آخرهم “كاني وست”.. مشاهير من السينما إلى السباق الرئاسي

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

لم يكن يعلم دونالد ترامب عند ظهوره في فيلم” home alone” عام 1992 أنه سيكون في يوم ما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ، الأمر الذي فتح شهية الكثيرين للترشح للانتخابات الرئاسية، فهم  ليسوا مجرد أشخاص عاديين بل نماذج ومواهب ظهروا في بلاتوهات السينما وعلى خشبات المسرح، مدفوعين بحافزٍ هام أن ترامب لم يكن له سابق ممارسة بالعمل السياسي، فليس هناك مستحيل ولم لا.

أعلن مغني الراب الأمريكي كاني وست، وهو من أنصار الرئيس دونالد ترامب، ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة 2020 في تحد واضح لترامب ومنافسه الديمقراطي المفترض نائب الرئيس السابق جو بايدن.

وقال وست على تويتر: ”علينا الآن تحقيق وعد أمريكا بالثقة في الله وتوحيد رؤيتنا وبناء مستقبلنا. أرشح نفسي لرئاسة الولايات المتحدة“.

في عام 2018 أعلن وست، الذي كان أحد الفنانين الناشطين القلائل الذين دعموا ترامب، أنه ينأى بنفسه عن السياسة بعد أسابيع فقط من إعلان حبه للرئيس في اجتماع غير عادي بالمكتب البيضاوي.

وبعد زيارة البيت الأبيض، قال إنه “أدرك أنني استخدمت لنشر رسائل لا أؤمن بها”، مضيفًا أنه سينأى بنفسه عن السياسة ويركز تمامًا على الإبداع.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان “وست جادا” في خوض انتخابات الرئاسة قبل أربعة أشهر من الانتخابات التي تجري في الثالث من نوفمبر القادم أو ما إذا كان قدم أي وثائق رسمية.

نجوم هوليود

عبر البعض من نجوم هوليود عن رغبتهم في الترشح للسباق الرئاسي الأمريكي على رأس تلك القائمة يأتي كل من أليك بالدوين، ويل سميث، وحتى كريس روك، وعدد من ممثلي هوليود الذين أعلنوا عن خوضهم تلك الانتخابات رغم أن أيًا منهم لم يعلن رسميًا خوضه السباق.

فأعرب بالدوين بشكل ساخر عن ثقته بأنه سيتغلب على ترامب “بسهولة”. وقال -خلال البرنامج الحواري الإذاعي الذي يقدمه هاورد ستيرن- “إذا كنت سأترشح فسأفوز بكل تأكيد، ودون أي صعوبة”.

وتعهد بأن تكون حملته الانتخابية “الأكثر متعة وإثارة وإبداعا” في حال قرر المشاركة في سباق 2020.

ريجان في هوليود

لا يعرف الكثيرون أن رئيس الولايات المتحدة في الفترة 1981-1989 وهو رونالد ريجان كان ممثلاً بهوليود ورئيسًا لنقابة ممثلي الشاشة، قبل أن يصل سدة الحكم ليكون بذلك واحدا من القلائل في العالم الذين وصلوا لهذا المنصب من نافذة الفن.

نشأ ريجان في عائلة فقيرة بمدينة صغيرة شمال إلينوي، وتخرج في كلية يوريكا عام 1932 وعمل مذيعا رياضيًا في عدد من المحطات الإذاعية الإقليمية، وانتقل إلى هوليود عام 1937، وأصبح ممثلا ولعب دور البطولة في عدد من الأعمال الفنية.

كما انتخب مرتين رئيس نقابة ممثلي الشاشة، حيث عمل على استئصال النفوذ الشيوعي. وانتقل إلى التلفزيون في الخمسينيات وكان متحدثا بمصانع جنرال إلكتريك. كان ريجان ديمقراطيا ليبراليا، إلا أن وجهات نظره تغيرت وأصبح محافظا وتحول إلى الحزب الجمهوري عام 1962.

