس”، وعبّرت عدة دول عن اهتمامها بعضوية المجموعة، منها مصر وإيران ونيجيريا وسوريا واليونان وتركيا، وأعلنت الصين وروسيا أيضًا ترحيبهما بالسعودية والأرجنتين للانضمام إليها.

ويعزز تمركز أعضاء المجموعة في آسيا، إضافة إلى انضمام دول خليجية وأوروبية إليها، من مكانة منطقة أوراسيا في مستقبل القوى الاقتصادية والسياسية الصاعدة، وكذلك يفتح المجال أمام تنشيط حركة الترانزيت وممرات التجارة من آسيا وأوروبا عبر الدول الوسيطة، وأقر مجلس الأمن القومي الروسي، في تقرير نشره 15 يونيو 2022، يأن توسيع “بريكس” يساعد في تعزيز مكانتها عالميًّا.

637911655201827582

ممر سكك حديد KITI

تسعى إيران إلى التحول إلى حلقة وصل تربط دول “بريكس” في آسيا وأوروبا، استغلالًا لموقعها الجغرافي المطل جنوبًا على الخليج العربي والمحيط الهندي، وشمالًا على آسيا الوسطى ودول بحر قزوين، فضلًا عن الحدود البرية المشتركة مع تركيا، الدولة المحاذية لأوروبا.

ولذلك قطعت إيران أشواطًا في تطوير التعاون في مجال السكك الحديدية مع عدد من البلدان الآسيوية، ومنها ممر KITI الذي يمر عبر كازاخستان وتركمانستان وإيران وتركيا، ليربط تجارة الصين بأوروبا. وتكمن أهمية هذا الممر في أنه يشتغرق وقتًا أقل في نقل البضائع من الصين وآسيا الوسطی إلى الشرق الأوسط وأوروبا بمعدل 20 يومًا، وخفض الكلفة بواقع 900 دولار للحاویة تقريبًّا.

إيران تستغل الفرصة

أدت الحرب في أوكرانيا إلى غلق طريق “الصبن-روسيا-أوروبا” ما عزز من مكانة ممر سكك حديد KITI. ونظرًا لارتفاع حجم التجارة بين الصين وأوروبا، ظهرت الحاجة إلى طرق آمنة للتبادل التجاري، ما استغلته إيران لتعلن رسميًّا تدشين الممر الجديد، واستقبل الرئيس إبراهيم رئيسي، يوم 19 يونيو 2022، أول قطار ترانزيت للحاويات قادمًا من الصين نحو تركيا ودول أوروبا.

ويلعب انخفاض التكلفة والأمن من المخاطر دورُا في دعم هذا الممر، فقبل ذلك كانت البضائع الكازاخستانية تذهب إلى ميناء باكو ثم إلى تركيا عن طريق قطار”باكو- تبليسي- قارص”، ولكن بعد زيادة تكاليف الشحن، حل خط السكك الحديدية الإيراني محل الممر البحري السابق من كازاخستان إلى تركيا.

نحو الطاقة

تعد الدول المؤسسة لمجموعة “بريكس” صاعدة اقتصاديًّا ما يعزز من أهمية الطاقة والحصول عليها، لتعزيز قدرتها في مواجهة القوى الأوروبية والأمريكية. وعُقد أول منتدى للتعاون في مجال الطاقة لمجموعة بريكس في العاصمة الصينية، بكين، يوم 21 يونيو 2022. وكان موضوعه تعميق التعاون في مجال الطاقة وتسهيل التحول الأخضر والتنمية.

وخلال المنتدى، قال الرئيسي الإيراني إن بلاده مستعدة لتوظيف قدراتها وإمكاناتها كافة للربط بين دول المجموعة وممرات الطاقة والأسواق الدولية، وبالطبع تعد إيران من الدول المهمة في توريد الطاقة، ما يعزز مكانتها بين دول “بريكس” من خلال موقعها في الربط بين آسيا وأوروبا، وما لديها من قدرات هائلة من النفط والغاز، حسب وكالة “فارس” الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا