مستشار ألمانيا في جولة بمنطقة الخليج.. ماذا تحمل أجندته؟

يخوض المستشار الألماني، أولاف شولتز، جولة بدول منطقة الخليج، غدًا وبعد غد السبت والأحد 24 و25 سبتمبر 2022، في أول زيارة من نوعها منذ توليه منصبه.

وعلى أجندة شولتز خلال زيارته للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، ملفات اقتصادية وسياسية وأمنية، تتزامن مع تصعيد محتمل في الحرب الروسية الأوكرانية التي تضرب استقرار الاقتصاد الألماني، ويراها مراقبون نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات.

تصحيح مسار العلاقات

عد المراقبون زيارة أولاف شولتز تصحيحًا لمسار العلاقات بين ألمانيا والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، بعد مدة من فتور العلاقات انعكست على حجم التبادل التجاري، الذي واصل انخفاضه من  9.9 مليار يورو في 2015 إلى 5.5 مليار يورو في 2021، حسب موقع قناة “دويتشه فيله“.

وتأتي الزيارة في وقت تعيد فيه ألمانيا ترتيب أولوياتها على وقع الحرب في أوكرانيا، وتتصاعد فيه الأصوات داخل الائتلاف الحكومي لتغيير الموقف الألماني من المملكة، وعلى رأسها إزالة الحظر المفروض على صادرات الأسلحة الألمانية الموجهة إلى مناطق النزاع، نظرًا إلى قيادة السعودية والإمارات لتحالف دعم الشرعية في اليمن.

الأزمة في اليمن

إدراك التهديد الإيراني على أمن دول المنطقة، ومن بينها الدول الخليجية، برز كذلك نتيجة للحرب. ومن المنتظر أن تنشغل ألمانيا بأمن منطقة الخليج كمورد رئيس للنفط والغاز إلى السوق الأضخم أوروبيًّا، واعتبرت صحيفة “الرياض” السعودية، استقبال شولتز لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، أول مؤشرات تغير المقاربة الألمانية للأزمة اليمنية.

ويلقى دعم الحكومة الشرعية تأييدًا في أوساط النخب السياسية الألمانية، التي ما زالت مترددة في تحديد طبيعة ذلك الدعم، نتيجة جمود المفاوضات النووية مع إيران، حسب صحيفة “الشرق الأوسط“.

تعزيز الاستثمارات المشتركة

ذكر المتحدث باسم الحكومة الألمانية، هشتيفن هيبشترايت، الاثنين الماضي 19 سبتمبر 2022، أن زيارة شولتز وعدد من الوزراء الألمان لـ3 دول خليجية، تستهدف بحث تعزيز الاستثمارات الخليجية، حسب وكالة أنباء “رويترز”.

وتتناول المحادثات الاستثمارات المشتركة في قطاعات الصناعة والطاقة المتجددة والرعاية الصحية، حسب ما نقلت صحيفة “الرياض” عن هيبشترايت.

أمن الطاقة

تعتزم ألمانيا توفير المزيد من احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال من دول منطقة الخليج العربي، ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، قوله إن برلين تجرى محادثات مع دول خليجية، ومن المنتظر أن توقع اتفاقًا مع دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين أن مخاوف ركود الاقتصاد الألماني تتصاعد.

وبينما لم تؤكد الحكومة الألمانية وجود عقود مماثلة مع قطر لسد فجوة الغاز الروسي، رغم المحادثات المستمرة بين البلدين منذ فبراير 2022، كشفت “رويترز” عن مساعي شركتي “يونيبر” و”آر دبليو إي” لتوقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز القطري المسال من مشروع توسعة حقل الشمال.