بعد زيارة عبداللهيان للرياض.. آمال اللبنانيين مُعلقة على المصالحة الإيرانية السعودية

يوسف بنده
لقاء عبداللهيان مع بن سلمان

يعيش لبنان مرحلة من الانتظار الثقيل لانتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل مخاوف من انفلات الأوضاع السياسية والأمنية، ما يجعل أنظار هذا البلد مُعلقة على الحوارات الإقليمية بشأن ملف لبنان.


بعد زيارة وفد برلماني إيراني إلى لبنان، جاءت زيارة نائب وزير الخارجية الإيرانية لشؤون غرب آسيا وشمال إفريقيا مهدي شوشتري.

واستقبل رئيس مجلس النواب، نبيه بري، المسؤول الإيراني، يوم الجمعة الماضي، والتقى أمس السبت أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، المسؤول نفسه، في ظل آمال لبنانية مُعلقة على أي تحركات إقليمية قد تسرع من إمكانية حل الملف الرئاسي.

اقرأ أيضًا: بعد الصفقة الأمريكية.. هل تخفف إيران قبضتها على عنق لبنان؟

وزير الخارجية الإيرانية لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا مهدي شوشتري.

نائب وزير الخارجية الإيرانية لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا مهدي شوشتري.

الاتفاق على التهدئة

حسب تقرير صحيفة البناء اللبنانية، الجمعة 18 أغسطس 2023، أعادت زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان إلى الرياض، الرهان اللبناني على التقارب الإيراني السعودي إلى الواجهة. واعتبرت الصحيفة اللبنانية أن زيارة عبداللهيان ولقائه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لمدة 90 دقيقة مقدمةً لمناقشة ملفات إقليمية حتى مجئ زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي إلى السعودية.

وحسب معلومات الصحيفة، فإن الطرفين اتفقا على تشكيل لجان متخصّصة بالملفات الإقليمية، وإن هذه اللجان سوف تبدأ عملها بهدوء، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي، وسوف تتحرك بواقعية نحو الملفات على خلفية إدراك تعقيداتها سواء في تشعب مصالح الدولتين أو في مكوناتها المحلية في كل بلد، وإن اليمن يتقدم هذه العناوين للأزمات، لكن التعاون لا يستثني ملفًا من ملفات التوتر.

اقرأ أيضًا: عودة لودريان.. هل بات لبنان معادلة أمريكية إيرانية؟

اقرأ أيضًا: وزير خارجية إيران في بيروت.. فما أهداف الزيارة؟

وعلقت صحيفة الديار اللبنانية، اليوم الأحد، على هذا اللقاء بأن المعلومات قليلة جدًا عمّا دار فيه، وأن كل ما ذكرته القنوات السعودية وغيرها هو أنه جرى التركيز على الملفات الساخنة، وبالنسبة للبنان يمكن الاستنتاج أن إيران والسعودية تريدان الحفاظ على الاستقرار في لبنان وإجراء الانتخابات في ظل هذا الاستقرار ولم يجر بحث الملف اللبناني من حيث انتخابات رئاسة الجمهورية والأسماء المتداولة.

قرأ أيضًا: بعد أزمة اقتصادية حادة.. هل تسمح طهران بانتخاب رئيس للبنان؟

نائب وزير الخارجية الإيرانية لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا مهدي شوشتري.

نائب وزير الخارجية الإيرانية لشؤون غرب آسيا وشمال إفريقيا مهدي شوشتري.

معادلة إيرانية إقليمية غربية

دخل لبنان في معادلة إقليمية غربية إيرانية، بعد الجولات التي يقودها  الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، من أجل حلحلة ملف الرئاسة اللبناني والتوصل لمرشح توافقي يجتمع عليه الفرقاء في لبنان.

ويعيش لبنان فراغًا سياسيًّا منذ 1 نوفمبر 2022، مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، دون انتخاب خلفٍ له، والبلد الذي يعاني انهيارًا اقتصاديًّا حادًّا، تديره حكومة مستقيلة برئاسة نجيب ميقاتي، تتولى تصريف الأعمال، ما يعني الحاجة إلى مبادرات خارجية لإنقاذ الوضع، فضلًا عن انتخاب رئيس ومن بعده رئيس وزراء لتشكيل حكومة.

