«مضللة وتخدم الميليشيات».. واشنطن تقلم أذرع إيران الإلكترونية

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

قبل أسبوع من بدء الجولة السابعة من المفاوضات غير المباشرة التي تعقد بين واشنطن وطهران، تقرر الحكومة الأمريكية مصادرة وحجب عشرات المواقع الإلكترونية التابعة لوسائل إعلام إيرانية إثر بثها لمحتوى مضلل يساعد على تنمية التطرف، 33 موقعا منها يستخدمها اتحاد الإذاعات والتليفزيون الإيرانية، وثلاثة مواقع تديرها ميليشيات حزب الله اللبناني، وأخرى تابعة لميليشيا الحوثي اليمنية.

في مارس الماضي، قامت وزارة العدل الأمريكية بإغلاق مواقع إلكترونية، قالت الميليشيات آنذاك أنها خطوة لضمان عدم وجود نفوذ الإيرانيين في الانتخابات العراقية، في حين أنها كانت من أجل مواجهة التطرف الذي تتم ممارسته من قبل هذه المواقع.

معلومات كاذبة وتخدم الميليشيات

امري

بحسب الحكومة الأمريكية فإنه تم إغلاق عشرات المنصات الإلكترونية في كل من العراق واليمن ولبنان تقوم ببث محتوى متطرف بلغات مختلفة، موضحة أن جميع هذه المواقع مرتبطة بإيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وزارة العدل الأمريكية قالت إن الولايات المتحدة صادرت، بناء على أوامر قضائية، ثلاثة وثلاثين موقعا إلكترونيا يستخدمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الإيرانية، وثلاثة مواقع يديرها فصيل كتائب حزب الله العراقي المدعوم من إيران لانتهاكها العقوبات الأمريكية المفروضة. وقد نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين أمريكيين أن الخطوة تهدف إلى مواجهة المعلومات المضللة التي تنشرها هذه المواقع.

ما تقوم به وزارة العدل الأمريكية إذن تجاه الموقع الإلكترونية الإيرانية، يأتي ضمن مهامها في مكافحة الإرهاب والتطرف، إذ يرى مراقبون بأن هذه الخطوة لا يجب أن تقتصر فقط على المواقع التابعة لإيران، إذ أن هناك مواقع إلكترونية روسيا لا تقل خطورة عن مثليتها الإيرانية.

«بلطجي وغير قانوني»

من جهتها، قالت طهران، إن الإغلاق تم في إطار العقوبات الأمريكية. ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية قرار الولايات المتحدة الأمريكية بحجب عشرات المواقع التابعة لوسائل إعلام إيرانية بأنه «إجراء بلطجي وغير قانوني»، معتبرة أن هذه السياسة لن تحقق لواشنطن «سوى المزيد من الهزيمة والفشل».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الأربعاء، إن «إغلاق مواقع إلكترونية لوسائل إعلام تابعة لمنظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، تجسيد لمحاولات أمريكا الممنهجة والرامية إلى تقييد حرية التعبير على الصعيد العالمي وخنق الأصوات المستقلة في الفضاء الإعلامي».

وتابع بالقول: إن «هذا القرار يدل على المعايير المزدوجة المشينة التي تعتمدها الولايات المتحدة”، معتبرا أن “الإدارة الأمريكية الحالية ماضية بنفس الاتجاه الذي سارت عليه الإدارة السابقة، وهذه السياسة لن تحقق لواشنطن سوى المزيد من الهزيمة والفشل».

محادثات فيينا ليست ببعيدة

هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها السلطات الأمريكية على اتخاذ مثل هذا الإجراء، غير أن التوقيت هذه المرة، ينبئ بأن واشنطن تريد إيصال رسائل لإيران بأنها ستواصل الرد على الخطوات الإيرانية.

الكاتب والباحث السياسي محمد صالح صدقيان، يرى بأن هذه الخطوة لا تعزز الثقة بين الإيرانيين والأمريكيين، خصوصا وأن تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، حول وجود اتفاقات أكبر من الملف النووي مع إيران. ولم يستبعد صدقيان أن تكون خطوة حجب المواقع منفصلة عن إطار مباحثات فيينا.

ربما يعجبك أيضا