رؤية
منذ قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر في نهايات القرن الثامن عشر أصبحت مصر قبلة لعلماء وفناني أوروبا، الذين رأوا في أجواءها خلاصة سحر الشرق، مع الغموض الذي كان يكتنف الحضارة المصرية القديمة التي بدأت تكشف أسرارها على استحياء.
وفي عشرينيات القرن الماضي، كانت شركات السياحة تنظم رحلات سياحية للأوروبيين في مراكب نيلية ليتمتعوا بالطبيعة على ضاف النيل.
ونشر أحمد عبد الحميد، اليوم الأحد، عبر أحد جروبات السفر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مجموعة من الصور التي قام بتصويرها أحد أصدقائه، وأضاف إليها هو المؤثرات اللونية، والتي استعادت أجواء العشرينيات بالأزياء وتسرحيات الشعر وأسلوب الحركة، والتي نالت إعجاب الكثير من رواد فيسبوك.
وقام مجموعة من فناني المسرح والأوبرا من فرنسا وإيطاليا وأمريكا بمحاكاة أجواء العشرينيات من حيث الملابس والديكور، وتقديم نسخة حية من قصة “جريمة على ضفاف النيل” أحد أشهر الروايات البوليسية للكاتبة البريطانية الشهيرة أجاثا كريستي.
وقرر هؤلاء الفنانين أن يعيشوا الخيال الذي طالما قرأوه في الرواية، وطافوا بنفس الأماكن التي زارها أبطال الرواية الأصليين في الأقصر وأسوان وفندق ونتر بالاس والباخرة السوجان
ولا تزال سفينة “السودان” البخارية، وهيكلها الأسود اللامع وتصميمها الذي يعود إلى نهاية القرن التاسع عش، والتي ألهمت “ملكة الجريمة” أجاثا كريستي تقاوم الزمن، محافظة على ذكرى الروائية البريطانية حية.
وشكلت أجواء رحلة “ملكة الجريمة”، كما يطلق الجميع على كريستي على السفينة مصدر إلهام لها في كتابة الفصول الأولى من روايتها “موت على ضفاف النيل” التي نُشرت في العام 1937.
ونزلت أجاثا كريستي، التي كتبت 66 رواية، مع زوجها عالم الآثار ماكس مالوان على السفينة في العام 1933.
من بين 23 غرفة وجناحا على الباخرة، يعتبر الجناح الذي نزلت فيه أجاثا كريستي هو أكثر الأجنحة المرغوبة من زوار السفينة.
وتلقت كريستي مع زوجها دعوة للإقامة في فندق ونتر بالاس في الأقصر، ثم قاما برحلة نيلية لبضعة أيام على ظهر سفينة السودان قبل أن تختتم جولتها في فندق أولد كتراكت” بمدينة أسوان.
ولا تزال الرواية تلاقي نجاحات كبيرة إلى الآن، واقتبست في أكثر من عمل سينمئاي وتلفزيوني، أخرها فيلم سينمائي من توقيع الممثل والمخرج البريطاني كينيث براناه من المتوقع عرضه في نهاية 2021.
وتم تشييد السفينة لصالح الأسرة المالكة المصرية في العام 1885 قبل تحويلها باخرة سياحية سنة 1921.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=905542