قفزات جامحة.. النفط يذهب بعيدًا ويخترق الـ 80 دولارًا

حسام عيد – محلل اقتصادي

في أول اختراق صعودا لمستويات الـ 80 دولار لبرميل النفط، سجل خام برنت 80.16 دولارا خلال جلسة يوم الثلاثاء الموافق 15 مايو الجاري، قبل أن يختتم التعاملات عند 79.47 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2014.

اختراق الـ 80 دولارا للبرميل

سجلت العقود الآجلة لخام برنت، اليوم الخميس الموافق 17 مايو، 79.40 دولار للبرميل مرتفعة 0.14% من إغلاقها السابق بعد أن سجلت أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أعوام ونصف.

وارتفعت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط إلى 71.73 دولار للبرميل بزيادة 24 سنتا أو 0.3% عن التسوية السابقة وغير بعيدة عن مستوى 71.92 دولار المسجل يوم الثلاثاء وهو الأعلى أيضا منذ نوفمبر 2014.

وقال بنك ايه.ان.زد إن برنت “يلوح الآن باختراق الثمانين دولاراً للبرميل مع استمرار المخاطر الجيوسياسية في دعم الأسعار و ابتهاج المستثمرين بتراجع غير متوقع في المخزونات بالولايات المتحدة”.

وتراجعت مخزونات الخام الأمريكية 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي 11 مايو إلى 432.34 مليون برميل.

وقال ايه.ان.زد إن تراجع المخزونات الأميركية “يثير المخاوف من أسواق شحيحة قبيل موسم الرحلات الصيفية الأمريكي” الذي يشهد عادة ارتفاعا في الطلب.

وقال بنك مورجان ستانلي إنه رفع توقعه لسعر برنت إلى 85 دولارا للبرميل بنهاية 2019، و90 دولاراً للبرميل بحلول 2020 بسبب الزيادة المضطردة في الطلب.

وحتى عند 80 دولارا للبرميل فإن تكاليف النفط تظل هائلة حيث يكلف استهلاك آسيا تريليون دولار سنويا، بما يعادل مثلي التكلفة عندما كانت الأسعار ضعيفة في 2015 و2016.

كما توقع مورجان ستانلي “تهافتا على نواتج التقطير الوسيطة” مما سيدفع هوامش أرباح التكرير للارتفاع لتسحب أسعار النفط معها لأعلى”.

وتوقع كذلك سعرا لخام غرب تكساس الوسيط عند 71 دولارا للبرميل في الربع الأخير من 2018 و73 دولارا للبرميل في الربع الأول من 2019.

وقد توقع المصرف سعرًا لخام برنت عند 77.5 دولار للبرميل في الربع الأخير من 2018 و80 دولارا للبرميل في الربع الأول من 2019.

اتفاق أوبك يدعم الأسعار

تأخذ أسعار النفط مسارا تصاعديا منذ بدء سريان بنود اتفاق خفض إنتاج النفط الذى تقوده منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” بقيادة المملكة العربية السعودية، مع عدد من المنتجين المستقلين خارج أوبك على رأسهم روسيا منذ بداية يناير 2017، ويستمر الاتفاق حتى نهاية 2018، وارتفعت الأسعار بسبب ذلك  نحو 40% منذ بدء الاتفاق، حيث تخفض أوبك وحلفاؤها الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا، بما يعادل حوالى 2% من الإنتاج العالمى.

وقد نجح اتفاق خفض الإنتاج في التخلص من الفائض في المخزونات العالمية، حيث أكدت أوبك أنه يقترب من التلاشي بعد أن سجلت 2.850 مليار برميل نتيجة الطلب القوي على الطاقة. بالإضافة إلى التخفيضات التي تنفذها المنظمة على إنتاجها والتي بلغت 201 ألف برميل يوميا إلى 31.96 مليون برميل يوميا في مارس، بنسبة التزام وصلت إلى 150%.

وفي هذا السياق، أشارت المفوضية الأوروبية، اليوم، في بيان حول توقعاتها الاقتصادية – الفصلية، بأن الانتعاش الحالي في أسعار النفط يدعمه تمديد اتفاق أوبك وروسيا، لخفض إنتاج النفط للفترة المتبقية من عام 2018، هذا إضافة إلى التزام أعضاء أوبك المستمر بهذا الاتفاق.

ورفعت المفوضية توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت من 55.7 إلى 67.7 دولار للبرميل، على أقل تقدير خلال العام الحالي 2018.

تراجع الصادرات الإيرانية

ارتفعت أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة بفعل احتمالات حدوث تراجع حاد في صادرات النفط الإيرانية، في الأشهر المقبلة، جراء تجدد العقوبات الأمريكية إثر قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي العالمي مع طهران.

وكانت توتال الفرنسية حذرت من أنها قد تتخلى عن مشروع غاز بمليارات الدولارات في إيران إذا عجزت عن نيل إعفاء أمريكي من العقوبات الأميركية، مما يلقي بظلال من الشك على جهود تقودها أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووي.

وتعد إيران -ثالث أكبر مصدر للخام داخل “أوبك”- بعد المملكة العربية السعودية والعراق، وتنتج حاليا نحو 3.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام، فيما يتوقع محللون فى “آر.بى.سى كابيتال ماركتس” أن تنخفض صادرات إيران من النفط بواقع 200 ألف إلى 300 ألف برميل نتيجة لقرار الرئيس الأميركى، الذى أعلن عن تخلى بلاده عن الاتفاق النووى مع إيران، وأعلن عن أعلى مستوى من العقوبات على البلد العضو فى أوبك.

ربما يعجبك أيضا