بطائرة عسكرية.. مصر تعيد أبناءها من جحيم كابول

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – نجحت مصر في إعادة أعضاء بعثتها الدبلوماسية والأزهرية والجالية المصرية في أفغانستان إلى القاهرة، بعد نقلهم من مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة كابل، على متن طائرة عسكرية مصرية، في ظل تطورات الأحداث في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، وسط إشادة بمواقف القيادة السياسية ودعمها ومساندتها المستمرة لأبناء مصر في الخارج.

“كواليس العودة”

في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء؛ استقبل مطار شرق القاهرة العسكري، أفراد الجالية المصرية في أفغانستان، عقب نقلهم من مطار حامد كرازي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول، على متن طائرة عسكرية مصرية، تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

الجالية المصرية، ضمت 23 فردا من أعضاء بعثة الأزهر الشريف، وأعضاء السفارة المصرية في أفغانستان، فضلا عن عدد من المصريين المقيمين في أفغانستان الذين أبدوا رغبة في العودة إلى مصر بعد سيطرة حركة طالبان الإرهابية على أفغانستان وفرار الجميع من حكمها.

وحظت البعثة المصرية باستقبال حافل فور وصولها، إذ تم استقبالهم بالورود، في وجود عدد من كبار قادة القوات المسلحة المصرية، فضلا عن إجراءات الفحوصات الطبية اللازمة لأعضاء البعثة وإتمام إجراءات وصولهم، في إطار تعليمات وزارة الصحة للحد من انتشار فيروس كورونا.

وعلى مدار الأيام الماضية، تواصلت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب والأفغان الراغبين في ترك بلدهم من مطار كابول، وسط تلميحات من جانب الحركة الإرهابية بوقف الجسور الجوية المكثفة حاليا.

“توجيهات السيسي”

القائم بأعمال السفارة المصرية في أفغانستان حسن عبد السلام النجار، قال إن الرئيس المصري، وجه بإرسال طائرة عسكرية لنقل المصريين المقيمين في أفغانستان إلى أرض الوطن، تفادياً لتعرضهم لأي أذى في ظل الوضع هناك، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا أمنيا جرى على أعلى مستوى، بدأت من اختيار التوقيت المناسب للتحرك دون التعرض لأي مخاطر، فضلاً عن تأمين التحركات كاملة حتى عادت البعثة بسلام.

وتابع في حديث مع “سكاي نيوز”: “بعودة الطائرة العسكرية؛ فإنه لا يوجد مواطن مصري يرغب في العودة لأرض الوطن ولم يعد، وأن جميع المصريين آمنين من أي ظروف تعيشها دولة أفغانستان.

وأكد أحمد عامر أحد أعضاء الجالية المصرية، أن السفارة المصرية حرصت على توفير سبل الإعاشة والتأمين والدعم منذ منتصف أغسطس فور انتشار الفوضى في البلاد، مكملا: “هناك مواطنون من دول أخرى نظروا بعين الفخر والتقدير للجالية المصرية، واهتمام القيادة المصرية باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتأمين عودتهم في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها أفغانستان”.

“البعثة الدبلوماسية”

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مساء اليوم الثلاثاء؛ استقبال وزير الخارجية المصرية سامح شكري، أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية في كابول، في أعقاب عملية الإجلاء، للاطمئنان على أعضاء البعثة والتأكيد على مساندة القيادة السياسية لأبنائها في الخارج.

وأشارت الوزارة إلى أنها عملت من خلال السفارة المصري في كابول وكافة أجهزة الدولة المعنية على مدار الساعة من أجل المتابعة الوثيقة واتخاذ كل الإجراءات لضمان سلامة جميع المواطنين المصريين والاطمئنان عليهم وتنسيق عودتهم، في ضوء التطورات الأخيرة في أفغانستان وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية.

“إشادة واسعة”

ولاقت مشاهد عودة البعثة المصرية إلى القاهرة، تفاعلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، وإشادة بردود فعل الدولة المصرية مع أبنائها، ومساندتهم في كافة الظروف الحرجة التي قد يتعرضون لها، مسترجعين تدخل الدولة في إعادة المصريين من مختلف دول العالم في ظل أزمة كورونا، فضلا عن إعادة المصريين من ليبيا بعد تعرضهم لمخاطر كبيرة.

وشكر الدكتور نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة لدورها فى تأمين عودة البعثة الأزهرية من أفغانستان بعد التطورات الأخيرة التى شهدتها والتى كانت يمكن أن تمثل خطرًا على تواجدهم هناك، مبينا أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تابع عودة مبعوثى الأزهر بشكل مستمر ولحين عودتهم إلى أرض الوطن بسلام.

وأشاد عضو مجلس النواب أحمد مهني، في بيان بتوجيهات السيسي بعودة المصريين من أفغانستان، مؤكدا أن مصر تحافظ على أبنائها في الخارج كما تحافظ عليهم في الداخل؛ فهو تحرك سريع نحو حماية المصريين في الخارج، وأن تحرك الدولة المصرية يؤكد حفظ كرامة المصريين المصانة في الداخل والخارج؛ فالقيادة السياسية الحكيمة التي لا تنسى أبناءها تحركت بشكل سريع بمجرد الأحداث الأخيرة في أفغانستان.

ربما يعجبك أيضا