«الليو وصاروخ ماديرا».. عندما يشتاق القدر لمتعة المواجهات الكبرى

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

حوار تنافسي اعتاد أن يقوله أحدهما للآخر على المستطيل الأخضر دون التفوه بكلمة، إذ يعد كل منهما منافسه بأشياء عظيمة ستحدث هناك بالقرب من مرمى فريقه، كي يراها البعض الأفضل في التاريخ.

ورغم أنها من الممكن أن تكون هي المرة الأخيرة، التي يفرض فيها هذا المشهد نفسه، إلا أن كرة القدم لم تكتف من هذا الصراع الأبدي بين عملاقي المستديرة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، لتضعهما الأقدار على الطريق ذاته من جديد، وتضرب بينهما موعدًا لمواجهة كبرى، قد تكون بمثابة التتويج الأخير.

عن «الأبطال»

1

المواجهة الكبرى، التي اشتاقت الأقدار لخطف مزيد من اللحظات الممتعة بين العملاقين من خلالها، كانت قد جاءت ضمن منافسات المقرر لها في الجولة الأخيرة من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا.

وفي هذا السياق، تبدأ غدًا الثلاثاء، منافسات الجولة السادسة الأخيرة ضمن دور المجموعات، والتي تلعب على يومين، وسيعرف بها كافة المتأهلين الـ16 لدور ثمن النهائي، والفرق الثمانية المنتقلة إلى الدوري الأوروبي.

ويخوض 13 فريقًا الجولة الأخيرة، بهدف البقاء، حيث يتنافسون على 7 مقاعد متبقية في مرحلة ثمن النهائي، بينما حجرت الفرق التسعة الأخرى مبكرًا مقاعدها، وهي: بايرن ميونيخ، مانشستر سيتي، ليفربول، تشيلسي، إشبيلية، بوروسيا دورتموند، بورتو، برشلونة ويوفنتوس.

ورغم أن كلًا من برشلونة واليوفي قد ضمنا التأهل بالفعل لثمن النهائي، إلا أن مواجهتهما ستحسم هوية متصدر المجموعة السابعة التي يحتلها البرسا حاليًا بـ18 نقطة متقدمًا بـ3 نقاط على «السيدة العجوز» الوصيف.

ويكفي التعادل لبرشلونة، الفريق الوحيد الذي انتصر في الجولات الخمسة، ليحافظ على صدارته أما يوفنتوس فعليه أن يفوز بأكثر من هدفين لينتزع القمة.

تحدي «السيدة العجوز» لأبناء كتالونيا

SO3PdszvC3I

يقف فريق يوفنتوس الإيطالي، بالمرصاد لأبناء كتالونيا، من جديد، حيث أن تلك المواجهة ستحدد هوية متصدر المجموعة، تزامنًا مع عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لحلبة المنافسة من جديد.

إذ تغيب رونالدو عن لقاء الذهاب بين الفريقين، بسبب إصابته بفيروس كورونا، لكن الآن كلا اللاعبين جاهزين لخوض هذه المواجهة النارية التي ستخطف الأضواء بلا أدنى شك.

وفي المقابل، يبدو أن المواجهة، قد تكون في خطر بالنسبة لأبناء كتالونيا، بعد تردد أنباء قرار المدير الفني لنادي برشلونة رونالد كومان، خوض المباراة بالبدلاء، ولكن من الأرجح نفي هذه الشائعات خلال الساعات القليلة القادمة، إذ تحظى مثل هذه اللقاءات المرتقبة بأهمية خاصة لدى عشاق كرة القدم، ومن المتوقع أن تحطم أرقامًا قياسية في نسب المشاهدة، وذلك بسبب اشتياق الجماهير لرؤية صاروخ وماديرا والليو وجهًا لوجه على أرض الملعب من جديد.

ومن المقرر أن يكون اللقاء، غدًا الثلاثاء، في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة، والحادية عشر مساءً بتوقيت مكة المكرمة، والثانية عشر بتوقيت الإمارات.

المواجهات المباشرة.. قد تكون الأخيرة

1058328

يتجدد اللقاء، الذي ربما سيكون الأخير بين الثنائي الذي يعلم الجميع مدى صعوبة سرد الأرقام القياسية التي حققها كلًا منهما على ملاعب الساحرة المستديرة، خاصة في الفترة التي جمعت بينهما لما يقارب الـ14 عامًا.

