لحماية المعارضين.. القضاء يتدخل في دولة ترامب على تويتر

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي 

منذ أن وطأت قدم “دونالد ترامب” داخل البيت الأبيض في يناير 2017، يميل الرئيس الأمريكي إلى إعلان قراراته وسياساته ومواقفه على حسابه في موقع “تويتر”، وحظيت تغريداته باهتمام عالمي كبير، كما يقوم بحجب منتقديه، لكن قاضية أمريكية سحبت منه هذا الحق.

ونشرت صحيفة “الجارديان” تقريرا تلقي فيه الضوء على قرار قاضية بمحكمة فيدرالية ـ بأن حظر ترامب منتقديه بموقع “تويتر” مما يعني منعهم من الرد مباشرة على تغريداته، يعد انتهاكا للمادة الأولى للدستور الأمريكي والتي تنص على حرية التعبير.

وقيدت القاضية الأمريكية ناعومي باتشواليد، ترامب من حجب متابعيه، قائلة: “لم يعد شخصا عاديا، وإنما رئيسا للشعب الأمريكي وليس من حقه “الحجر على رأي أحد” أو “قمع صوته”، معتبرة أن لجوء الرئيس إلى خاصية “الحذف –Block” لأشخاص يعارضون الرأي والسياسات التي يعلن عنها على “تويتر” هو أمر غير مقبول، ولا يملك الحق فيه”.

وتابعت: “تويتر هو موقع تواصل اجتماعي مفتوح للعامة، لذا لا يمكن حظر الأمريكيين الذين يريدون استخدامه، وليس هناك أي مسؤول حكومي، بمن فيهم الرئيس نفسه، فوق القانون، فجميعهم يجب عليهم تطبيق القانون”.

وقدم سبعة أشخاص شكوى بعد أن حجبهم ترامب عن حسابه، ولا يمكن تحديد عدد الأشخاص الذين حجبهم ترامب عن حسابه على “تويتر”، إلا أن عددهم يقدر بالمئات.

من جهته أشاد معهد نايت، الذي تولى تقديم الشكاوى للمحكمة بالنيابة عن أشخاص حجبهم “ترامب” عبر “تويتر”، بالقرار، وأضاف في بيان صادر عنه: “أسعدنا هذا القرار، والذي يعكس تطبيقا جوهريا للمادة الأولى حول الرقابة الحكومية على المنصات الإعلامية الجديدة”

وقال جميل جعفر، المدير التنفيذي لمعهد نايت، إن حكم المحكمة سيكون له تداعيات كبيرة على “ترامب” تفوق عدد متابعيه البالغ عددهم 52 مليونا، داعيا الموظفين العموميين في جميع أنحاء البلاد، بدءا من السياسيين المحليين إلى المحافظين وأعضاء الكونجرس، الذين يستخدمون بانتظام منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيسبوك للتفاعل مع الجمهور حول الأعمال الحكومية، بالانتباه إلى هذا الحكم قائلا: “يجب أن يضعوا هذا الحكم نصب أعينهم، إذا قاموا بمراقبة وحجب النقاد على حسابات وسائل التواصل الاجتماعية المستخدمة لأغراض رسمية، فإنهم يخاطرون بأن يقاضيهم شخص ما ويفوز”.

  وقال القاضي بوخفالد السيد، إن ترامب ودان سكافينو، مدير وسائل التواصل الاجتماعي بالبيت الأبيض، يمارسون السيطرة الحكومية على جوانب معينة من حسابات ترامب، مشيرا إلى أن المحكمة لم تصدر قرار  يأمر ترامب أو سكافينو بفك الحظر عن المستخدمين، وهو بمثابة إيماءة لحساسيات الفصل بين السلطات التي يأمر القاضي فيها رئيسًا بالقيام بشيء ما، مع توقع امتثال البيت الأبيض للقرار.

