ماذا قال تقرير الاستخبارات الأمريكية لعام 2023 عن إيران وكوريا الشمالية؟

محمد النحاس

تناولت «رؤية» في وقت سابق تفاصيل التقييم السنوي لوكالات الاستخبارات الأمريكية لعام 2023، فيما يتعلق بالصين وروسيا.. ماذا عن إيران وكوريا الشمالية؟


نشرت وكالات الاستخبارات التابعة للولايات المتحدة، تقييمها السنوي للتهديدات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة خلال العام الجاري 2023.

واعتبر التقرير الاستخباري أن الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية هي أبرز التحديات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة على الصعيد الدولي، وذكر التغّير المناخي في ذات الصدد، وفقًا للتقرير الذي قدمه مديرو الاستخبارات في جلسة سنوية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

تهديد النفوذ الأمريكي

حسب التقرير الصادر أمس الاول الأربعاء 8 مارس 2023، ستواصل “جمهورية إيران الإسلامية” تهديد النفوذ الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط، بهدف تقويضه بالكامل في المنطقة، وترسيخ نفوذها بدلًا عن ذلك، مشددًا على أن إيران تمثل تهديدًا مستقبليًّا للمصالح الأمريكية بالشرق الأوسط.

وتسلك إيران هذا الطريق بهدف تقليل التهديدات التي تحيط بنظام “الملالي”، لذلك من المرجح أن تواصل “عمليات استعراض القوة بالدول المجاورة”، وفقًا للتقرير الذي يضيف أنها بذلك تعمل على “ترسيخ قيادتها الإقليمية بالمنطقة”.

وسائل وأدوات طهران

قال التقرير إن إيران تستخدم لتحقيق أهدافها بالشرق الأوسط مجموعة من الوسائل، والأدوات التي تساهم في تعزيز نفوذها، موضحًا أن طهران ستستخدم الدبلوماسية، والقوات التقليدية، والشراكات العسكرية، ووكلاءها المحليين، كما ستسخدم في هذا الصدد المبيعات العسكرية كوسيلة لتحقيق الأهداف.

ويُذكر أن العلاقات الروسية الإيرانية، شهدت تقاربًا خلال الأشهر الأخيرة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 من فبراير 2022، وتحدثت تقارير غربية على نطاق واسع عن شراء روسيا مُسيّرات إيرانية، تستخدمها لشن ضربات على البنية التحتية لأوكرانيا، وفق كييف.

اقرأ أيضًا: الطائرات مقابل المسيّرات.. صفقة جادة بين روسيا وإيران

حصاد 2022| إيران والاقتراب من روسيا.. بين المكاسب والمخاطر

إيران والاتفاق النووي

في ما يتعلق بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، أو ما يعرف بـ”الاتفاق النووي الإيراني”، لا تثق إيران بالولايات المتحدة وتشكك في جدية التزامها ببنود الاتفاق، وتبدي إصرارًا على تقديم ضمانات لعدم الانسحاب مجددًا من الاتفاق، وفقًا للتقييم الصادر عن وكالة الاستخبارات.

وتصاعد أخيرًا الحديث بشأن عزم إيران حيازة سلاح نووي، بعد رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 83%، لكن يرجح التقييم الاستخباري أن الجمهورية الإسلامية “لا تنخرط في الوقت الحالي في أي أنشطة رئيسة لإنتاج أسلحة نووية”. وكانت الإدارة الأمريكية السابقة انسحبت من الاتفاق عام 2018.

اقرأ أيضًا: بعد التصعيد النووي.. هل استجابت طهران لشروط واشنطن للتهدئة؟

تهديد الحلفاء بالمنطقة

أورد التقييم الاستخباري السنوي أن إيران تمثل تهديدًا لإسرائيل، بشكل مباشر عن طريق قوتها الصاروخية، وطائراتها المسيرة، وبنحو غير مباشر من خلال وكلائها من أمثال “حزب الله” اللبناني.

ورجح سعي إيران لامتلاك أسلحة تقليدية متطورة، لكن من شأن المشكلات الاقتصادية التي تعانيها الدولة الشرق أوسطية، تعطيل هذه المساعي، وفقًا لوكالات الاستخبارات الأمريكية.