فبعد مرور عامين ونصف على رحيل صاروخ ماديرا عن أجواء الدوري الإسباني لكرة القدم، سيعود النجم البرتغالي للمنافسة على ملعب “كامب نو” لأول مرة منذ رحيله عن فريقه السابق ريال مدريد، وبعدما حالت إصابته بكورونا دون أن يلتقي بأبناء البرسا في لقاء الذهاب بإيطاليا.

وعن المواجهات المباشرة بين الثنائي العملاق، قبل هذا اللقاء المرتقب، فكانت قد جمعت بينهما العديد من المنافسات، سواء كانت ضمن بطولة الدوري الإسباني، أو على الصعيد الدولي.

إذ تقابل رونالدو وميسي في 35 مباراة على جميع الأصعدة “الأندية والمنتخبات”، وحقق النجم الأرجنتيني الفوز في 16 مباراة، بينما لم ينتصر الدون سوى في 10 مباريات فقط، وانتهت بقية المواجهات بالتعادل والبالغ عددها 9 مباريات.

وسجل ميسي في المباريات التي واجه فيها رونالدو 22 هدفاً، على الجانب الآخر أحرز صاروخ ماديرا 19 هدفًا.

وكانت أول مباراة قد جمعت بينهما، في الـ23 من أبريل بذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين برشلونة ومانشستر يونايتد، وانتهت تلك المباراة بالتعادل السلبي، وبعدها بأسبوع واحد تواجها مجددًا في لقاء العودة وانتصر الشياطين الحمر بهدف نظيف لم يحمل توقيع الدون.

أما على نطاق الدوري الإسباني، فبعد انتقال صاروخ ماديرا لريال مدريد، تواجه الثنائي في 30 كلاسيكو، حيث انتصر برشلونة في 14 مباراة، مقابل ثمانية انتصارات فقط لريال مدريد، وانتهت 6 مباريات بالتعادل.

وفي منافسات تشامبيونزليج، تقابل الثنائي في 5 مناسبات، انتصر ليونيل ميسي في مباراتين، مقابل فوز واحد لرونالدو، وانتهت مباراتين بالتعادل، بينما أحرز البرغوث 3 أهداف ولم ينجح الدون بتسجيل أي هدف.

أما على صعيد المنتخبات، فقد تقابل منتخب البرتغال بقيادة رونالدو ضد منتخب الأرجنتين رفقة ميسي، مرتين، إذ انتهت المباراة الأولى عام 2011 بفوز الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، وسجل كل لاعب حينها هدفًا في المباراة، ثم تقابلا مجددًا بعد 3 سنوات، وانتصر البرتغال بهدف نظيف، ولم يسجل كلاهما أي هدف.

إحصائيات قاتلة

soc messi rondaldo ill b1 1296x729 1

بالاستمرار عن الحديث، على عملاقي الساحرة المستديرة كريستيانو وميسي، فقد حقق كلًا منهما على مستوى الأندية تاريخ وإحصائيات لا تعد من الأهداف، إذ نجح الليو قائد برشلونة الحالي، في أن يحرز 652 هدفًا في مسيرته مع الأندية منذ كان في مرحلة الناشئين وذلك في 775 لقاء.

إذ استطاع إحراز 641 هدفًا مع الفريق الأول للنادي الكتالوني في 743 مباراة، و5 أهداف في 15 لقاء مع ناشئي برشلونة، بالإضافة إلى 6 أهداف في 17 مباراة مع الفريق الثاني لبرشلونة.

في المقابل، أحرز رونالدو في مسيرته منذ مرحلة الشباب 648 هدفًا في 860 لقاء أي أقل بأربعة أهداف فقط من ليونيل ميسي.

وبالتفصيل، شارك الدون في 31 لقاء مع سبورتينج لشبونة الفريق الأول، وأحرز 5 أهداف وتمكن من تسجيل 118 هدفً في 292 لقاء رفقة مانشستر يونايتد، بعد الانتقال للدوري الإنجليزي الممتاز.

