إحباط فلسطيني يقود الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط

ضياء غنيم
إحباط فلسطيني

تسعى الإدارة الأمريكية لإحداث أي اختراق في القضية الفلسطينية دون المجازفة بانهيار الائتلاف الحكومي الإسرائيلي


تتوجه مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة سعيًا لتحريك مفاوضات السلام، وسط إحباط فلسطيني من سياسة إدارة بايدن.

ويأتي التحرك الأمريكي على ضوء التوترات في القدس والضفة الغربية منذ مارس الماضي، التي تضع المنطقة على حافة انفجار محتمل تخشى واشنطن عواقبه على سياستها الإقليمية، مع رفض إسرائيلي للتفاوض مدفوع بوضع التحالف الحكومي الحرج.

إحباط فلسطيني وتلويح بإجراءات انتقامية

رسائل السلطة الفلسطينية الأخيرة لإدارة بايدن كانت حازمة وغاضبة، وعبرت عن إحباط فلسطيني إزاء التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، بعد تراجع واشنطن ولو مؤقتًا عن إقامة قنصلية للفلسطيين في القدس، مقابل تعيين هادي عمرو مبعوثًا خاصًا للفلسطينيين، يتبع مباشرة وزارة الخارجية.

مكالمة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، التي وصفتها مصادر صحفية بـ”العنيفة” بعد إخلال إدارة بايدن بوعودها سرًا وعلانية، انتقد فيها عباس الصمت إزاء اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على حقوق الفلسطينيين، ومحذرًا من اتخاذ إجراءات انتقامية مع فقدان أي أفق سياسي لحل الدولتين، حسب صحيفة القدس.

رام الله: على أمريكا تحمل مسؤولياتها لوقف التصعيد

الرئاسة الفلسطينية عبر الناطق باسمها، نبيل أبوردينة، دعت، في 5 يونيو الحالي، الولايات المتحدة لتحمل مسؤولياتها، وإجبار إسرائيل على وقف تصعيدها واقتحاماتها للأقصى.

ولا تزال محاولات اقتحام الاحتلال لمناطق الضفة مستمرة، وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بإصابة 3 فلسطينيين صباح اليوم الخميس في مدينة ومخيم جنين التي شهدت منتصف مايو الماضي مقتل الصحفية شيرين أبوعاقلة.

مقتل أبوعاقلة لم يغير الانحياز الأمريكي لإسرائيل

تعامل إدارة بايدن مع مقتل الصحفية الفلسطينية-الأمريكية، شيرين أبوعاقلة، لم يرض أعضاء الكونجرس الأمريكي، وتقدم السيناتوران، الديمقراطي جون أوسوف، والجمهوري ميت رومني، بخطاب لوزير الخارجية يطالب بتقرير مفصل بشأن التحقيقات في غضون 30 يومًا، مشددين على ضرورة أن تضمن الإدارة الأمريكية تحقيقًا شاملًا وشفافًا وعادلًا.

وفي سياق متصل دعا 25 عضوًا بالكونجرس معروفين بتأييدهم لإسرائيل، الإدارة الأمريكية للضغط على السلطة الفلسطينية لإجراء تحقيقات مشتركة بشأن مقتل أبوعاقلة، وتسليم الرصاصة التي اغتالتها إلى سلطات الاحتلال.

رفض إسرائيلي لاستئناف التفاوض

الجانب الإسرائيلي رفض مقترحًا للإدارة الأمريكية بعقد قمة خماسية رفيعة المستوى بين وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، خلال زيارة مستشار الأمن القومي، إيال هولاتا، إلى واشنطن الأسبوع الماضي، حسب موقع أكسيوس.

ولفت الموقع إلى اتفاق تشكيل الائتلاف الحاكم بين قوى اليسار والعرب من جهة، والتيار اليميني بزعامة رئيس الوزراء الحالي، نفتالي بينيت، من جهة أخرى، وما تضمنه من تجنب أي مبادرة كبيرة بشأن عملية السلام وحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بجانب تأكيد هولاتا أن ظروف الجانبين (إسرائيل وفلسطين) لا تسمح بذلك في الوقت الحالي.

مخاوف بشأن مستقبل التفاوض

الإدارة الأمريكية تسعى لإحداث أي اختراق في القضية الفلسطينية لضمان نجاح جولة بايدن المرتقبة إلى المنطقة، بعد تأجيلها من نهاية يونيو إلى منتصف يوليو المقبل، دون المجازفة بانهيار الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، حسب وسائل إعلام أمريكية.

وتثير الشائعات حول صحة الرئيس الفلسطيني المخاوف بشأن مستقبل التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيلي وبديل عباس، بعد أن عيّن الأخير حسين الشيخ أمينًا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ثاني أرفع المناصب بالسلطة، ما اعتبره محللون تمهيدًا لخلافة الرئيس الحالي.

خلافة عباس .. صراع داخلي أم عارض صحي ؟

الرئاسة الفلسطينية نشرت صورًا للرئيس محمود عباس في أثناء مشاركته، هاتفيًا، أمام مؤتمر “وثائق الملكيات والوضع التاريخي للمسجد الأقصى المبارك”، يوم الأربعاء 8 يونيو، ردًا على شائعات بشأن وفاته، ونقل صلاحيات جوهرية إلى حسين الشيخ، اعتبرها الأخير محاولة للعبث بالداخل الفلسطيني.

وذكرت وكالة قدس برس أن عباس لم يعد قادرًا على أداء مهامه بالشكل المطلوب، ونقلت عن مصادر لم تسمها أنه تعرّض لإرهاق شديد عقب زيارة وزير الخارجية الأردني لرام الله. وأشارت الوكالة إلى أن التهويل بشأن تدهور صحة الرئيس يعود إلى صراع أجنحة داخل حركة فتح امتد إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عقب تصعيد الشيخ نهاية مايو الماضي.

ربما يعجبك أيضا