«هجوم التنف».. هل كان جنود أمريكا كبش فداء؟

بعد هجوم التنف.. هل تنتقم أمريكا من إيران أم من الفصائل المسلحة؟

يوسف بنده
قاعدة البرج 22 الأمريكية

"المسيّرات التي اغتالت المستشارين الإيرانيين انطلقت من «التنف» و«البرج 22» الذي يقع على الحدود الأردنية نسق استخباراتيًا لتلك العملية".


تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الأحد الماضي 28 يناير 2024، مقتل 3 جنود في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة شمال شرق الأردن.

الموقع المستهدف هو “البرج 22”، وهو موقع عسكري صغير يقع قرب الحدود الأردنية السورية، وقرب قاعدة التنف في جنوب شرق سوريا، حيث تعمل قوات أمريكية مع قوات أردنية على محاربة مسلحي تنظيم “داعش”.

اقرأ أيضًا: تصاعد التوتر في البحر الأحمر.. واشنطن تطالب بكين بالضغط على طهران

ناصر كنعاني

متحدث الخارجية الإيرانية

نفي إيراني

نفت إيران على موقع وزارة خارجيتها، الاثنين 29 يناير 2024، الاتهامات التي وجهت لها بالوقوف وراء الهجوم، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناضر كنعاني، إن “هذه الاتهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة”.

وكخطوة استباقية، أكد مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيروني، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، أن إيران ليست مسؤولة عن إجراءات أي فرد أو مجموعة بالمنطقة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، الاثنين.

وأضاف ايروني: إن “طهران ترفض بشكل قاطع مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، كما أكدنا سابقًا، لا توجد أي مجموعة تابعة للقوات المسلحة الإيرانية، سواء في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر، تخضع للسيطرة المباشرة أو غير المباشرة لجمهورية إيران أو تعمل بالنيابة عنها”.

اقرأ أيضًابعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.. ما التغيرات المحتملة؟

المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي

المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي

واشنطن لا نريد حربًا

حسب تقرير شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الاثنين، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى حرب” مع إيران، لكنه لم يستبعد احتمال أن يفكر الرئيس الأمريكي جو بايدن في توجيه ضربات داخل إيران.

وأضاف جون كيربي، أن الرئيس الأمريكي “سيرّد” على هجوم الأحد “بالطريقة الملائمة”، مضيفًا “لكننا لا نسعى إلى حرب مع إيران. لا نريد نزاعًا أوسع في الشرق الأوسط”.

وحسب تقرير مجلة “بوليتكو “الأمريكية، الاثنين، فقد أعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن أوامر لمستشاريه لبحث خيارات للرد على الهجوم، من بينها استهداف أفراد إيرانيين في سوريا أو العراق أو الأصول البحرية الإيرانية في الخليج العربي.

اقرأ أيضًابمعادلة «5+إيران».. هل يستأنف لبنان الاستحقاق الرئاسي؟

اقرأ أيضًالمنع وقوع حرب في الشمال.. مسارعة نحو هدنة في غزة

قاعدة التنف الأمريكية في سوريا

قاعدة التنف الأمريكية في سوريا

البحث عن متهم

يبدو أن واشنطن تبحث عن متهم بعيد عن إيران لتوجيه ضربة انتقامية، فحسب تقرير “سي إن إن”: “ما زال يجري تحديد الميليشيات المسؤولة على وجه التحديد، ومن جانبه، تعهد بايدن بأن الولايات المتحدة “سترد” على الهجوم”.

وحسب تقرير وكالو سبوتنيك الروسية، أمس الاثنين، صرّحت نائبة المتحدث باسم البنتاجون، سابرينا سينج، بأن الهجوم على قاعدة تنف يحمل بصمات كتائب “حزب الله” العراقية، لكن لم يتم إجراء تقييم نهائي بعد.

اقرأ أيضًاالرئيس الإيراني يزور تركيا تزامنًا مع اجتماع آستانة لحل الأزمة السورية

وحسب تقرير قناة الميادين، أمس الاثنين، فقد أعلنت حركة النجباء بالعراق في بيان: “لتعلم أمريكا أنها لن تثنينا عن هدفنا، ومرتزقتها وجنودها سيرحلون عن أراضينا”.

وأكدت الحركة: “إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تستهتر بمنطقتنا لدرجة أن رئيسها الخرف لا يعرف إن كان جنوده البائسون في الأراضي السورية أم الأردنية”.

اقرأ أيضًالمنع اتساع الحرب.. اتصالات غربية مع طهران

قوات أمريكية

قوات أمريكية

انتقام إيراني

دارت تساؤلات حول إن كان الهجوم على جنود قاعدة التنف داخل الأراضي السورية مرتبط بانتقام إيران ردًا على مقتل مستشاريها في سوريا، خاصة أن طهران اتهمت إسرائيل بالوقوف وراء هذه العمليات وتوعدت بالانتقام.

وحسب تقرير صحيفة “الجريدة” الكويتية، اليوم الثلاثاء 30 يناير، فإن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، عندما زار موسكو في الأيام الأخيرة، تلقى معلومات من الروس تؤكد أن عملية اغتيال قائد استخبارات الحرس الثوري بدمشق ومساعديه وقادة آخرين من الفصائل العراقية الموالية لطهران، تمت من قاعدة التنف الأمريكية التي تمتد على مساحة واسعة في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن.

اقرأ أيضًااجتماع مسار آستانة هل يمهد للتطبيع بين أنقرة ودمشق برعاية إيرانية؟

اقرأ أيضًاقصف أربيل وإدلب.. هل تنتقم إيران لحادثة كرمان؟

وحسب المصدر، فإن الروس سلموا لأحمديان أفلامًا وصورًا لأقمار صناعية وتجسسية، تؤكد أن الطائرات والمسيّرات التي قامت بعمليات الاغتيال انطلقت من «التنف»، وأن «البرج 22» الذي يقع على الحدود الأردنية ينسق استخباراتيًا لهذه العمليات ويقود المسيّرات.

وأكد أن أفلام الأقمار الصناعية الروسية أظهرت أن عددًا من الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية استقرت في «التنف»، وبالتالي يمكن أن تشن إسرائيل عملياتها انطلاقًا من هذه القاعدة، لكن هذه الأفلام لا تظهر إذا ما كانت الطائرات التي نفذت الاغتيالات أمريكية أم إسرائيلية.

اقرأ أيضًازيارة الرئيس الإيراني إلى تركيا.. ما الهدف؟

ربما يعجبك أيضا