وأضاف جعفر: “إن الموقف الذي تتخذه إدارة ترامب هو أن الرئيس يحق له منع الناس، وأن المحكمة تفتقر إلى القدرة على أن تأمره بالقيام بخلاف ذلك، لكن الشيء الصحيح الذي يجب على الرئيس ومدير وسائل الإعلام الاجتماعية القيام به هو تسجيل الدخول إلى حساب الرئيس وإلغاء حظر كل شخص تم حظره على أساس وجهة نظره”.

في جلسة مارس، اقترح القاضية باتشواليد، أن السيد ترامب لديه الحق في تجاهل من يشاء على تويتر، وأن ميزة “كتم الصوت” هي خيار دستوري للقيام بذلك، ومن حق “ترامب” استخدام هذه الميزة لإخفاء مشاركات وتعليقات متابعيه.

وحثتت القاضية الطرفين على النظر في هذه الإمكانية كطريقة لحل المسألة، لكن تفضيل الرئيس للحجب – والذي يجعل مستخدمي تويتر غير قادرين على التفاعل مباشرة مع تغريداته – يرقى إلى منع الأمريكيين من التفاعل، من وجهة نظر القاضي.

من ناحية أخرى، رفضت وزارة العدل الأمريكية قرار المحكمة، مؤكدة أن نشاط ترامب على تويتر وحجبه لمن يريد يعتبر ضمن حدود “حريته الشخصية”.

من جانبه رفض فريق البيت الأبيض التعقيب على ما إذا كان ترامب سيقوم برفع الحجب عن من حجبهم سابقا على تويتر.

 شخصيات حظرها ترامب

ومن بين الذين حجب ترامب حساباتهم: “الروائي، ستيفن كينج والروائية آن رايس والممثلة الكوميدية روزي أودونيل وعارضة الأزياء كريسي تيغن والممثلة مارينا سيرتيس، ومراسل بصحيفة “واشنطن بوست”، وشرطي من هيوستن، ومؤلف أغاني من سياتل، فضلاً عن جراح يدعى يوجين جو.

وغرد الجراح يوجين جو بعد صدور القرار على تويتر بالقول إنه “ليس هناك أحد فوق القانون، حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة”.

لكن باتشواليد لم تأمر ترامب بإزالة أوامر الحجب السابقة، لكنها قالت إنه بوسعه استخدام خاصية “الكتم” على تويتر، التي تعني أنه لن يرى تغريدات من يريد مع إتاحة لهم الفرصة للرد على تغريداته، ما يحفظ حقهم في حرية التعبير.

ولم يكن موقع “تويتر” طرفا في القضية، وأحجم عن التعليق على الحكم.

حسابات مزيفة

وكشفت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، معلومات جديدة وثقتها إحدى أكبر مؤسسات البحث والاستطلاع في أمريكا والعالم، وهي مؤسسة جالوب، التي صدمت الكثيرين، وقالت إن حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع التواصل “تويتر” الذي يستخدمه بغزارة، به ملايين من الحسابات المزورة غير الحقيقية.

وفي تقرير نشرته المجلة، قالت إن لدى الرئيس دونالد ترامب على تويتر الكثير من المتابعين المزيفين، حيث أظهر استطلاع للرأي أنه من بين أكثر من 52 مليون متابع على تويتر، فإن أكثر من ربعهم ليسوا أشخاصًا حقيقيين، فإن حوالي 29%، أي حوالي 15 مليونا، هي حسابات مزيفة والباقي من متابعيه حقيقيين، برقم يدور حول 37 مليون متابع، وليس 52 مليونا كما يُظهر حسابه على تويتر.

و بينما تفاخر ترامب بأن مواقع التواصل الاجتماعي تسمح له بالحصول على “رسالة صادقة وغير مفلترة”، فإن 8٪ فقط من الأمريكيين يقرأون تغريداته مباشرة من تويتر.

وأوضحت الـ”نيوزويك”، أنه في الواقع وسائل الإعلام الرئيسية التي ينتقدها ترامب هي الأكثر فاعلية في نشر رسائله، حيث يعلم 76% من الأشخاص عن تغريداته عبر منافذ أخبار أخرى سواء مرئية أو مقروءة.

ربما يعجبك أيضا