فصل جديد من العلاقات.. ماذا تحمل زيارة أردوغان إلى الإمارات؟

محمود طلعت

زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات لبحث العديد من الملفات المشتركة وقضايا المنطقة. فماذا تحمل تلك الزيارة؟.


تمثل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات، الإثنين (14 فبراير 2022)، والمستمرة ليومين، فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية، والمضي بها نحو آفاق أرحب مستقبلًا.

تنتظر الأوساط الاقتصادية التركية نتائج زيارة أردوغان الهامة للإمارات، وانعكاساتها على صعيد زيادة حجم التجارة الثنائية وفرص الاستثمار الواعدة بين البلدين.

أهداف الزيارة وأهميتها

من المقرر أن يجري أردوغان محادثات ثنائية في أبوظبي ودبي، ويفتتح «اليوم الوطني التركي» في «إكسبو 2020 دبي»، ويلتقي عددًا من رجال الأعمال، ويوقّع مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية.

وفي نوفمبر الماضي 2021 شهدت العلاقات بين أبوظبي وأنقرة نقلة نوعية تزامنت مع زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا، تلبية لدعوة وجهها له الرئيس أردوغان.

السلام الإقليمي

أردوغان استبق زيارته للإمارات، بمقال نشره في صحيفة «خليج تايمز» الإماراتية، أشار فيه إلى تطور العلاقات مع الإمارات إلى تعاون حقيقي، ودعا إلى حل المشاكل الإقليمية بـ”التعاون”. وأعرب الرئيس التركي، في المقال الذي عنونه بـ«حان وقت السلام الإقليمي ومبادرات التعاون»، عن رغبة بلاده في تطوير التعاون مع الإمارات في مختلف المجالات، بالإضافة إلى العمل المشترك في تحقيق السلام الإقليمي.

وأشار إلى أن الإمارات هي الشريك التجاري الأكبر لتركيا من بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، فقد بلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين حوالي 89.6 مليار دولار خلال العقد الماضي، فيما يستمر حجم التجارة في النمو كل عام.

صندوق استثمار

أعلنت الإمارات، خلال زيارة محمد بن زايد الأخيرة إلى تركيا، عن تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في تركيا، يركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.

واكتسبت الزيارة وقتها أهمية استثنائية، فقد نقلت العلاقات مع تركيا إلى مرحلة جديدة، من منطلق علاقات تاريخية وجغرافية ودينية ومصالح مشتركة.

تعزيز العلاقات

تقدّر تركيا الدور المهم الذي تضطلع به الإمارات إقليميًّا ودوليًّا، فقد أعلن أردوغان أن زيارته للإمارات ستفتح صفحة جديدة بين البلدين، وستكون انطلاقة لحقبة جديدة من الصداقة والتعاون.

يقول رئيس مجلس الأعمال التركي الإماراتي توفيق أوز: إن توطيد العلاقات بين البلدين في مجالات الصناعة الدفاعية والرقمنة والطاقة والسياحة والصحة، وغيرها، سيتيح فرصًا جديدة للقطاع الخاص والمستثمرين في كلا البلدين.

تعاون اقتصادي

وقعت الإمارات وتركيا في عام 1984 اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها عدة اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بحسب وكالة أنباء الإمارات «وام».

وبلغت قيمة التجارة بين البلدين، في النصف الأول من 2021، أكثر من 26.4 مليار درهم، بقفزة نمو بلغت 100% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.

مجالات الشراكة

تأتي تركيا في المرتبة الـ11 بين أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالميًّا، والشريك التجاري الأكبر لتركيا على مستوى منطقة الخليج.

ويوجد ما يقارب 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي، ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في تركيا، إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ، والقطاع السياحي.

حجم الاستثمارات

بلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي إلى تركيا نحو 18.4 مليار درهم في نهاية عام 2020، فيما بلغ رصيد الاستثمارات التركية في دولة الإمارات حتى بداية عام 2020 أكثر من 1.3 مليار درهم.

وتركز الاستثمارات التركية على قطاعات البناء والتشييد، والعقارات، والقطاع المالي والتأمين، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات.

ربما يعجبك أيضا