خادم الشعب

لم يقف الأمر عند السينما الأمريكية فقط ففي أوكرانيا حقق “فولوديمير زيلينسكي” فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية على الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو والطريف أن زيلينسكي قبل صعوده علي كرسي الرئاسة كان يعمل في مجال التمثيل، ويعد من أشهر نجوم الكوميديا في أوكرانيا والأكثر طرافة هنا في قصة ذلك الفنان الذي أصبح رئيسا أنه قدم دورا في المسلسل الكوميدي “خادم الشعب” حيث جسد شخصية مدرس تاريخ، قادته الصدفة ليصبح رئيسا للجمهورية، وهو الذي لم يكن لديه خبرة، ولا تاريخ سياسي معين، وبذلك يكون “زيلينسكي” قد حول المسلسل الكوميدي من مسلسل إلى واقع حقيقي وأصبح ممثلا حقيقيا للشعب والدولة على الساحة السياسية الدولية.

عبدالناصر على خشبة المسرح 

 

في مصر مارس الرئيس جمال عبدالناصر التمثيل علي المسرح  يقول الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل: “كان للأدب الإنجليزي تأثير ملحوظ على وجدان “عبدالناصر” الذي لم يكتف بالقراءة بل كتب مقالاً في مجلة مدرسة النهضة الثانوية بعنوان “فولتير رجل الحرية”، كما انضم لفريق المسرح بالمدرسة وقام بتمثيل مسرحية “يوليوس قيصر” لشكسبير، مع فريق المدرسة في حفل أقيم يوم 19يناير1935، في حضور وزير المعارف في ذلك الوقت وجسد دور يوليوس قيصر نفسه، الذي لقى مصرعه بعد خيانة مجلس الشيوخ له.

وعن الرئيس الراحل “السادات” يروي الأديب الراحل “أنيس منصور” عن لقاء جمعه به صرح خلاله السادات أنه فنان في أعماقه جرب أن يمثل ويغني ويقرأ القرآن في شبابه، وهو لم ينكر ذلك بعد أن أصبح رئيسًا للجمهورية، وكان ما دار بينه وبين أنيس كالتالي: “أنا رجل فنان، أحب الفن وأقدره وأجد متعة في لقاء أهل الفن والاستماع إليهم.. ولولا هموم السياسة ما رفعت عيني ولا أطبقت أذني عنهم.. فأنا فنان.. أحب الكلام الجميل والصوت الجميل.. وكنت.. حاقول لك إيه؟”.

وقيل الكثير حول رغبة أنور السادات في شبابه في دخول مجال التمثيل، حتى إن الدكتور غالي شكري يقول: “لم يكن السادات يعشق السينما فقط.. وإنما كان يتمنى أن يصبح من نجومها.. ومنذ فجر شبابه وهو يحلم بالوقوف أمام كاميرات السينما” .

حتى المراقبون الأجانب لاحظوا عليه ميله الفطري للتمثيل، فتصفه دورين كايز مراسلة محطة التليفزيون الأميركية “إيه بي سي” قائلةً: “… إن موهبة السادات في التمثيل كانت موهبةً فطرية، وكانت تقوده إلى نوع من الأداء التراجيدي- الكوميدي” .

لكن الأهم من ذلك كله هو ما أورده السادات نفسه في مقالٍ صحفي؛ إذ قال: “منذ فجر شبابي وأنا أحس بميلٍ شديد للفن والفنانين وخاصةً التمثيل، ولي في هذا المجال قصصٌ كثيرة” وأبرز هذه القصص كما يرويها السادات أنه انضم إلى فرقة تمثيلية في مدرسة “رقي المعارف” الثانوية في أوائل سنة 1936، وذلك بعد أن أدى الامتحان أمام المشرف، وكان ممثلًا محترفـًا، ويقول السادات إن هذا المشرف جاء بروايتين، إحداهما درامية والأخرى فكاهية، وإنه “أعطاني دورين أحدهما في الدراما وكان اسمي فيه “جيروم”، والآخر في الرواية الكوميدية وكنت أمثل فيها دور مأذون اسمه “الشيخ عزيز”، وما زلت أحتفظ إلى اليوم “بالبروجرام” الذي طُبِع لهذه الحفلة وعليه صورتي.

ربما يعجبك أيضا