أزمة البحر الأسود.. روسيا تتهم مدمرة بريطانية بانتهاك حدودها والأخيرة تنفي

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

أوقف أسطول البحر الأسود، المدمرة البريطانية “ديفيندر” قال إنها اجتازت الحدود الروسية ودخلت البحر الإقليمي بالقرب من كيب فيولنت لمسافة ثلاثة كيلومترات، وكان من الضروري إطلاق طلقات تحذيرية، لكنها “لم تتفاعل مع التحذير”.

ووصفت وزارة الدفاع الروسية عبور المدمرة البريطانية بالتصرفات الخطيرة، وقالت: “التصرفات التي قامت بها المدمرة البريطانية في البحر الأسود تعد انتهاكا صارخا لمعاهدة الأمم المتحدة حول القانون البحري لعام 1982″.

ودعت الدفاع الروسية الجانب البريطاني لفتح تحقيق دقيق بشأن تصرفات طاقم المدمرة “ديفيندر” من أجل الحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلا”.

بريطانيا تنفي

رفضت المملكة المتحدة مزاعم روسيا بإطلاق طلقات تحذيرية على السفينة الحربية البريطانية “إتش إم إس ديفيندر” في البحر الأسود، أثناء إبحارها قبالة ساحل إقليم القرم المتنازع عليه.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه “لم يتم إطلاق أي طلقات تحذيرية” على المدمرة، في تناقض مع تصريح أدلى به نظيره الروسي قال فيه إن أعيرة نارية أطلقت وأن طائرة حربية أسقطت أربع قنابل بالقرب من السفينة.

قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إن “إتش إم إس ديفيندر”، كانت تقوم “بعبور روتيني من أوديسا باتجاه جورجيا عبر البحر الأسود” باستخدام “ممر فصل حركة المرور المعترف به دوليًا” والذي خرجت منه السفينة في حوالي الساعة 9.45 صباحًا بتوقيت المملكة المتحدة.

وأضاف الوزير البريطاني أن “السفن الروسية حجبت مرورها”، وألمح إلى أن النشاط الروسي جزء من تدريبات مخطط لها مسبقًا، وقالت والاس: إن طاقم السفينة “إتش إم إس ديفيندر” قد أُبلغوا بالتدريبات “في محيطها الأوسع”.

وأضافت مصادر دفاعية أن الروس يجرون تدريبات على إطلاق النيران كما تدرب الطائرات في المنطقة، كان الجيش الروسي قد زود “إتش إم إس ديفيندر”، والسفن الأخرى المبحرة في المنطقة بتحذير مسبق.

وقال الروس: إن الحادث وقع بالقرب من كيب فيولنت، وهو معلم بارز على ساحل شبه جزيرة القرم، حيث ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014 في خطوة يدينها الغرب الذي لا يزال يعتبرها أراضي أوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن السفينة “إتش إم إس ديفيندر” تركت ما وصفته بالمياه الروسية بعد ذلك بوقت قصير، بعد أن ابحرت بما يصل إلى ميلين (3 كيلومترات) في الداخل.

لقد تم تحذير المدمرة من استخدام الأسلحة إذا تجاوزت حدود الاتحاد الروسي، وأضافت أن قاذفة روسية من طراز Su-24 أسقطت أربع قنابل شديدة الانفجار كتحذير.

سياسة عدوانية

أصبحت حوادث الطائرات أو السفن شائعة على حدود روسيا، خاصة أثناء التوترات المتزايدة مع الغرب، ولكن نادرًا ما تؤدي إلى إطلاق نار.

في وقت سابق في يونيو، قالت البحرية الملكية: إن السفينة “إتش إم إس ديفيندر”، “ابتعدت” عن مجموعة ضاربة تقوم بعمليات الناتو في البحر الأبيض المتوسط ​​لتنفيذ “مجموعة مهامها الخاصة” في البحر الأسود.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: إن إطلاق روسيا طلقات تحذيرية يظهر سياسة عدوانية واستفزازية تشكل تهديدا لأوكرانيا وحلفائها.

وقال على تويتر: “ما حدث دليل واضح على موقف أوكرانيا، وأن تصرفات روسيا العدوانية والاستفزازية في البحر الأسود وبحر آزوف واحتلالها وعسكرة القرم تشكل تهديدًا دائمًا لأوكرانيا وحلفائها”.

وأضاف الوزير الأوكراني: “نحن بحاجة إلى نوعية جديدة من التعاون بين أوكرانيا وحلفاء الناتو في البحر الأسود”.

موسكو تستدعي السفير البريطاني

على خلفية اتهام روسيا، لسفينة بريطانية، باختراق مياهها الإقليمية في البحر الأسود، استدعت الخارجية الروسية، السفير البريطاني لديها، ووصفت الوزارة، حادث السفينة البريطانية في البحر الأسود، بأنه “عملا استفزازيا”.

من جانبها ردت وزارة الدفاع البريطانية، بأنها لن تتوانى عن التمسك بالقانون الدولي للبحار، والتضليل الروسي أمر نراه على نحو متكرر.

من جهة أخرى، اعتبرت السفارة الروسية في واشنطن، أن حجم تدريبات Sea Breeze الأمريكية – الأوكرانية في البحر الأسود، يزيد من خطر وقوع حوادث غير مقصودة في البحر الأسود.

وذكرت السفارة، أن روسيا لهذا السبب، تدعو الولايات المتحدة وحلفاءها إلى التخلي عن هذه المناورات، وأضافت في تغريدة على “تويتر”: “لا يتوافق الحجم والطبيعة العدوانية الواضحة لهذه المناورات بتاتا، مع المهام الأمنية الحقيقية في منطقة البحر الأسود”.

وأشارت إلى أن هذه التدريبات، “تزيد من مخاطر وقوع حوادث غير مقصودة وتشجع المزاج الحربي لدى سلطات كييف”.

وستقام التدريبات في الفترة من 28 يونيو إلى 10 يوليو في مياه البحر الأسود، وسيشارك فيها 5000 عسكري و32 سفينة من 32 دولة.

في وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: إن الناتو سيقوم تحت ستار مناورات Sea Breeze، بتزويد أوكرانيا بأسلحة حديثة، سيتم تسليمها لاحقا إلى القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب القوميين في دونباس.

من جانبها أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إلى أن الناتو يكثف نشاطه العسكري في البحر الأسود ويزيد عدد التدريبات مع أوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا