بالتفاصيل.. خبايا وأسرار ليلة “عسير” السوداء ووداع بن مقرن

حسام السبكي

حسام السبكي

أعلنت وسائل الإعلام المحلية في المملكة العربية السعودية، مساء أمس الأحد، عن وفاة الأمير “منصور بن مقرن”، نائب أمير منطقة عسير، وذلك في حادث تحطم مروحية كانت تقل 8 مسؤولين سعوديين، وقد توفوا جميعًا في الحادث، وكانت مصادر سعودية قد تحدثت قبل الواقعة بدقائق، عن فقدان الاتصال بمروحية كانت تقل عددًا من المسؤولين السعوديين في منطقة عسير، أعقب ذلك العثور على حطام الطائرة المروحية، بحسب ما ذكره المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، والتي كانت تقلهم أثناء عودتهم ضمن الجولات التفقدية التي يقوم بها الأمير “منصور بن مقرن” على عددٍ من المشاريع الساحلية الواقعة إلى الغرب من مدينة أبها، مشيرًا إلى أنه قد فقد الاتصال بالطائرة في محيط محمية “ريدة”.

في التقرير التالي، نسلط الضوء على تفاصيل حادث تحطم الطائرة المروحية في منطقة عسير، والتي أودت بحياة الأمير “منصور بن مقرن” ومرافقيه، ونتناول أبرز المواقف في حياته، إلى جانب ردود الأفعال على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
 

تفاصيل وفاة الأمير “منصور بن مقرن” ومرافقيه

كشف عدد من وسائل الإعلام السعودية عن تفاصيل جديدة بشأن حادث تحطم مروحية المسؤولين السعوديين في منطقة عسير، مساء أمس الأحد، والتي أسفرت عن وفاة 8 بينهم الأمير “منصور بن مقرن” نائب أمير منطقة عسير، حيث ذكرت أن المتوفين في الحادث هم:

1- “سليمان الجريش”.. وكيل إمارة عسير.

2- “محمد مسعود المتحمي”.. محافظ محايل عسير.

3- “صالح القاضي”.. أمين منطقة عسير.

4- “خالد بن حميد”.. رئيس المراسم.

5- “فهد الفرطيش”.. مدير الزراعة في عسير.

6- “سعود السهلي”.. مرافق الأمير.

7- النقيب “عبد الله الشهري”.. مرافق الأمير.

وأرجعت المصادر الإعلامية السعودية الأسباب التي وقع من خلالها الحادث إلى الطبيعة الجبلية الوعرة التي تتمتع بها منطقة عسير، والتي تضم محمية “ريدة”، وهي القريبة من منتزه “السودة” السياحي، كما أشارت إلى تلبد أجواء المنطقة بالغيوم والضباب، أمس الأحد، إلا أن الأسباب الحقيقية وراء الحدث تظل قيد الانتظار لما ستسفر عنه جهود جهات التحقيق المختصة في الحادث.

“السعودية مقبلة على نهضة تنموية كبيرة”.. آخر تصريحات “بن مقرن”

الأمير منصور بن مقرن يلقن أحد المسلمين الجدد شهادة التوحيد.

نقلت بعض المؤسسات الإعلامية السعودية عن الأمير “منصور بن مقرن” بعض التصريحات الهامة، قبل ساعات قليلة من وفاته، والتي أضحت بمثابة “الوصايا” لعموم السعوديين، تناشدهم بالوقوف خلف قادتهم، والاستبشار بمستقبل واعد ونهضة كبيرة ستشهدها المملكة.

فذكر “بن مقرن” أن “السعودية مقبلة على نهضة تنموية كبيرة وشاملة وفقًا لخطط التحول الوطني 2020 والرؤية السعودية 2030؛ وهو ما يستوجب تهيئة أرض خصبة للمستقبل، تهتم بالمخلصين، وتقصي المفسدين، والمحافظة على المال العام من الهدر”، ورأى الإعلام السعودي في تلك التصريحات وداعًا من الأمير “بن مقرن” للسعوديين عمومًا، وأهالي منطقة عسير على وجه التحديد، حيث رحل عنهم وهو في مهمة عمل وطنية مع نخبة من المسؤولين في المنطقة.

الأمير الراحل يشيد بقرارات “لجنة مكافحة الفساد” الأخيرة

بعد ساعاتٍ قليلة، من القرارات والإجراءات القوية والجريئة من قبل السلطات السعودية، في مكافحة الفساد المستشري في البلاد، والتي أسفرت عن اعتقال قامات سياسية واقتصادية كبرى، شملت وزراء حاليين وسابقين إضافة إلى رجال أعمال معروفين في السعودية، وهي الجهود التي قادها ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز”، فقد أشاد الأمير الراحل “منصور بن مقرن” بتلك الخطوة الشجاعة.

وبحسب “وكالة الأنباء السعودية (واس)”، قال “بن مقرن”: إن “الأمر الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد لحصر جرائم الفساد العام والتحقيق فيها، يعد خطوة إصلاحية مهمة ومنطلقا للتحول الذي تشهده المملكة العربية السعودية في مختلف الأصعدة، خاصة أن مكافحة الفساد عنصر مهم لبناء الاقتصاد والثبات في النمو وتحسن البيئة الاستثمارية”.