اقرأ أيضًا: بعد اتفاق إيران والسعودية.. لبنان يعيش مرحلة من الانتظار الثقيل

اقرأ أيضًا: بسبب حزب الله والملف النووي.. لبنان أول الخاسرين في حرب إيران وإسرائيل

وهذا ما جعل أنظار اللبنانيين تتعلق بالمصالحة الإيرانية السعودية وكذلك باتفاق التهدئة بين إيران والولايات المتحدة على إتمام صفقة تبادل السجناء الأمريكيين مقابل تحرير جزء من أموال إيران المجمدة في الخارج، خاصة أن لبنان يعيش مرحلة من الانتظار الثقيل بين الانهيار المالي والاقتصادي والأمني الذي بلغ مستوى قياسيًّا في ظل عجز الفرقاء على إتمام استحقاق رئيس الجمهورية.

اقرأ أيضًا: مسار الحل السياسي في لبنان بعد معادلة «5+إيران»

b66a2ebd 746e 4ed2 b88e 22f494a14a39

لا أمل في تغيير المعادلة

كتب المحلل السياسي اللبناني، طوني فرنسيس في صحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الأحد، أن إيران حرصت ولا تزال، على الفصل بين الاتفاق النووي وسياستها الإقليمية، وليس هناك أي توقع في تغيير كبير تفرضه أية اتفاقات جديدة أو قديمة، فموضوع تصدير الثورة بهدف التمدد الإقليمي ثابت بمعزل عن أية تطورات أخرى.

اقرأ أيضًا: حتى ترفع إيران يدها.. الفراغ الرئاسي الأوفر حظًّا في لبنان

اقرأ أيضًا: السعودية وإيران.. نص البيان المشترك لاستئناف العلاقات الدبلوماسية

ودلل فرنسيس على كلامه بأن لا شيء في السياسة الإيرانية يشير إلى أنها تنوي أن تكون جارة جديدة على المدى الطويل، وتشير أدلة كثيرة إلى أنها تهدف إلى استعادة دورها كقوة عازمة على تأمين الهيمنة الإقليمية، فهناك إشارات كثيرة تدعم هذا الرأي، فمن لبنان حيث تتعقد الأمور، إلى اليمن حيث تتعثر التسوية، إلى الخليج حيث تلجأ إيران إلى مناورات عسكرية ضخمة في جزر الإمارات المحتلة وترفع الصوت في وجه حق السعودية والكويت بنفط وغاز حقل الدرة.

واستطرد الكاتب اللبناني: إن طهران لم تقرر الابتعاد عن بيروت بل أعلنت خارجيتها رغبتها في الانضمام لاجتماعات اللجنة الخماسية العربية والدولية التي تبحث الوضع في لبنان.

اقرأ أيضًا: في انتظار طهران ولودريان.. لبنان مستمر في مأزق الرئاسة

LebanonProtestIranHezbollahDPAF210924X99X344407 1

معادلة أمريكية إيرانية

يبدو أن فشل مهمة المبعوث الفرنسي، جان إيف لودريان، من أجل حلحلة ملف الرئاسة اللبناني والتوصل لمرشح توافقي يجتمع عليه الفرقاء في لبنان، قد وضعت لبنان في معادلة أمريكية إيرانية، فحسب تقرير صحيفة الديار اللبنانية، الجمعة 18 أغسطس، استردت واشنطن الملف الرئاسي اللبناني من فرنسا، وبات انتخاب رئيس للجمهورية الآن ورقة في يدها لاستخدامها في مجمل التسويات في المنطقة.

وهذا يعني أن الملف الرئاسي اللبناني سيشهد المزيد من التعطيل في ظل المساومات الأمريكية الإيرانية، التي تمتد من سوريا إلى اليمن ومن لبنان إلى العراق، وأن حلحلة الملف اللبناني تحتاج إلى ترتيب الأوراق الخارجية قبل إقناع الفرقاء اللبنانيين في الداخل.

اقرأ أيضًا: بعد اتفاق إيران والسعودية.. جهود قطرية-مصرية لحل أزمة لبنان

ربما يعجبك أيضا