أما في الدوري الإسباني، فقد استطاع الدون أن يسجل 450 هدفًا في 438 لقاء بقميص ريال مدريد، بالإضافة إلى 75 هدفًا في 97 لقاء مع يوفنتوس بعد الانتقال إلى الدوري الإيطالي.

وعلى المستوى الأهداف الدولية، فقد أحرز الليو 14 هدفًا في 18 لقاء مع منتخب الأرجنتين تحت 20 عامًا، وهدفين في 5 مباريات مع المنتخب الأولمبي الأرجنتيني، و71 هدفًا في 142 لقاء مع منتخب التانجو الأول ما يعني تسجيل 87 هدفاً في 165 لقاء.

أما كريستيانو رونالدو فقد سجل على المستوى الدولي 7 أهداف في 9 مباريات مع منتخب بلاده تحت 15 عامًا، و5 أهداف في 7 مباريات مع منتخب دون 17 عامًا وهدف في 5 مباريات مع منتخب تحت 20 عامًا، و3 أهداف في 10 مباريات مع منتخب دون 21 عامًا، وهدفين في 3 مباريات بقميص المنتخب دون 23 عامًا، ثم 102 هدف في 170 لقاء مع المنتخب الأول للبرتغال.

ويعد مجموع الأهداف الدولية لدى كريستيانو رونالدو هي 120 هدفًا في 204 لقاءات، بينما ميسي أحرز 87 هدفًا في 165 لقاء ما يعني تفوق الدون على المستوى الدولي بفارق 33 هدفَا.

ومؤخرًا استطاع، كريستيانو رونالدو، مهاجم يوفنتوس الإيطالي أن يسجل الهدف رقم 750 في مسيرته ككل، خلال فوز ناديه بنتيجة 3-صفر على دينامو كييف، الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد الجوائز الفردية، فقد فاز الثنائي بكم لا يعد ولا يحصى من الجوائز الخاصة، ولعل أبرزها جائزة الكرة الذهبية التي أحرزها ليونيل ميسي 6 مرات أعوم 2009، 2010، 2011، 2012، 2015، بالإضافة إلى جائزة الأفضل من الاتحاد الدولي لكرة القدم “مرة واحدة” عام 2019.

أما الدون فقد حصل عليها 5 مرات، أعوام 2008، 2013، 2014، 2016، 2017، بالإضافة إلى جائزة الأفضل من فيفا “مرتان” في الأعوام 2016، 2017 ذاتها.

على الأبواب.. رقم تاريخي جديد

1 7

على صعيد الأرقام القياسية، فلا رونادو يمل، ولا الليو يكل.. إذ يسعى الثنائي بكل قوتهما من وراء الهواية الأقرب لهما وهي كتابة التاريخ بمجموعة مميزة ونادرة من الأرقام القياسية.

وعلى الأبواب، يحاول الثنائي تحقيق رقمين قياسيين يحتفظ بيهما الأسطورة البرازيليه بيليه.

وسعيًا لخطف هذه الأرقام من جعبة بيليه، سجل رونالدو هدفًا غاليًا مع فريقه في شباك دينامو كييف الأوكراني، الأربعاء الماضي، وصل به إلى رقم 750 خلال مسيرته، سواء مع الأندية التي لعب لها أو مع منتخب بلاده.

ووفقًا لإحصائيات الكرة، فإن احتفاظ رونالدو بـ750 هدفًا أحرزهم في 1028 مباراة، يقترب بشدة من البرازيلي الأسطوري بيليه، صاحب المركز الثالث في قائمة هدافي كرة القدم عبر التاريخ، والذي سجل 767 هدفًا مع الأندية ومنتخب السامبا في 831 مباراة.

في المقابل، يسعى ميسي، للاقتراب أكثر فأكثر من اقتناص لقب أكثر لاعب في تاريخ كرة القدم يحرز أهدافًا مع فريق واحد.

ويحتاج ميسي 3 أهداف فقط ليتخطى الرقم التاريخي لبيليه مع سانتوس برصيد 643 هدفًا بقميص نادي واحد فقط، بينما البرغوث يمتلك 641 هدفًا حتى الآن بقميص برشلونة.

ربما يعجبك أيضا