رد أمريكا على مقتل جنودها.. حتمي مع تجنب ما لا يحمد عقباه

هل تبحث واشنطن عن رد على مقتل جنودها يتناسب مع الضغوط الانتخابية؟

يوسف بنده
مرصد مراكز الأبحاث| الانتقام الأمريكي من إيران.. وعلاقات الصين وإسرائيل.. ودعم «العدل الدولية»

من المرجح أن تحاول حكومة بايدن، تحت ضغط الجمهوريين والمناخ الانتخابي، إظهار رد فعل لا يظهر حالة من الضعف والتقاعس أمام طهران.


تترقب المنطقة رد واشنطن على الهجوم الذي أدى إلى مقتل جنود أمريكيين على الحدود الأردنية بالقرب من قاعدة التنف داخل الأراضي السورية.

واتهمت الإدارة الأمريكية إيران بالمسؤولية عن الهجمات التي تطال قواتها في المنطقة، نظرًا للدعم المالي والعسكري الذي تقدمه للجماعات الموالية لها في المنطقة.

اقرأ أيضًا: الحشد شمالًا.. هل لبنان على أعتاب حرب جديدة مع إسرائيل؟

قاعدة "التنف" الأمريكية جنوب سوريا

قاعدة “التنف” الأمريكية جنوب سوريا

حتمية الرد

حسب تقرير صحيفة بوليتيكو الأمريكية، الاثنين 29 يناير، يجري الرئيس الأمريمي، جو بايدن وفريقه الأمني مشاورات لاختيار سيناريو الرد الأفضل، بما لا يفتح الباب لحرب واسعة، في ظل التوتر السائد في المنطقة على خلفية حرب غزة.

وكشفت الصحيفة أن إدارة بايدن ستركز على أن يكون الرد خارج الأراضي الإيرانية، باستهداف أفراد عناصر من فيلق القدس الإيراني في سوريا والعراق واليمن، أو أصول بحرية إيرانية في الخليج، أو شن هجوم كبير على الفصائل المدعومة من طهران، مع استبعاد استهداف مباشر للأراضي الإيرانية.

اقرأ أيضًارحيل نتنياهو.. موضوع في رسائل بين واشنطن وطهران

قاعدة التنف الأمريكية في سوريا

قاعدة التنف الأمريكية في سوريا

البحث عن متهم

رغم أن نائبة المتحدث باسم البنتاجون، سابرينا سينج، قد صرحت الاثنين الماضي، بأن الهجوم على قاعدة التنف يحمل بصمات كتائب “حزب الله” العراقية، لكن لم يتم تأكيد الجهة المتسببة بذلك الهجوم بعد.

ويبدو أن الولايات المتحدة تتعمد عدم الإفصاح عن الجهة المتورطة حتى تنفيذ هجماتها الانتقامية، أو ربما حتى عملياتها الانتقامية شاكلة لعدة جماعات مسلحة متهمة بتوجيه الضربات للقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.

وقد أعلنت كتائب حزب الله العراقي، أمس الثلاثاء 30 يناير، إيقاف عملياتها ضد القوات الأمريكية من أجل “عدم إحراج الحكومة العراقية”، موصية مقاتليها بـ”الدفاع السلبي مؤقتًا”.

اقرأ أيضًا«هجوم التنف».. هل كان جنود أمريكا كبش فداء؟

جنود أمريكيين

رسائل بين واشنطن وطهران

كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، الأربعاء 31 يناير، أن واشنطن وطهران تبادلتا الرسائل بعد هجوم التنف، شدد فيها الطرفان على عدم رغبتهما في التصعيد أو في توسيع الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي بقطاع غزة والدخول في حرب شاملة بالمنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن إيران كانت المبادرة ببعض الرسائل إلى واشنطن عبر السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في طهران، أكدت فيها أنه لا علاقة لإيران بهجوم المسيّرة الذي أودى بالجنود الأمريكيين متعمدةً استخدام الصيغة نفسها التي استخدمتها واشنطن لدى اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا من جانب إسرائيل حينما أكدت واشنطن أنه لا علاقة لها بالتصفيات.

اقرأ أيضًاتصاعد التوتر في البحر الأحمر.. واشنطن تطالب بكين بالضغط على طهران

اقرأ أيضًاقصف أربيل وإدلب.. هل تنتقم إيران لحادثة كرمان؟

61cadd714236044a733a4018

إيران

حالة قصوى

حسب الجريدة الكويتية، فقد رد الأمريكيون على الرسالة الإيرانية، وأكدوا أنهم سيردون على الهجوم لكنهم لا يرغبون في التصعيد.

وقد أعلنت إيران رفع حالة التأهب القصوى في قواتها الجوية، تحسبًا لأي ضربة عسكرية يتم توجيهها لأهداف داخل إيران. وحسب تقرير وكالة تسنيم الإيرانية، الاثنين الماضي، فقد أعلن قائد قوات الدفاع الجوي، العميد علي رضا صباحي فرد، تزويد وحدات الدفاع الجوي بجيل جديد من الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع.

اقرأ أيضًالمنع وقوع حرب في الشمال.. مسارعة نحو هدنة في غزة

2021119145746809L6

ضغط انتخابي

يشير المحلل السياسي الإيراني، صابر جول عنبري في صحيفة آرمان امروز، اليوم الثلاثاء، أن إدارة الرئيس بايدن تواجه ضغوطا من الجمهوريين على أعتاب الانتخابات الرئاسية، وهو ما يدفعها لحتمية الرد على الهجوم الذي استهدف جنودها، خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة الأمريكية منذ بداية حرب غزة عن مقتل بعض قواتها في المنطقة.

وأضاف عنبري، أن الحكومة الأمريكية حساسة عموماً تجاه قتل جنودها؛ خاصة إذا حدث هذا في وضع لا تكون فيه أمريكا في وضع حرب مباشرة كما هو الحال أثناء وجود القوات الأمريكية في أفغانستان. ومن المرجح أن تحاول حكومة بايدن، تحت ضغط الجمهوريين والمناخ الانتخابي، إظهار رد فعل لا يظهر حالة من الضعف والتقاعس أمام طهران.

اقرأ أيضًالمنع اتساع الحرب.. اتصالات غربية مع طهران

اقرأ أيضًابعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.. ما التغيرات المحتملة؟

وأوضح السياسي الإيراني، أن الإدارة الأمريكية لا تتطلع إلى خروج الأوضاع في المنطقة عن نطاق السيطرة وانتشار الحرب في المنطقة، فرغم تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة خلال الأشهر الماضية إلا أنه يعكس قلق جدي لدى الولايات المتحدة يتعلق بمخاوف اندلاع حرب واسعة النطاق.

ربما يعجبك أيضا