اقرأ أيضًا: وزير الدفاع الأمريكي في الشرق الأوسط.. تركيز على إيران

التهديدات السيبرانية الإيرانية

اعتبر التقرير أن القدرات السيبرانية والتقنية لطهران تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حلفاء واشنطن بالمنطقة، لافتًا إلى أنها باستهدافها السيبراني لإسرائيل تُبدي قدرة على استهداف دول ذات قدرات أكبر.

ولفت التقرير إلى القلق المتزايد لدى مسؤولي طهران بفعل الاحتجاجات المشتعلة منذ أشهر. وفي غضون ذلك فرضت وزارة الخزانة الأمريكية حزمة عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين، قالت إنهم مرتبطين بقمع الاحتجاجات، وفقًا للموقع الرسمي للوزارة الأمريكية.

اقرأ أيضًا: في ظل انهيار اقتصادي.. إيران تسعى لكسر عزلتها الإقليمية

كوريا الشمالية وتعزيز الترسانة النووية

في ما يتعلق بكوريا الشمالية، ركّز التقرير على ميل بيونج يانج إلى تعزيز ترسانتها النووية، التي يعتبرها الزعيم كيم جونج أون “الضامن الأكبر لتأمين نظامه الاستبدادي” على حد وصف التقرير الاستخباري.

وأشار إلى الاحتمالية العالية لمضي كوريا الشمالية قدمًا في عمليات إطلاق الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، بهدف تحسين القدرات الصاروخية، موضحًا أن بيونج يانج تسعى لتحديث قدراتها النووية.

وكانت الدولة الخاضعة للعقوبات الغربية المكثفة، نفذت خلال العام الماضي أكبر عدد من التجارب الصاروخية، والتي ينظر إليها جيرانها الآسيويون على أنها تهديد عسكري مباشر، ما دفعهم لمزيدٍ من التقارب مع واشنطن.

إضعاف روابط واشنطن العسكرية

ذكر التقرير أن كوريا الشمالية تعتقد أن المجتمع الدولي سيقبلها في نهاية المطاف كقوة نووية معترف بها، مضيفًا أنها وعلى المستوى الإقليمي تسعى لإضعاف الروابط الدفاعية بين الولايات المتحدة الأمريكية  وكوريا الجنوبية، جارتها اللدود.

وأضاف أن بيونج يانج تموّل برنامجها النووي جزئيًّا من عائدات بعض الأنشطة الإجرامية، من بينها سرقة مبالغ ضخمة من العملات المشفرة، على حد مزاعم التقييم الاستخباري السنوي، الذي أشار إلى عملية جرت في سنغافورة العام الماضي 2022، أسفرت عن سرقة مئات الملايين من الدولارات من إحدى الشركات المتخصصة في العملات المشفرة.

اقرأ أيضًا: مسيّرات بيونج يانج تحلق فوق سيول.. و«الباسفيك» على صفيح ساخن

ماذا عن الصين وروسيا؟

كان التقرير أشار إلى أن الصين ما زالت تشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية، وأنها ستواصل تعاونها مع الروس، وستعمل على محاولة فرض الهيمنة الإقليمية، وستواصل بناء القدرات العسكرية والأمنية والتقنية.

اقرأ أيضًا: صريحة وحازمة.. الرئيس الصيني يطلق هجومًا غير مسبوق على واشنطن

مناورات بحرية بين روسيا والصين.. إلى أي مستوى يصل التعاون؟

وتعمل الولايات المتحدة منذ أشهر على خنق قطاعات التقنية لدى الصين، عن طريق فرض حظر على أشباه الموصلات الحديثة والحيوية لجميع الصناعات. وبالنسبة إلى روسيا يرى التقرير أن الحرب في أوكرانيا تتضمن خطرًا كبيرًا.

وفي أكتوبر الماضي أصدرت الولايات المتحدة وثيقتها للأمن القومي، التي شددت خلالها على التنافس بين ما أسمته النُّظم الاستبدادية والديمقراطية، وتتفق مع المحاور التي ركز عليها التقييم السنوي الصادر هذا الأسبوع.

اقرأ أيضًا: حرب في الخفاء.. «سي آي إيه» تعلن مشاركتها في قتال «فاجنر» الروسية

ربما يعجبك أيضا