وأضاف نائب أمير منطقة عسير الراحل، أن “الأمر الملكي يؤكد حرص القيادة الحكيمة، على حفظ الحقوق وتحقيق العدالة ورعاية مصالح الشعب، سعيًا منها إلى تحقيق التنمية الشاملة، وتلبية تطلعات المواطنين في كل مكان، وردع كل من تسّول له نفسه الإضرار بمكتسبات الوطن، لافتًا النظر إلى أن “المملكة مقبلة على نهضة تنموية كبيرة وشاملة وفقًا لخطط التحول الوطني 2020 والرؤية السعودية 2030، وهو ما يستوجب تهيئة أرض خصبة للمستقبل تهتم بالمخلصين وتقصي المفسدين والمحافظة على المال العام من الهدر”.

الأمير “منصور بن مقرن” في سطور

عقب سقوط طائرة المسؤولين السعوديين في منطقة عسير، ووفاة ثمانية بينهم الأمير “منصور بن مقرن” نائب أمير المنطقة في الحادث، أصبح الأخير حديث الساعة لدى الأوساط السعودية والخليجية والعربية.

في السطور التالية، نسلط الضوء على محطات من أهم الشخصيات النشيطة في هذا المنصب:

1- ولد الأمير “منصور بن مقرن”، في عام 1974م، وهو من مواليد العاصمة السعودية الرياض، عُرف عنه “رحمه الله” الانضباط، والذي يعتبر المكون الرئيسي في شخصيته، كما كان ملتزمًا ودقيقًا في مواعيده، وهي صفات اكتسبها من والده الأمير “مقرن بن عبد العزيز آل سعود” ولي عهد المملكة العربية السعودية الأسبق، حيث اتصف الأخير بالحلم والدقة وضبط النفس في أداء العمل، إلى جانب الانضباط في كافة مواعيده.

2- تم تعيين الأمير الراحل في منصب نائب أمير عسير، في 25 رجب عام 1438هـ، وعُرف عنه نشاطه الكبير منذ توليه المنصب، حيث أشرف على العديد من المشاريع، إلى جانب زياراته إلى المحافظات، ووقوفه على الحد الجنوبي، فضلًا عن ما قام به، صباح أمس الأحد، من زيارة تفقدية لمحافظة “البرك” و”سعيدة الصوالحة” التي تتبع “محايل عسير”.

3- عُين “بن مقرن” أيضًا في إمارة منطقة “المدينة المنورة”، وذلك حين كان والده أميرًا لها، في عام 1999م، وقد ساعده قربه من والده على اكتساب الخبرات، فقد خاض تجربة العمل في الإمارة وهو في الخامسة والعشرين من عمره، فضلًا عن مرافقته لوالده حين كان أميرًا لمنطقة “حائل” ثم “المدينة المنورة”.

4- كان الأمير “منصور بن مقرن” حاضرًا بقوة في تحقيق حلم والده بإنشاء جامعة حملت اسم الأمير “مقرن بن عبد العزيز” في المدينة المنورة، ونظرًا لما يتمتع به “مقرن” من صفات قيادية ناجحة، فقد تم تعيينه نائبا لمجلس إدارة مؤسسة “البيان” للتعليم الخيرية، والتي تحولت فيما بعد إلى “جامعة الأمير مقرن”، ومن أشهر ما ذكره الراحل بعدما وضعت استراتيجية التعليم حينها: “إن فكرة إطلاق مشروع الكليات في المدينة المنورة تعتمد وفق رؤية الأمير مقرن بن عبد العزيز، أن تكون المدينة مصدراً لطلب العلم كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم”.

5- تعد من أهم المناصب التي تولاها الأمير الراحل، والتي عكست الثقة الكبيرة التي وضعتها القيادة السعودية فيه، هي تعيينه مستشارًا لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير منذ عام 2015م، قبل صدور الأمر الملكي في مساء يوم السبت الخامس والعشرين من شهر رجب 1438هـ، وذلك بتعيينه نائبًا لأمير منطقة عسير.

مواقع التواصل تنعى الأمير الراحل.. وتستذكر أهم المراحل في حياته

شهدت منصات مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أمس الأحد، ما يشبه الـ”الكرنفال” في وداع الأمير “منصور بن مقرن بن عبد العزيز”، حيث أشاد المشاركون في الأوسمة التي تناولت وفاة الأمير، ومن أبرزها “#تحطم_طايره_مروحيه_عسير”، و”#وفاه_منصور_بن_مقرن_ومرافقيه” بأخلاق الأمير الراحل ونشاطه الدؤوب في خدمة الوطن، فضلًا عن تداول آخر المقاطع المصورة، والتي حملت رسائل تحث على العمل والتوحد خلف قيادة المملكة من أجل نهضتها ورفعتها وتقدمها، ومستقبلٍ أفضلٍ لها ولأبنائها.

محطات في حياة الأمير منصور بن مقرن.


الخاتمة

تودع المملكة العربية السعودية ثمانية من رجالها المخلصين، الذين سيفتقد الوطن عطاءهم وجهودهم، وتبقى بلاد الحرمين ولادة بالمجدّين والمجتهدين، يسلم كل منهم الآخر لتعلو خير بلاد الله في العالمين.
https://www.youtube.com/watch?v=M9-qjDi1q6c
https://www.youtube.com/watch?v=Y5LRQiszTKE

ربما يعجبك أيضا