واصفًا إياهم بـ”الهمجيين”.. هل ينجح ترامب في إيقاف حملة تحطيم التماثيل؟

أشرف شعبان

رؤية- أشرف شعبان 

جدل واسع بشأن تحطيم معالم وتماثيل لشخصيات تاريخية باسم العنصرية، حادثة تكررت في ولايات أمريكية عدة خلال تظاهرات احتجاجية على مقتل رجل أمريكي أسود أعزل يدعى جورج فلويد، “46 عاماً”، مساء 25 مايو/أيار الحالي، في مدينة مينابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأمريكية، خلال توقيفه من قبل شرطي.

تحطيم التماثيل دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستصدار أوامر لحماية المعالم التاريخية في البلاد.

ودان ترامب تدمير التماثيل الذي يحدث في مناطق عدة من البلاد. وهدد باستخدام القوة ضد المتظاهرين مؤكدا أنهم لا يدركون القيمة التاريخية للتماثيل المدمرة.

وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من عقوبة تصل إلى السجن عشر سنوات، حال قيام المتظاهرين بتشويه التماثيل، وذلك بعد مضي ليلة واحدة من إحباط الشرطة محاولات المتظاهرين إسقاط تمثال الرئيس السابق أندرو جاكسون بالقرب من البيت الأبيض.

وقال الرئيس إنه سيوقع على أمر تنفيذي لتعزيز القوانين القائمة ذات الصلة.

وتابع ترامب “لقد فوضت الحكومة الفيدرالية لاعتقال أي شخص يقوم بتخريب أو تدمير أي نصب تذكاري أو تمثال أو أي ممتلكات اتحادية أخرى في الولايات المتحدة، مع عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات”.

وقال الرئيس في تغريدة على “تويتر” “سأصدر أمرا تنفيذيا قريبًا جداً، وكل ما سيقوم “الأمر” به في الواقع هو تعزيز ما هو قائم بالفعل، ولكن بطريقة أكثر منهجية”، واصفًا الحملة بـ”المخربة”، وواصفًا المتظاهرين الذين يشوهون التماثيل بـ”المخربين، والهمجيين، والفوضويين، والمحرضين”.

ومنذ اندلاع المظاهرات احتجاجًا على مقتل الأمريكي جورج فلويد، حطم المتظاهرون، ضمن حملة موجهة ضد تماثيل شخصيات ورموز لديها علاقة بممارسة العنصرية وتسهيل العبودية، الكثير من هذه التماثيل.

تمثال الرئيس أندرو جاكسون

حاول متظاهرون في واشنطن إسقاط تمثال للرئيس الأمريكي السابق أندرو كاسون الواقع بالقرب من البيت الأبيض، قبل أن تنجح الشرطة بتفريقهم.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمتظاهرين تسلقوا التمثال وربطوه بالحبال في محاولة لإسقاطه.

وكانت معاملة جاكسون للأمريكيين الأصليين في القرن التاسع عشر دون رحمة، السبب في جعل تمثاله هدفا للمتظاهرين الذين يحاولون طمس الحقبة التاريخية العنصرية للولايات المتحدة، في قرون مضت.

كريستوفر كولومبوس

وأقدمت مجموعة من المتظاهرين في مدينة ريتشموند بولاية فرجينيا الأمريكية على الإطاحة بتمثال المستكشف الإسباني البارز كريستوفر كولومبوس.

ونشر نشطاء ومواقع إخبارية أمريكية لقطات تظهر مجموعة من الأشخاص وهم يسقطون التمثال المقام في حديقة بايرد بارك وإضرام النار فيه، قل أن يتم رميه في بحيرة.

وانطلقت هذه الحملة في مدينة بريستول البريطانية حيث حطم متظاهرون تمثالا لتاجر العبيد إدوارد كولستون، أحد تجار الرقيق في القرن السابع عشر، لتمتد لاحقا إلى بلجيكا حيث تم تشويه تمثال الملك السابق ليوبولد الثاني المعروف باستعماره الكونغو واستغلال شعبها، بالإضافة إلى حوادث مماثلة في السويد.

تمثال الرئيس جورج واشنطن

كما تجمع حشد من المتظاهرين حول تمثال جورج واشنطن في بورتلاند بولاية أوريغون الأميركية وأشعلوا النار في رأس التمثال قبل أن يسحبوه إلى الأرض.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو من المشهد أن التمثال قد تم رشه بعبارات مثل “مستعمر الإبادة الجماعية” و”أنت على أراض أصلية” و”فلويد الكبير”، في إشارة إلى جورج فلويد الذي توفي الشهر الماضي في يد شرطة مينيابوليس.

كما كتب متظاهرون على التمثال 1619، في إشارة إلى العام الذي تم فيه جلب العبيد الأوائل إلى الولايات المتحدة، حسبما أوردت شبكة “سي إن إن” الأميركية.

توماس جيفرسون

وكان المتظاهرون قد قاموا بإسقاط تمثال لتوماس جيفرسون خارج مدرسة بورتلاند الثانوية والتي سميت باسم الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية، ورشوا التمثال بعبارات “مالك العبيد” واسم جورج فلويد على قاعدته.

وامتلك كل من واشنطن وجيفرسون مئات من العبيد خلال حياتهم.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن المتظاهرين أنهم كانوا ينهون هذا الحدث في وقت مبكر للراحة في استعداد لمظاهرات (الجمعة)، بمناسبة ذكرى نهاية العبودية في الولايات المتحدة.

مشهد تحطيم تماثيل ونصب الشخصيات التاريخية الأمريكية ظل في الأذهان بين من رأى في هذه التماثيل رموزا للعنصرية والرق والاستعمار، وبين من اعتبر التصرف همجيا ومشوها لإرث الآباء المؤسسين والشخصيات التاريخية المهمة وان اختلف حولها البعض.


 

ربما يعجبك أيضا