كشف هوية المسؤول عن تسريب وثائق البنتاجون الخطيرة

أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الشخص المسؤول عن تسريب عدد ضخم من الوثائق السرية الأمريكية كان يعمل في قاعدة عسكرية.

وكشفت الصحيفة، مساء الأربعاء 12 إبريل 2023، عن أن هذا الشخص كان شابًا محبًا للسلاح، وشارك وثائق فائقة السرية مع مجموعة من محبي الألعاب الإلكترونية عبر منصة ديسكورد، التي أصبحت ملجأ لهم في أثناء جائحة كوفيد.

مجموعة خاصة

كانت البداية في 2020، عندما أنشأ محبو الأسلحة والمعدات العسكرية مجموعة على ديسكورد، تضم قرابة 24 شخصًا، معظمهم من الرجال والصبيان. وفي العام الماضي، نشر شخص يُدعى «أو جي» رسالة مليئة باختصارات ومصطلحات غريبة، وفق حوار أجرته واشنطن بوست مع أحد أعضاء المجموعة.

الشاب الذي سرب الوثائق الأمريكية

وحسب العضو، الذي لم يبلغ 18 عامًا، لم يهتم الكثيرون بقراءة الرسالة الطويلة، لكنه قرأها هي والمئات من الرسائل التي نشرها «أو جي» بانتظام لشهور، وصفها بأنها احتوت على نصوص شبيهة بالوثائق الاستخباراتية السرية.

اقرأ أيضًا| خرق استخباراتي كبير.. كيف يتعامل البنتاجون مع الوثائق المسرّبة؟

قاعدة عسكرية

زعم «أو جي» أنه جلب هذه الوثائق معه من عمله في قاعدة عسكرية، حسب العضو الذي رفض تحديد مكانها. وادعى «أو جي» أنه يمضي جزءًا من يومه في منشأة مؤمنة تحظر الهواتف الخلوية والأجهزة الإلكترونية الأخرى، التي يمكن استخدامها لتوثيق المعلومات السرية الموجودة على شبكات الحواسيب الحكومية.

وأفاد العضو في المجموعة بأن «أو جي» شرح لهم بعض المصطلحات الواردة في الوثائق المكتوبة بخط اليد، وأخبرهم أنه عمل لساعات في كتابة الوثائق السرية، حتى يشاركها مع رفاقه في مجموعة ديسكورد، التي يتحكم بها.

وفي حواره مع واشنطن بوست، قال العضو إن «أو جي» أراد أن يبقيهم “مطلعين”، وبدا أنه يعتقد أن معرفته بالأمور الداخلية ستوفر الحماية لهم من العالم المضطرب حولهم. وقال: “إنه شخص ذكي، وكان يعلم ما يفعله عندما نشر هذه الوثائق”، مضيفًا أنها “لم تكن تسريبات عرضية من أي نوع”.

معلومات حساسة

احتوت الوثائق على تقارير فائقة السرية عن أماكن وتحركات القادة السياسيين رفيعي المستوى، وتحديثات تكتيكية عن القوات المسلحة

ذكرت واشنطن بوست أنه بعد كتابة مئات الملفات بخط اليد، بدأ «أو جي» في نشر صور للوثائق نفسها، التي وصفتها الصحيفة بأنها مخبأ الأسرار المذهل، الذي بدأ في الانتشار إلى المشهد العام، على مدار الأسبوع الماضي، مثيرًا غضب حلفاء أمريكا ومزعزعًا سياستها الخارجية.

وتناولت الوثائق، التي كتبها «أو جي»، مجموعة متنوعة من الموضوعات الحساسة، التي يستطيع الاطلاع عليها أشخاص خضعوا لأشهر من التحريات. وكانت عبارة عن تقارير فائقة السرية عن أماكن وتحركات القادة السياسيين رفيعي المستوى، وتحديثات تكتيكية عن القوات المسلحة، وتحليلات جيوسياسية، ونظرة ثاقبة على جهود الحكومات الأجنبية للتدخل في الانتخابات.

اقرأ أيضًا| وثائق مسرّبة تكشف تجسس الولايات المتحدة على حلفائها

وثائق سرية

احتوت بعض الوثائق على خرائط تفصيلية عن أحوال ميدان المعركة في أوكرانيا

احتوت بعض الوثائق على خرائط تفصيلية عن أحوال ميدان المعركة في أوكرانيا، وصور أقمار اصطناعية سرية عن آثار الضربات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية. في حين صورت بعضها المسار المحتمل للصواريخ النووية الباليستية الكورية الشمالية، التي قد تصل إلى الولايات المتحدة.

لحظة استهداف المنطاد الصيني

وتضمن بعضها صورًا لمنطاد التجسس الصيني، الذي حلق فوق الولايات المتحدة في فبراير الماضي، وقالت الصحيفة إنها كانت ملتقطة على مستوى العين، على الأرجح من طائرة لوكهيد «يو-2»، إلى جانب رسم تخطيطي للمنطاد وتكنولوجيا المراقبة الملحقة به.